الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الملك عبد الله والأمير سعود الفيصل و جنبلاط مبارك يكمل رسم -الهلال الشيعي -

باسل ديوب

2006 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ليس مستغرباً ما صرح به السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية في لقائه مع قناة العربية، فهذا الرئيس التي عبرت أجواء البلد الذي يحكمه بالنار والحديد منذ ربع قرن ومياهه وموانئه طائرات القتل الأمريكية و أساطيل العدوان في طريقها لاحتلال العراق يذكرنا بسلفه أنور السادات وخطبه الطائفية التحريضية ضد سورية ونظامها إبان كامب ديفيد، ولعل تصريح النائب في مجلس الأمة الكويتي صالح عاشور قد أصاب كبد الحقيقة عندما قال " إن تصريح مبارك يكرّس سياسة استخباراتية غربية لضرب استقرار المنطقة"
فبعد إطلاق الملك الأردني لمصطلح " الهلال الشيعي " ، وتأفف الملك السعودي وأمرائه من الدور الإيراني في العراق وهو لا شك دور لا يخدم المصالح العربية في هذا البلد ، العراق الذي تركه هؤلاء نهباً للسيطرة الأمريكية متقاعسين عما يمليه عليهم الواجب القومي فهؤلاء تربطهم بالعراق معاهدة دفاع مشترك وحسبنا أن يكونوا قد أغلقوا أراضيهم بوجه جيوش العدوان فقط، وبدلاً من الاعتراف بجسامة الخطأ الذي يقارب الكفر بالهوية والمصالح خاصة أن دولهم نفسها معرضة لنفس الخطر بتفتيت هويتها ووحدتها الوطنية يأتي واحد ممن انطلق العدوان من أراض يحكمونها بالحديد والنار ليصب الزيت على نار أضرمتها آلة العدوان الأمريكية لينطق بتصريح يحبذه ويطرب له طائفيون متعصبون منغلقون من تلك الشريحة العربية ليزيدوا من هجرهم لانتمائهم العربي وهو انتماء قلق فمعظم هؤلاء ذوي الولاء الإيراني من أصول غير عربية ويدينون حقيقة لإيران قبل كل شيء, وهؤلاء شركاء لأمريكا معهم في تدمير الدولة الوطنية في العراق، إن هكذا تصريحات تتعدى هذه الأقلية المنبوذة لتصيب من يحمل هذا الانتماء الطائفي الشيعي بصميم انتمائه العربي ما يدفع آخرين لتلمس حماية الذات في زيادة الالتحاق بالنفوذ الإيراني .
أما "الرئيس " العراقي المعين من قبل الاحتلال جلال الطالباني فيقول "التهمة الموجهة ضد إخوتنا الشيعة هي تهمة ظالمة وليس لها أي أساس".
فالطالباني ينسى أنه رئيس دولة وناطق باسم الشعب العراقي فينطق باسم جماعته العرقية ويصف " الشيعة " بإخوته بدلاً من التحدث بمنطق وطني جامع فتصريح حسني مبارك موجه ضد وحدة شعب العراق قبل أن يكون موجهاً ضد طائفة وهو موجه ضد وحدة الأمة العربية التي شارك كل أبناؤها في الكفاح والنضال من احل مصالحها ودفاعاً عنها.
ويبدو أن الاستقطاب الجديد في المنطقة هو بين الشيعة والسنة في المنطقة وهو استقطاب تريده الولايات المتحدة الأمريكية بديلاً للاستقطاب الحالي بين المشروع الصهيوني كذراع ضارب للإمبريالية الأمريكية وذيولها الرأسمالية في أوربا واليابان وبين الأمة العربية والعالم الإسلامي، حيث يتحول الجار الإيراني ملحقاً به جزء من العرب رغماً عن أنوفهم عدواً بديلاً للعرب " السنة " أصدقاء أمريكا !!
من المستهجن أن يأتي التصريح ممن يرفرف في عاصمته علم العدو الإسرائيلي ضارباً جزءً من أمته في صميم انتمائها الحر والطبيعي للعروبة، وأجد أن البرهنة على ذلك الانتماء العضوي للعروبة هو ضرب من الوقوع في مستنقع الاستقطاب الأمريكي الخطير.
الذي يجد تعبيراته في إطلاق مصطلحات كالهلال الشيعي و الفرس بمقابل العرب ، ومحور غزة لبنان فارس !! لإضعاف خط المقاومة وجوهرها المدافع عن المصالح العربية في مواجهة إسرائيل العدوان والاحتلال والتهجير .
أصداء تصريحات الرئيس مبارك ترددت في دول المشرق العربي وحسبنا أن رجالاً كالشيخ حسن الصفار وهو من كبار رجال الدين الشيعة ردوا بشكل وطني وهادىء ورصين ومبين لحقيقة أبعاد هذا التصريح الذي يعطي مصداقية ودفعاً لتخر صات شرذمة طائفية في العراق منبوذة من قبل الأغلبية من شعبنا هناك لتزيد من قلق الهوية الذي أثاره الاحتلال الأمريكي ومشروعه لتفتيت المنطقة أكثر وأكثر.
إن من ساعد العدو على احتلال العراق لا يقبل منه هذا الادعاء الزائف بالحرص على العروبة و هوية العراق العربية في وجه الطموحات الإقليمية الإيرانية فلطالما دعم هؤلاء مشروع أمريكا في حصار العراق وضربه ومن ثم احتلاله، إن حرف الصراع نحو إيران هو انتصار للمشروع الأمريكي ضد الهوية العربية وعلى من " يتحسس " من إيران واستطالاتها في العراق أن يوجه قواه ونضاله ضد المشروع الأمريكي – الصهيوني وهو الخطر الحقيقي الأول والداهم الذي يتهدد مصالحنا العربية، وأمام تبعية و التحاق معظم الأنظمة العربية بالمشروع الأمريكي سيكون من الطبيعي أن تقوم إيران بتلقف هذه التصريحات مخترقة هذه الشريحة كراع وحام لها من وهم الشقيق الرافض والنابذ والمشكك بانتمائها الطبيعي للعروبة، لتزيد من نفوذها الإقليمي في مواجهة التهديد الأمريكي لها.
والمفارقة أن الرئاسة المصرية أرادت أن تكحلها بتفسير التصريح الغريب لمبارك فأعمتها فالناطق باسم الرئاسة سليمان عواد قال إن" ما قصده السيد الرئيس هو التعاطف الشيعي مع إيران بالنظر لاستضافتها للعتبات المقدسة "
ولا نعرف ما إذا كانت القيادة المصرية تجهل أو تتجاهل أن تلك العتبات موجودة في العراق وهذا يعكس على الأقل ضحالة معرفية بواقع العراق بالأخص مع وجود احتلال يعكف على بعث الانتماءات التذريرية ، ما يلقي بمزيد من الشك على توقيت هذا التصريح وخلفياته .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة