الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدف الديموقراطية في سوريا أمريكياً وأوروبياً وسورياً 4

علي الشهابي

2006 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


هدفنا:
بما أن الديموقراطية حاجة للبشر، فنحن نريدها لأننا بشر. نقطة انتهى. وبعبارة "نقطة انتهى" يكون فعلاً كل شئ قد انتهى لأنها تعني أولاً أن كل ما يمكن أن نراه يحدث في ظلها، وما نخطط لأن نفعله، سواء اتفقنا عليه أم اختلفنا، لا ينقض ضرورتها. وثانياً إننا لا نريدها من أجل الأوروبيين الحريصين عليها عندنا، ولا ضد الأمريكيين الذين يسيؤون إلينا وإليها، بل من أجلنا. ومع ذلك سأحاول أن أبين، باقتضاب شديد، كيف أن تأجيلها ضدنا ولا يخدم إلا الأجندة الأمريكية.

1ـ لا يمكن لتأجيلها إلا أن يؤجل الإصلاح، وهذا ضد مصلحتنا.

2ـ بتأجيلها ندفع الأوروبيين إلى الرضوخ للأمريكيين في منطقتنا، الذي سيأخذ شكلاً من أشكال تقاسم المصالح بينهما يكونون فيه حكماً في موقع الشريك الأصغر، وبهذا أيضاً نخسر. فالأوروبيون يعاملوننا معاملة تفضيلية، ومن حقهم أن يأملوا منا تعاملاً بالمثل. فهذا التعامل التفضيلي المتبادل، المبني على تبادل المنفعة، يقوي مجمل الروابط بيننا وبينهم، مما يسهم في تمهيد الطريق أمام انضمام سوريا مستقبلاً إلى الاتحاد الأوروبي. واستطراداً أؤكد بأن الاتحاد الأوروبي لا يريد من البلدان التي تنضم إليه أن تكون على نفس درجة تطوره الاقتصادي، بل يريد بلداناً ديموقراطية مستقرة أقل تطوراً ليضمها إليه حتى يستثمر فيها، ليطورها ويتطور بتطويرها.

3ـ بتأجيلها يظل الوضع كما هو عليه الآن: كل موقف سياسي سوري لا يتطابق مع الموقف الأمريكي تسوّقه الولايات المتحدة على أن مصدره النظام الديكتاتوري، مما يمدها بمشروعية تهديد سوريا ككل بذريعة تهديد النظام. وبنفس الوقت يضطر النظام للتجاوب، إن لم يكن للرضوخ. فهي تبدو في ظل ديكتاتورية النظام كمن لا يهدد الشعب السوري، على العكس تريد تخليصه منه، بل تهدد النظام الديكتاتوري الجاثم على صدر شعبه في الداخل، والداعم للإرهابيين أعداء الحرية والديموقراطية في المنطقة. أما في ظل الديموقراطية، فأي موقف تتخذه الحكومة السورية ضد سياستها، لن تجرؤ الولايات المتحدة على تهديدها وحدها بل ستضطر إلى الصمت أو تهديد الشعب ككل، وهذا ما لن تجرؤ عليه. لنتذكر تعاملها مع تشافيز في فنزويلا، ومع تركيا عشية غزو العراق، وكيف عرضت عليها ثمانية مليارات دولار. وعندما رفض البرلمان التركي هذه الرشوة قامت بتغيير خطتها العسكرية.

4ـ وأخيراً فليعلم الجميع أن استمرار تغييب الديموقراطية دفع قسماً من المثقفين، الغيورين على مصلحة هذا المجتمع، إلى رؤية الخلاص من الديكتاتورية عبر المطالبة باستقدام الجيش الأمريكي، وبديهي أنني لا أقصد مجموعة الغادري. فماذا نريد وضعاً أسوأ من هذا؟ وأؤكد أن هؤلاء غيورون فعلاً على مصلحة هذا الوطن لأنه ولّى الزمن الذي كان فيه صحيحاً قول جبران "لا تسل ماذا قدّم لي وطني، بل ماذا قدمت أنا لوطني". لقد ولى هذا الزمن لأننا بتنا نعيش في زمن يتساوى فيه الوطن والمواطن، لا بل صار مقياس احترام المواطن للوطن مدى احترام الوطن للمواطن. وشكراً
علي الشهابي 23 أيار 2005
ـــــــــــــــــــــــــ
* نص محاضرة كان مقرراً إلقاؤها في مكتبة الأسد بدمشق بتاريخ 25/7/3005 ولكن تم إلغاؤها على أعتابه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي