الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة إغتصاب رجل

عبد شاكر

2006 / 4 / 16
الادب والفن


تخشى أن يغدر بها زمنها , إن هي تكورت بطقوسها في عشق الليل , تلتفع
ضوء القمر , كي تطرد سواد الحلم , الذي يوشك أن يتآلف مع الاشباح التي
تشاركها المخدع , وهي المحاصرة بالفزع , حينما تشتد الظلمة , لأن الضوء
الذي يتسلل الى كيانها , يتوزع على أجساد لم يزل الجفاف مسفوحا ومذبوحا
بأعتابه الملتهبة . تسابق وهج الشمس , حتى تنصهر الرغبــــــــات الجامحه
وتتسامى الى حلم مؤجل قد تلتقطه الارحام , إلا من قارعة الطريق . المأوى
تلطخت جدرانه , صور مقطوعة من المجلات .. لاطفال , تحبو , تركـــض
تضحك , تصرخ , تتأرجح أخريات برقاب طافحة بالرجولـة ..
وهي تعانـق ظـــل الشمس .. العطش يتجلد في ثنايا روح هجرها الفــــرح ..
الاسرة لاتعرف الدفئ , أحضان خاوية تتمددها الرغبة المتأججة , وزغـــب
الطفولة , تطاول على مسامات البراءة , حتى تحول الى دبابيــــــس وخزت أنوثتها باكرا" ..
رفرفت أجنحتها لتشابك عينيها الذابلتين , بيديه التي لم تعرف أسرار الدفــئ
ولم يدرك تطلعات هذه المخلوقة التي أختارت بتحد , لملمة أجزاؤه التــــــي
بعثرتها الغربة والمنفى .. في صدر متخم بالهذيان والوحده ..

أتخذ له مكانا وسط رواق يعج بالمرضى .عجوز تفترش الارض تضع رأسها في أناء قمامة متهرأ , تتقيئ فيه بفترات متقاربة , شاب نحيل شاحب الوجــه
مسجى فوق أريكة خشبية تقف عند رأسه شابه جميله تبلل وجهـــــه المتعرق بقطعة قماش بين فترة وأخرى والدموع تنهمر من عينيها الذابلتين , أنين في كل صوب . شعر ببعض الضيق ونهض لمغادرة المكان , إلا أن أحدهم صاح به للدخول الى الطبيب :
لماذا تريد أن توأد أبناؤك باكرا بني , سأله الطبيب وهو مذهول من طلبه :
تلك هي ثمن الحرية , رغم كونه
جنوني فأنه سوف يساعدني على تجميع بقايا مودة كانت يوما ما هـي
منفذي الوحيد



تلوذ بالانكسار , تهرول صوب المحبطين , لاجل لملمة بقاياها التــــــي
بعثرتـها الحماقــــــة . تتخبط في مياه راكـده , بقدمين أدماهما التـــرف
والهروله في محيط القلب .. تتجول راكعة بهذيانات تهدم فيها الحنيـــــن
الى أسيجة واهية يمتد الندم , تتمرغ في ضياع ينمو كحشائش طفيليه في
زرع لم تحسن أروائه .. تدور كناعـور ساقيه في تيه , تلاشى أمامهـــــا
أفق الشروق , الريح لـم يعـد يداعـب خصـلات الروح الطافحـه باليـأس
عـرّج البدر عن ديارها الى مسار لاتعرفه .. تقـذف بجسدها المتقــــــــد
بلاهة , الى حضن شيخ طاعــن بالموده والطيبه , تتوسله أن يتلو عليها
حروف التوبة .!

ـــ أحيانا نتوهم , أن الصبر والصمت هو محبة , وكنت متجبرة , لم يجد
فيك الانثى التي تخضعه لقلبها ..هكذا كان يحدثها الرجل وهو يمسك
بعض الورود ..
ــ لمست ظهره وهو يتظاهرفي فك تشابك بعض الاغصان بموده , كأنه
يوقظ عاشقين من غفـوه , أستـدار ببطء , كانـــت الدموع تنهمــر من
عينيه , رمقها بنظرة , وأختفى وسط البستان ..

دب فيها اليأس , آمال علقتها لاستدراجه بسد منافذ القلب , بدأت تتآكل وضجيج الفقد يعلو في فضاء الوحده , تحول الى سكون مطبق في نبض القلب . تتواصل معه بعنـاق صورة كبيـره أحتـلت مساحـة فـــي المهجع كنمرة مجروحة , نشيج متقطع , ولا دمع في المحاجر , تجمد لشــــــدة الالم

خلع ملابسه ..وبحذر شديد حاول أن يتفادى أظهار نصفه السفلي , بمحاولات أستعراضيه بالحديث عن سفرته بصوت متحشرج .. لم تعهده فيـه مما أثــــار
حفيظتها , أقتربت منه حاولت مساعدته فـــي أتمـــام خلعه لملابسه ..

جرح بطول أصبع , محاذي لنطف الحياة , يقبع فوق بقايا الحلم , أقتلع كلها
الذي وهبته اليه ..


جرجرت بقايا جسد أنهكه الدوران , حتى عتبة الباب , وبيد راعشه كانت تلوح ببقايا أوراق , هي آخر وصية كتبها قبل فراره !! ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟