الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق اللوبي التركي في واشنطن

زكي عبدالرحمن آميدي

2019 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اللوبي التركي قوي جداً في واشنطن، ولا غرابة في ذالك فتركيا تنتمي لدول مجموعة العشرين ، وبمقدورها تخصيص ميزانية معتبرة لوزارة الخارجية ولدعم أنشطة اللوبي التركي في امريكا ، ولكن الغريب ان يكون للكورد السوريين تعاطفاً قوياً داخل المجتمع الأمريكي ، مع إمكانياتهم المعدومة في واشنطن.
يمكن ملاحظة هذا التعاطف من خلال الإعلام المحسوب على الحزبيين الأمريكيين ، ومن المناظرات التلفزيونية مع الشخصيات السياسية داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، ومن استقالة وزير الدفاع والمبعوث الأمريكي إلى سوريا ، رغم ان الأمريكيين مشغولون بمشاكل داخلية، حيث ان قرار ترامب بالانسحاب من سوريا وما سينتج عنه من تهديد للأكراد تزامنت مع التعطيل الجزئي للحكومة الأمريكية بسبب عدم مصادقة الكونكرس على الميزانية الفدرالية السنوية بسبب جدار المكسيك.
بدأت شعبية الكورد السوريين تبرز بعد المقاومة الباسلة لابناء كوباني بوجه داعش، في وقتها امتنع الرئيس الأمريكي. السابق اوباما عن دعم كوباني ، رغم ان طائراته كانت تقصف داعش في كل مكان باستثناء جبهة كوباني، لكي لا يغضب الحليف التركي.
الإعلام الأمريكي والعالمي دفع الرئيس الأمريكي اوباما مرغماً للتدخل في كوباني ودعم مقاومة المدينة بعد عدة أسابيع من الدفاع المستميت ضد داعش التي أبداها ابنائها، ولكن الدعم العسكري اقتصر في البداية على توجيه ضربات جوية لداعش فقط ، ومع نفاذ أسلحة المدافعيين عن كوباني ، أسقطت الطائرات الأمريكية شحنات أسلحة للمقاومة ، بخلاف ما هو متوقع ، فاجتمع على الفور مجلس الأمن القومي التركي بعد اربع ساعات فقط من إلقاء شحنات الأسلحة لخطورة التقارب الكردي الامريكي على سياسة الحكومة التركية ، وقررت ان يتم الطلب من مسعود البارزاني إرسال قوة لدعم كوباني ، لكي يتمكن تركيا لاحقاً مطالبة امريكا عدم إرسال أي شحنات أسلحة اخري إلى كوباني بحجة وجود قوة من البيشمركة تابعة لحكومة اقليم كردستان تتولى مهمة مساعدة المقاومين في كوباني ، ولكن خطوة أوردغان كانت متاخرة ،ومفضوحة ومعروفة عن كونها تكتيكاً تركياً هدفه ثني الأمريكان عن دعم المقاومة في كوباني فلم تنطلي التكتيك التركي على الأمريكان . ومن المفارقة ان الأسلحة ( لا اقصد الذخيرة) التي حملها البيشمركة تم احصائها في نقطة الحدود من قبل الأتراك عند دخولهم الى كوباني ليكون مطابقاً للكمية بعد انتهاء مهمتهم وعودتهم إلى الإقليم.
استمر الدعم الأمريكي للكورد السوريين بعد ان اثبتوا انهم أفضل قوة محلية تقاتل داعش على الأرض ، بثبات واخلاص ، ولا تلعب على الحبلين كالفصائل المعارضة السورية الأخرى ، والتي تطلق عليها ظلماً اسم الجيش السوري الحر , وهم فصائل إسلامية متطرفة ترعاها وتمولها تركيا و تستخدمها لفرض اجندتها في الساحة السورية.
الأمريكيون يتذكرون جيداً كيف رفض الأتراك السماح للطائرات الأمريكية استخدام قاعدة انجرليك ، لضرب داعش ، وسمحوا باستخدامها بعد إلقاء شحنات أسلحة على كوباني ، أي بعد التقارب الامريكي مع الأكراد، ويتذكرون جيداً كيف دخلت القوات التركية شمال أدلب ، بمرافقة وحماية جبهة النصرة (الفرع السوري للقاعدة) ، وإذا استطاع اوردغان ان يخدع الرئيس الامريكي ترامب فانه لن يستطيع محو علاقاته الحميمية مع المنظمات الإرهابية ومنها جبهة النصرة ، من ذاكرة السياسيين الأمريكيين وسببت وما زالت تسبب علاقاته العلنية مع المنظمات الإرهابية في شمال سوريا إحراجاً لجماعة الضغط السياسي التركي في واشنطن.
زكي اميدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا