الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاتية الكاتب والنص الأدبي

سعاد جبر

2006 / 4 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة نقدية تحليلية في نص "طائر الربيع" لمحمد سعيد الريحاني "

يتولد النص الأدبي من تماوجات الفكرة المتأججة في لحظة ما في ذاكرة الكاتب وواقعه المتخم بالأحداث ، وهنا تتشكل اسقاطات الكاتب على تلك اللحظات والواقع المتخم ، ويتولد النص بين اتون الأنا وتمردها وتسيجها بلغة رومانسية هادئة تخبئ من خلالها المكنون الرافض المتأجج في الأعماق ، وهنا تغدو الطبيعة مسرحاً لأرتسامات فرشاة الألوان عليه فكرة وعاطفة وتطلعات تحمل في اعماقها الرفض والتغيير معاً ، وبحسب تماوجات الطاقة الأنفعالية لتلك اللحظة يكون مستوى العاطفة المتأججة في النص ، وارتسامها لغة تعبيرية عبر موكب الأخيلة التي تغلف الفكرة والعاطفة معاً على مسرح الطبيعة المتشكل على الصفحات
ويشكل (طائر الربيع )* للمبدع د. سعيد الريحاني مادة تعبيرية لتلك الطاقة المكنونة المتأججة رفضاً ، وقد ارتسمت في النص بلغة رومانسية هادئة معبرة ، تمكن الكاتب من خلالها من ايصال رسالته التعبيرية بمساحات تفردية رائعة ، واوجز معالم تلك اللغة التفردية في المحاور الأتية
ـ عشق الكلمة واعتبارها جسر التعبير وامتشاقة الربيع عبر ارتشافها شهداُ على الصفحات ، وهنا تتشكل مساحات تلك الرسالة التعبيرية في الأجواء الربيعية الممتدة والمقهى الخاص وابريق الشاي المعطر بالنعناع ولغة التأمل التي تحاور مكنونات تلك الطبيعة الساكنة في النص
ـ استثمار لغة الألوان ومساحاتها التعبيرية لأعطاء نكهة خاصة بالنص ، وتتركز الروعة في مساحات تلك اللغة سيكولوجيا من جهة وايدلوجيا في ثقافة الكاتب
" عندما يحل الصيف وتكبر الشمس وتقترب تدب الحماسة في المتحفظين والحذرين وتستعل الروح في الأحياء وتنتفض الأجساد على جنبات البحار والأنهار والوديان ، انذاك ، احب اللون الأصفر ، لون الطاقة والحيوية والتجدد واشعر بالأنتشاء...."
" احب اللون البني لون التغير واشعر بالتجدد ..."
" يتنبؤن بمحصول الزراعة ويقارونون الغلات الممكنة بالغلات الفائتة ..اشعر معهم بالحرية ....."
" تضحي الحياة خضرة على خضرة واشعر بالأنبعاث ، بالولادة من جديد "
ـ مساحات العاطفة المتأججة الرقرافة في النص وتعلقها بلغة الحب الجميلة
" وعندما يحل الربيع ثانية ، يحل الجمال في كل مكان ...كل يعانق حبيبه او تتودد لحبيب وتترجى ذرية . كل يلتحف بالخضرة ويتواصل بالأخضر مع الربيع "
ـ انعكاسات ايدلوجية الكاتب من خلال لغة خاصة ممتزجة بالجمال والحرية وروح عاشقة تصر على التغيير والتجديد ، وكأن الكاتب يسدل الستار من وراء الربيع والطيور إلى دنيا الواقع المتخم بالأحداث والأزمات ولغة تواصل الأفكار بحرية المساحات دون تضاد لأن ذلك ناموس الكون والحياة .
" رسل الحرية والتغيير تحلق في كل مكان ، لايمكنك ابداً التكهن بأتجاه طيرانها ، انها تنطلق ذات اليمين وذات الشمال ، تسرع الأيقاع وتبطئ تغير اتجاهها كما تريد ، فرحة بالأنبعاث ..."
ويؤكد الكاتب على الحرية وجريمة انتهاكها بشأن الخطاف وتحريم صيدة او طرده " والنتيجة ان الخطاف يستمتع بالربيع حتي اخر ليلة ، يحلق دون خوف ، يطير دون قيود ويحط على الأشجار "
وهناك تتفتح اكمام ورد لعة المبدع الريحاني الرائعة في ان نتاج الحرية اجواء سعيدة خالية من ردود الفعل السلبية مهما كانت سلبية الخطاف لأن الحرية لغة الطبيعة ومسارها العفوي ودنيا الحقيقة رغبنا بذلك ام ابينا
" يطير دون قيود ويحط على الأشجار ، على حبال الغسيل ، على الأسلاك الكهربايئة ، ويبصق على المارة ورواد المقاهي ، على السطحية ، تحته ويظل ينتظر منهم رد فعل ما على نوع ما ، لكن الناس تكتفي بمسح رؤسها بأكفها وتبتسم حين ترفع عيونها إلى الأعلى وتتأكد ان الأمر لايعدو كونه بصق الخطاف طائر الربيع
وهكذا فأن الحرية وطيورها عبر الأقلام ، تترتب ضريبة من الصراحة ومساحات واسعة من التعبير؛ تقتضي الأستمتاع بها وان لانضيق بها ذرعاً ، وان تكون لغة التفاهم معها من جنس لغة الطبيعة من التجاوب والأتساق ، مهما كانت حادة ، لأن الخطاف ناموس الطبيعة ونكهة الربيع ، و الحرية ناموس السعادة بين الأنام ونكهة ربيع الأستقرار فيها
ولايسعني في نهاية محطتي النقدية هنا ، إلا ان ازجي كل رفرفة بتونيا الربيع للمبدع د. محمد سعيد الريحاني ، وكل ابداع والإبداع انت
......................
* طائر الربيع ، محمد سعيد الريحاني ، نص مستقى من مجموعة قصصية للكاتب بعنوان " موسم الهجرة إلى اي مكان ، 2006 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير