الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة (ترامب) اللصوصية إلى العراق... وما خفي أعظم

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت الزيارة اللصوصية للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) إلى العراق موجة من الانتقادات والاعتراضات المنطقية، وردودِ أفعال سياسية وشعبية غاضبة، واستياءٍ من السلوكيات الأمريكية اللصوصية لأنها وفق كل الأعراف الدولية إهانة بحق العراقيين النجباء، ودليل استهتار باستقلال وسيادة وهيبة العراق، فترامب لم يعر أي اهتمام لأحد، ولم يطلب السماح من حكومة العراق بدخول أجوائه، وكأنه في زيارة عسكرية داخل البيت الأبيض لهذا استقبح الجميع تصرفه الصبياني، وأداءه غير المسؤول، ورؤيته الدونية للعراق وشعبه الأبي، والتواجد غير الشرعي لقواته في أنحاء العالم كافة؛ برغم أنف الجميع. وجاء هذا الوصف في استطلاع رأي في الفايننشال تايمز على أن ترامب شرس الطباع، ويعاني من اختلالات واضطرابات نفسية صعبة؛ حين أبدى استعداده لمواجهة الخطر، والسفر إلى بؤر الأزمات، وكأن العراق من وجهة نظر الأمريكان بؤرة أزمة.
إن هذا الوصف التعسفي للعراق حمل رسائل صريحة لدول إقليمية بعينها؛ أولاها الجارة (إيران) التي تنافس (واشنطن) على النفوذ في الأراضي العراقية. والأمريكان على أهبة الاستعداد كي يجعلوا من العراق متى ما شاءوا قاعدة حربية؛ لشن هجمات استباقية داخل سوريا أو أية دولة إقليمية أخرى. بالإضافة إلى قدرتهم الدعائية العالية على إقناع الكثير من حلفائهم بطريقة تفكيرهم.
من باب المفارقة، وأنا أبحث على موقع (راسموسن) للخدمات الاستطلاعية الأمريكية، والتي نفتقدها في إعلامنا العراقي؛ لأجمع المزيد عن شخصية ترامب، فإذا باستطلاع رأي لكبير موظفي البيت الأبيض الجديد، يصف رئيسه بـ"الكاذب"، و"أن أمريكا تعيش مخاضاً يكتنفه الكثير من الشك بشأن تصور المستقبل، وأن رئاسة ترامب الرئيس حوصرت بالمسائل المثيرة للجدل، فيجب أن يوجه اللوم للرئيس، ووضعه تحت ضغط قانوني وسياسي؛ لأنه يمثل خطراً على أمريكا والعالم".
بهذه التصرفات، والأوصاف التي تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية عن رئيسها ترامب، يكون ترامب متطاولاً على تعاليم السيد المسيح عليه السلام، فهذه الرسالة الأولى إلى مؤمني كورنثوس تقول "لا تتصرف بغير لياقة، ولا تسعى إلى مصلحتك الخاصة، ولا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق". وبحسب تلك الاستطلاعات تعد فترة رئاسته نكسه لقيم الديمقراطية في العالم، وبحسب آراء معيته، فهو متجاوز وبعمد على مواد الدستور الأمريكي، وهو الراعي والحامي له بحسب القسم الرئاسي في أمريكا. فما بال العالم يثق بشخصية كهذه؛ محيرة وغريبة الأطوار ومضطربة تقود تحالفاً دولياً باسم الديمقراطية، ونصرة الحق في العالم. وما خفي عنا كان أعظم، لو كنا نفقه ما هم عليه تجاهنا... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل