الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النهضة في مواجهة تيارات السلطة

محسن عامر

2019 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


موقع النهضة الحالي على ضوء تشكلات المشهد السياسي الجديد: التوافق الوجوبي مع النظام

الرؤية العامة لحركة النهضة ٱلذي على ضوئها "تحط الخزمة" في إطار موقعها في المشهد السياسي؛ هو ٱعتبار أن الخصم الأساسي لها هو التيار الدستوري (دوستوريو عهد الإستقلال)،ٱلذي ظل الطرف الوازن في الجهاز الإداري( ما ٱصطلح على تسميته بالدولة العميقة) و يؤثر بفعالية في المسار السياسي للبلاد..و لكنها( أي حركة النهضة) كانت تجيد دوماً التمييز بين مكونات هذا التيار بين خصومها الراديكاليين و الأطراف ٱلتي من الممكن التعامل معهم. بعد "تغيير السابع من نوفمبر" حاول الإتجاه الإسلامي الإنخراط في المنتظم السياسي من مدخل شرعي و قانوني يُعترف لها فيها بحقها كقوة سياسية صاحبة مشروع مجتمعي يحق لها أن "تناضل" من أجل ترسيخه..دعم نهج "التغيير" و دعم الرئيس بن علي، توقيع نور الدين البحيري على الميثاق الوطني، دخول عبد الفتاح مورو للمجلس الإسلامي الأعلى..كل هذا بين رغبة شديدة من الإتجاه الإسلامي(شقها الأغلبي على الأقل..)في دخول عجلة الفعل السياسي من باب الشراكة "المدنية.." . العائق الوحيد ٱلذي واجه الحركة كان الشق الأغلبي في حزب الدستور و جهاز السلطة ٱلذي لم يكن يرى مبررا من إدماج حركة النهضة في المشهد السياسي بٱعتبار فشلها في "ٱمتحانها الديمقراطي الاول" الإنتخابات البلدية ٱلذي قدمت فيه خطابا يتأرجح بين المدنية وديسكور الإخوان المسلمين التقليدي..

التجربة المريرة (عشرية التصفية ٱلتي بدأت بهروب راشد الغنوشي و محرقة التسعينات..)، كانت درسا قاسيا في تعامل النهضة مع تكوينات السلطة و أجنحتها. هذا ما جعلها تسرع بعد الثورة إلى ٱستيعاب جزأ من حزب التجمع المنحل تنظيميا و سياسيا ؛ تنظيميا عبر ٱستيعاب الجزأ الإنتهازي الغير عقائدي فيه (ٱبتلاع جزأ من القواعد و ماكينة التجمع داخل حركة النهضة)،و سياسيا عبر ٱحتضان محمد الغرياني و التيار الذي نشأ و نمى في عهد بن علي عبر التبدل التنظيمي لحزب الدستور، من اجل منعه من "التجذر ضدها".هذا في مستوى الجهاز السلطوي، في المستوى السياسي العام ، لم تولي النهضة في كل تاريخها (نسبيا) ٱهتماما بخصومها " الآيديولوجيين" من اليسار أساسا بقدر ٱهتمامها بالتناقضات ٱلتي تشق السلطة(العداء لليسار مرتبط أساسا بفترة السبعينات و موقف تاريخي تجاه اليسار من تعاطيه مع قمع الإسلاميين في التسعينات..)، في حين بينت ٱهتماما بتكوينات الوسط ، الحليف الأقرب الغير آيديولوجي من جهة، و الأهم رغبة حركة النهضة دائما في لعب دور اليمين و الوسط في ذات الوقت ..
دعم يوسف الشاهد في نهاية المطاف كان تكتيكا يبين المواقف الدائم للإسلاميين تجاه تكوينات السلطة..محاولة إجراء عملية إستئصال لتيار داخل النظام قابل للتعامل معها، في مواجهة أوليغارشيا سياسية لن تقبل بحركة النهضة إلا في إطار التبعية لها..خيار الباجي الوحيد الآن هو إعادة ترتيب التيار الدستوري بعد إعلان القطيعة مع النهضة (قطيعة أكثر من أنها كانت وجوبية ،مفيدة بالنظر للمتغير للسياسي)، عبر القبول حتميا بدفع إبنه إلى الخلف على الأقل. في الأخير حركة النهضة في المستوى السياسي العام في مأزق ؛ محاولة صنع السياسة في مستوى الهيمنة تحت طائلة الظغوطات و التهديد، خصوم يتناسلون و يبنون المشترك فيما بينهم على قاعدة العداء للمشروع الديني الذي تمثله حركة النهضة ..التنازل الدائم مازال الممكن الوحيد للإسلاميين، أما التمكين السياسي (و الأيديولوجي كمشروع إستراتيجي) أمور تدخل في باب المحال في هذه المرحلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا