الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدية الى الاستاذ سمش الدين العجلاني

نورا دندشي

2006 / 4 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عندما أقرأ مقالاتك التي تعنى بتاريخ سوريا وشخصياتها السياسية الحاضرة في ذاكرتنا دائما ينتابني شعورا قويا بانني انا المعنية بها وان تلك المقالات موجه لي لاقرأها وأستعيد معها ذكريات الزمن الماضي عندما كنت العب طاولة الزهر مع والدي رحمه الله وهو يسامرني ويسرد لي ذلك التاريخ الذي عاصره بكافة تفاصيله وحذافيره .

كنت استمع اليه بنوع من المجاملة والمسايرة لاطيل سهرته معي فقد كان معتاد على أن يخلد للنوم مبكرا ، وكان يشعر بالمتعة وهو يسرد هذا التاريخ ما يكان يجعله يفقد التركيز وافوز عليه بكل جولات المحبوسة ، تمرست في لعبة المحبوسة معه واكتسبت بنفس الوقت إرثا ثقافيا بتاريخ سوريا السياسي .

مقالتك الاخيرة عن الرجل أحد صانعي إستقلال سوريا وهو جميل مردم بيك الذي تحدى الانتداب هي إنصافا لتاريخه بعد أن تجنى عليه كثيرين ، فعندما أقرأ مقالات استاذي الفاضل شمس الدين عجلاني أدرك معها قيمة ذلك الأرث الثقافي الذي تركه لي والدي ويجهله كثيرين ، واليوم أدركت مع مقالتك قيمة القصائد الشعرية التي كان والدي قد كتبها قبل عشرون عاما تشرح الوضع المتردي في الوطن العربي وما آلت إاليه الأمور لكن هذه القصائد بالتأكيد لم تاخذ طريقها للنشر نظرا للظروف والعوائق التي نعرفها جميعا .

لهذا يا استاذي الكريم أهديك أحد القصائد كما أهديها للشعب السوري بمناسبة السابع عشر من نيسان وهي ذكرى استقلال سوريا حيث يرد فيها على الشاعر عمر ابو ريشة يوم تجنى على المرحوم جميل مردم بيك ووصفه بقصيدته الشهيرة بالصنم وبأنه ليس بعفة الاصنام :

عذراً أبا الريشةِ العرباءُ يا عمر
يامن على الريش فيه تنبتُ الدررُ
تموج بالنسب المعطار سـؤددها
ومن شذى شعرها النهلات تنهمرُ
كما تراني عليك اليوم معترضـا
من بعد خمسين عاما شاءها القدرُ
جعلت في ساحة التاريخ موعدنا
حتى نؤكد من خانوا ومن دحروا
ألا وما قولك المســفوح نافـلة
ولا يليق بوصــف فيك ينحصرُ
ذاك ابن مردم علام ولا صـنما
ويثقب الالف عاما عنـده نظـرُ
هدى على وطن في القانيات بلى
وفي السياسة بحر ليــس ينجزرُ
ما كنت تفعل لو أنت البديل سوى
مثل الحطيئة إذ في وجـهه عـورُ
وأمة مثل أهـل الكـهف نائمـة
ومالها أمل في الحــرب تنتـصرُ
هذا جميل ولا ثان يعـود لــنا
وشـانئوه جميعا ليتـهم بـــترُ
كانت فلسطين في التقسيم نظرته
فقــيل عنـه عميــل خائن قذرُ
في ظله هدنـة صانت لنا شرفا
والكف أعزل والأعــداء قد كثروا
هبت عليه شعوب في شوارعها
وفي جوامعها اللعنــات تســتعرُ
وفي المعاهد بركان الغرور دوى
على الحماقـة بالأخـلاق قد فشروا
كم من خطيب تجنى في مواقعه
ولم تهب أدباء خبث ما نشـــروا

دامت على قسوة الأحداث قائمة
حتى أطاح بها من بعده أندحـــروا
يقضون نحبا وحزنا كي يرد لهم
ما كان في الحــرب قد خســروا
إني وإيــاك في لقيا محاكـمة
وحان أن ينطــق التاريخ يا عمـرُ

المرحوم محمد عبد الرحمن دندشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ