الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الدين والسياسة فساد ديموقراطي‎

مثنى إبراهيم الطالقاني

2019 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



فرضت الأحداث مؤخراً من تصاعد الخطابات في الساحة الدينية العراقية عقب إعلان بعض رجال الدين عن حرمة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية للمسيحيين، عازين ذلك لأنها تتنافى مع مبادئ الفرد المسلم وهي دعوة تكرس امتداداً للشرخ الحاصل على الساحة الطائفية في الوطن العربي التي يعيشها اليوم.
لو استعرضنا اصل الاختلاف الديني "المسيحي الإسلامي" قبل تسويته في العراق والوطن العربي على أن المسيحيون هم المواطنين الاصلاء لهذه البلاد منذ آلاف السنين قبل الإسلام وخصوصاً في العراق، وبعض ماكتب ان الكنيسة كنية لبعض رجال الدين عما يشار بكتب التاريخ، الدين محشوم وفق ادعيائه مع الحاكم والاقطاع وتصرفاتهم كبيع صكوك الغفران والتكفير أحد أسباب تقبل الناس للثورة البلشفية ونعت الدين بأفيون الشعوب، فألغيت مظاهر كل الديانات وسقطت هيبة الدين في أوربا، وهذا ما حصل في العراق من تردي رغم الكنيسه مؤسسة ورجال الدين فيها يمثلون رؤيتهم وطموحهم بغطاء الدين، في التاريخ الكنيسي ظهرت حركات ثورية كثيرة وربما البروتستانتية وشهود يهوى خير أمثلة على ذلك، فأن الكثير من العلماء في نفس الوقت راحوا ضحية العمامة السياسية.
فالسياسة تحتاج المرونة والكذب والنفاق وعندما يدخل رجل الدين الحقل السياسي عليه أن يتحلى بهذه الصفات كي يكون ناجحاً ليركب الموجة وعندها سيفقد خصوصية رجل الدين وهذا لا يمثل المتدين الأصيل من يتحمل وزر هؤلاء وإنما السارق الذي ادعى أنه رجل دين.
ومن المعيب ما يشاع في ثقافة الفرد العراقي اليوم هو انه يُقدس الاشخاص ولا يُقدس الأفكار، فلكل مظاهر دينية وسياسية يوجد فيها النفعيين.
اما اليوم فكثيرة هي المحطات التي تعزو الانحطاط السياسي بالعراق بعد مضي 15 عاماً من التغيير كالغزو الثقافي السيئ الذي أنتج تدني بالسلوك الاخلاقي والاجتماعي وتراجع واضح عن الثوابت الوطنية ويعيش الآن في مرحلة من الخطأ التاريخي، وهذا برهن أن العامل المشترك الأكبر بين حكم صدام حسين بالأمس وحكم الأحزاب الفاسدة اليوم هدفه هو القضاء على جمجمة العرب وضياع ارض السواد التي حارب فيها النخيل قبل الجنود وان اختلفت الطرق المستخدمة لهذا الأمر فكلا الحقبتين اتخذا من حصار الشعب وتجويعه ذريعة سياسية لحكم العراق.
كما هو معروف "السنة" رجال حكم وبناة دولة مدنية وطنية علمانية في العراق الحديث، اندفعوا بعد عام 2003 نحو التكتل الطائفي ورهنوا قرارهم بيد سماسرة وتجار وإرهابيين..!
عندما يعرف ابن الجنوب "الشيعي" باليقين ان هذا الوطن اشرف واغلى من المالكي وعمار ومقتدى والعامري والخزعلي وبقية من يتحكم بمصير البلد، عندها ستسلكون الطريق الصحيح لبناء هذا الوطن.
قمة مشتكلنا السياسية كشيعة وسنة ومسيحيين في العراق، وأن لم يكن التأثير المسيحي له دور كبير سياسياً سوى شريك ثانوي في التمثيل، هرم هذه المشاكل هي إن لم تكن معي فأنت ضدي..!
عندما استلمت الأحزاب الحكم في العراق بعد 2003 اوقفت كل المصانع والمعامل الفاعلة في العراق لا لشيئ إلا انهم يعملون وفق ماتتطلب مصلحتهم وبأرادتهم عملوا هذا الوضع والفوضى ان تكون كما هي اليوم.
ولعل ذلك يأخذنا إلى أن بعض رجال الدين اللذين أمتهن بعضهم السياسة وصار يلهث وراء الجاه والمال تحت غطاء الدين وادعى أنه يملك الإجابة والحلول لكل المشاكل التي يمر بها بلدنا، فبمجرد ان لبس العمامة اصبح فهيمة زمانة وعلى الجميع حني رؤوسهم له، علينا كعراقيين ان نرى صباح امتنا العراقية بلا عبيد تسكن الخراب ليسكن سيدها القصور.
إن تغيير هذا الحال المشلول يتطلب صحوة ضمير وأنتم أيها العراقيون واقعاً رفضتم هذا النظام المحاصصاتي الطائفي ورفضتوا هذه الوجوه التي لم تأتي بالخير لهذا البلد، والكل يعلم أن الانتخابات الأخيرة سجلت مقاطعة 74% من الشعب لها، لكن إرادة الأحزاب السياسية وسلطتها ونفوذها اضفى صبغته الشرعية عليها بطرق التزوير المعروفة ليستمر وجودهم رغماً عن إرادة الشعب وتطلعاته نحو التغيير.
الحل يتمثل بتغيير الدستور الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية ومضت عليه احزاب المعارضة السابقة (حكام العراق اليوم)، لا يكون ذلك إلا من خلال فصل الدين عن الدولة وبناء المؤسسات والبنى التحتية برجال دولة حقيقيين يمتازون بالوطنية والكفاءة والاستقلال من ذوي الخبرة والشجاعة، وتحويل نظام الحكم إلى رئاسي ينتخب مباشرة من قبل الشعب، واللغاء مجالس المحافظات والبلدية وتقليص مجلسي النواب والوزراء إلى أقل من النصف الموجود وتوحيد مؤسسات الدولة والهيئات المرتبطة والتي فك تشكيلاتها بسبب المحاصصة الحزبية التي اثقلت كاهل الدولة مالياً وحرم على إثرها ملايين العراقيين من الازدهار نتيجة الفساد المالي المتمثل بالاستثمار والسرقات وكليهما هدر للمال العام العراقي.
وأخيراً من المضحك المُبكي اروي لكم هذه الحادثة، يُقال ان امرأة ذهبت للطبيب وقالت: ايها الطبيب طفلي لا يأكل الطعام، فقال لها: ضعي فوق رأسه عمامة سياسية وسيأكل الأخضر واليابس.! ، ومن المؤسف أن يصل الحال في قناعة الشارع العراقي ان الدين اصبح لا يمثل حاجة فطرية للبشر، قد يكون من الأسباب التي تشظى رجل السياسة المعمم في التحكم بمقدرات البلد هو الأرض الخصبة من المغفلين والسذج وأصحاب الولاء الذي يصل بهم حد العبودية، لذا ينفرد بهم وبما يحلو له صدقاً وكذباً.
الدين أخلاق وعمل .. ومافيات الحكومة العراقية مع رؤساء العصابات الحزبية لادين.. لا أخلاق.. لا عمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا