الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفكر الساسة في واشنطن القيام بعمل عسكري ضد أيران ؟

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2019 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هل يفكر الساسة في واشنطن القيام
بعمل عسكري ضد إيران ؟
هذا السؤال يطرحه الكثير من المراقبين للشأن الشرق أوسطي بشكل عام والعراقي بشكل خاص ، على اعتبار أن ما يحدث في إيران يتأثر به العراق والعكس صحيح .
والسؤال الأهم هو !.. هل العمل العسكري ضد إيران يأمن المصالح الأمريكية في المنطقة ؟
كما هو معلوم فإن للولايات المتحدة الأمريكية ، تجارب مريرة ، نتيجة لما ارتكبته من أخطاء جسيمة في التعامل وباستعلاء وتجبر مع شعوب الأرض ، و ألحقت هذه السياسة أفدح الأضرار بسمعة السياسة الأمريكية ، ونتج جراء ذلك خسائر هائلة تكبدها الأمريكان ماديا وبشريا .
لم تحقق سياسة ( الفوضى الخلاقة ! ) لأمريكا شيء يعود عليها بالفائدة ، بل العكس من ذلك ، فقد كانت هذه السياسة وبالا عليها داخليا نتيجة عدد الضحايا وما يدفعه المواطن الأمريكي من ضرائب تذهب لتمويل الحروب العدوانية ، ونقمة عارمة في بلدان العالم وشعوبها ، وجراء هذه الحروب فقد أنتجت الفقر والبؤس والفاقة والنقمة على السياسة الأمريكية .
اليوم تسير الولايات المتحدة الأمريكية باتباع سياسة الاحتواء والهيمنة ، الغير مباشرة ، بخلق أنظمة موالية للسياسة الأمريكية وتحمل في جعبتها ( صفات وقيم وتوجهات ديمقراطية ووفق فلسفتها هي !! ) .
وتعتبر هذه السياسة أكثر نجاحا وأقل خسارة وأكثر مقبولية من وجهة النظر الأمريكية ، وقد تأمن المصالح الأمريكية لحين ما يستجد من جديد بتطور التوازنات الدولية والصراع الدولي على تقاسم المصالح بما يؤمن كل طرف ما يعتقد ويرى .
لذلك ولما تقدم فإني لا أعتقد بأن أمريكا في نيتها القيام بعمل عسكري ضد إيران أبدا .
لا اليوم ولا مستقبلا ، وهي تتعامل مع إيران وفق السياسة الناعمة في حصولها على ما تريد .
ولا تخشى على مصالحها شيء من إيران !..
وإيران لا تهدد المصالح الأمريكية ولا السياسة الأمريكية في المنطقة !..
من وجهة نظري أمريكا تستهدف وضع يدها على المنطقة من خلال تأمين مصالحها في العراق !..
العراق من أولوياتها ومن صلب سياساتها التوسعية الاستراتيجية والتكتيكية !.. وهذا قائم ليس اليوم ، وإنما من حرب الكويت عام 1991 م ، وما زالت أمريكا تسعى وبكل ما لديها من قوة عسكرية واقتصادية ، لتأمين هذا الهدف ، وكما بينت هذه من أولويات سياساتها في العراق .
وتسعى حثيثا لقيام نظام يأمن مصالحها إن كان بشكل مباشر ، وإن لم تتمكن من فعل ذلك ؟.. فستسعى لذلك من وراء ستار ، وما لم نأخذه بالقوة فسنأخذه بإرادتهم وبرضاهم !!؟..
بمعنى تأمين ذلك الهدف شيء لابد منه من وجهة النظر ( الأمريكية ! ) ، وأعتقد كل المؤشرات تشير الى أن أمريكا تسير في هذا الاتجاه .
ومن يريد أن يفهم كنه ذلك فهذا يعني بأنه مدرك لحقيقة ما يجره وعمل عين الصواب من وجهة نظري !..
ومن لا يريد ويمانع ولا يعتقد بأن وجهة السياسة الأمريكية تسير باتجاه التصعيد والتدبير لعدوان على إيران ، فهذا شأنه ورأيه محترم والحكم بين الرأيين هو القادم من الأحداث .
أما من يعتقد بأنه سيرفع السلاح ويقاتل القوات الأمريكية على الأرض العراقية أو الإيرانية ، فإن منطق الولايات المتحدة المتجبرة !!..
تقول السياسة الأمريكية ( خل يروح يشرب ماء الخليج ! ) أخاف أكول الخليج العربي فستزعل الدولة الفارسية ( الصديقة للكشر ! ) وأخاف أكول الخليج ( الفارسي ! ) فتقوم القيامة ويثور علينا دعاة القومية والعروبة والنخوة العربية !!.. والمتاجرين بالمصير العربي وبتأريخنا المجيد .
أما ما أقوله لشعبنا وللقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية ، لنناضل من أجل العمل على إعادة بناء دولة المواطنة ، الهدف الأساس والوحيد والمخلص لكل ما يعيشه العراق من موت ودمار وخراب وتخلف وجوع وجهل ومرض .
بوحدة قوى شعبنا الخيرة وبنضالها ، ومن خلال هذه الدولة التي نسعى لقيامها ، سنتمكن من أرساء قيم العدل والمساوات وتحقيق الأمن والسلام ، ومن أجل عراق حر مستقل موحد وديمقراطي ، يجمع كل العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم ، بعيدا عن فلسفة الدولة الدينية المعادية للديمقراطية والتقدم والتعايش ولقبول الأخر ، وبعيد عن التخلف والظلام والسلفية المتحجرة ، دولة ديمقراطية علمانية اتحادية في عراق واحد موحد .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
7/1/2019 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات.. قوةٌ استثماريةٌ تُهددُ نفوذَ أوروبا في إفريقيا #ب


.. -كان بصحة ممتازة-.. سيدة تبكي بعد رؤية ملامح ابنها عقب خروجه




.. سجلت العلاقات الإسرائيلية التايوانية تقاربا في الفترة الأخير


.. بايدن: قرار المحكمة العليا حول حصانة ترمب يمثل تغيرا جذريا ل




.. لحظة إنزال راكب من داخل مقصورة الأمتعة في طائرة تعرضت لمطبات