الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة البوح..خداع الذات

ماجدة منصور

2019 / 1 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نحن مزيفون أيها السيدات و السادة..نحن مقنًعون بآلاف الأقنعة...نحن مجرد قوم مهرجون على مسرح الحياة و لدينا من الخبث ما يجعلنا نرتدي قناعا لكل مناسبة.
هل حان الوقت الآن كي نكف عن إرتداء اقنعة الزيف و الغش و نٌظهر ذواتنا الحقيقية على الملأ!!!
أتحدث إليكم و أنا أحاول جاهدة أن أتخلص من كل الزيف و الغش الذي أقنعت به نفسي و أقنعت الآخرون به أيضا.
أنا بحاجة حقيقية و ملحًة كي أتطهر.
أتطهر من زيف المدنية المعاصرة فقد أرهقت كاهلي كل مظاهرها البرًاقة ،الملونة، الخادعة، فلما أقهر ذاتي بإرتداء ألوان لا تناسبني و أقنعة زائفة قد توجب عليً أن أخلعها كلها و أرميها في صفيحة زبالة!!


هناك صوت داخلي يتحدث إليً كل صباح... إنه صوت لجوج لا ينفك عن تأنيبي.
( إنه مرضك القديم يعاودك ، قال الملك الذي على -الشمال-، إنه القرف يستبد بك يا أخي المسكين، لكنك تعلم أن هنا أحدا يستمع إلينا ولكن بسيف كلماتك القاطع تفلق العتمة الكثيفة التي تغمر قلبك فهي تكشف الأسى ذلك أننا ماضين
في رحلة البحث عن الإنسان الأعلى)
هكذا تحدث زرادشت
إنني أتحدث إليكم الآن عن زمن الخلاص، نعم الخلاص بأنفسنا و أرواحنا عن كل ما يرهقها و يتعبها و يضنيها و يشتتها و يضلها و يعذبها و يشقيها و يأخذ منها الطمأنينة و السكينة و الصدق و الطهارة ويغتال منها شفافية الروح المعذبة
بعنف هذا العالم و سقوطه المرير.
منذ بدء الخليقة لم ينحط العالم لتلك الدرجة فنحن نرى أمامنا كل عهر العالم المعاصر و سقوط آيديولوجياته البغيضة لدرجة أننا قد حوًلنا الأرض لساحة قتال دموية يتصارع فيها الأوغاد بشتى أنواع الأسلحة الفتًاكة جهارا نهارا و بكل لؤم
و عنجهية و خساسة و نذالة لدرجة أنه لم يبق هناك معنى لكلمة...العيب.
إن العار قد اصبح يغلًف وجودنا ذاته...ففي كل لحظة نشهد إنهيار كافة القيًم و الأخلاق أمام رذالة الدولار ...هذا الدولاء -الإله- الذي به ...يثقون.
إن الدولار لعنة الحياة...فبئس ما يصنعون بأرواح بريئة تتوق للعيش الآمن بسلام و تناغم مع أمًنا الأرض!!
كيف الخلاص؟؟؟
لدي إقتراح لكم جميعا...باشروا بإمتلاك قطعة أرض تزرعونها بأيديكم و تفلحوها بجهودكم و تسقونها من عرق جبينكم ...إنها دعوة مني كي ترجعوا لحياة الإنسان الأولي.
لنبتعد عن سقوط هذا العالم و إنهياره البشع.
( ليس عبثا أن تواصل جهودك للخلاص الذي تتوق له روحك و تهفو إليه جوارحك و تطرب له نفسك المعذبة قبل أن تغادر هذا العالم غير مأسوف عليك...)
هكذا تتحدث ماجدة منصور و هي -متوحدة- مع قوى الكون الصافي و وشوشة ريح الجنوب بكل شوقها و توقها و عشقها و ولعها و لهفتها للإنعتاق و الحرية من كل ما يُكبًل الروح من السياحة في عظمة هذا الكون العظيم و هندسته الدقيقة
و غموضه المحًير لأعظم عقل عالم.
لنعش إنسانيتنا الحقًة التي لا تنفك عن سؤالنا:: لما نعيش؟؟؟؟
في الواقع، نحن مخلوقات هشًة للغاية فإنه يكفي لجرثومة مجهرية--لا تراها أعيننا-- كي تقضي علينا و نموت كالحيوانات النافقة.
البارحة ماتت صديقة طفولتي نتيجة إنقسام مجهري في خلايا دمها!!!
صديقتي تلك كانت قد دعتني منذ عدة أيام لقضاء رأس السنة في ( كراون كازينو ) وقد كانت ممتلئة بالحياة و البهجة و الشباب المتوقد و البهجة العارمة و الغنى المادي الوافر و الجسد المغري الذي يتفجًر بالأنوثة و الإغراء!!!!
طالما عارضت أسلوب حياتها و لكنها كانت كمن وضع في أذنه اليمنى طين...و في الأخرى عجين.
لقد عاشت حياتها بطريقتها وأخذت مصيرها بيديها.
منذ شهرين...رجوت صديقتي أن تتركني لوحدتي أراقب النهر الخالد الذي يمر أمام بيتي.
ها أنا الآن ممتلئة بالحزن الأبدي الذي يرافقني منذ طفولتي...أعيشه بكل تفاصيله الدقيقة...و رعشاته التي تهز قلبي و تقتحم وجداني.
يا لزيف العمر و خداع الدهر و وهم الحياة و أكذوبة العيش و ضلالة الحلم و هشاشة الأمل بغد...لا نمتلكه!!!
كم زيًن لنا الوهم المقيم بغد قد يأتي و قد لا يأتي!!!
كيف ننتظر غدا لا نملكه.
المجد للحظة الآتية...قبل أن تصبح ماض يغلفه النسيان و يطويه الدهر.
عني أنا: فأنا لا أملك سوى هذه اللحظة القصيرة و التي تلعب بها أصابعي على (الكي بورد)
يا لوهم الحياة الذي سرقنا من ذاتنا و سرق مننا عمق اللحظة الحاضرة.
( ظللي يناديني!!!ما لي و ظللي!!!ليركض ورائي أما أنا فسأظل أفر من أمامه)
هكذا تحدث زرادشت الى قلبه و استمر في الهروب لكن الذي كان ورائه ظل يتبعه)
سوف يتبعنا ظللنا لآخر العمر...فهل نستطيع الهروب من ظلالنا الى مالانهاية؟؟؟
أنا سيدة الظل التي ستستمر بالحديث إليكم كلما قرع الألم باب قلبها.
طالما كان الألم صديقي و سيظل صديقي حتى آخر نفس ألتقطه .
منذ فترة طويلة : قررت أن أنزع كل الزيف و الغش من حياتي و أعيش ذاتي بكل تناقضاتها و سيئاتها و حسناتها كي أكون حرًة بكل ما تعنيه كلمة حرًة من معنى.
لأعترف لكم الآن بأنني كنت ضالة و مضللة و شقية و تعيسة كلما إرتكبت خطأ...كانت و مازالت (الخطيئة) تعذب روحي اشد العذاب....فكنت ، حينما أكذب، لا أنام الليل و أمتنع عن الطعام و أتوتر بشدة تنتابني العصبية و أحتقر ذاتي
..لقد كان الكذب يعذبني لذا اخذت قرارا لن أحيد عنه...قررت أن أتوقف عن الكذب مهما كانت العواقب...و رفعت شعارا:: يا ...روح...ما...بعدك...روح.
جلست على كرسي الإعتراف أمام خالق الكون...و إعترفت له بكل ما يعذبني...و أول إعتراف لي بأنني قد إمرأة قد إرتدت آلاف الأقنعة و التي أثقلت كاهلي و أتعبت روحي.
نصحني رب الكون بالإبتعاد عن ما يشوس عليً صفاء الروح و سكينة النفس و راحة الضمير.
فعلت كل ما أمرني به الكون و هذا الصوت اللجوج الذي يزورني كل صباح.
إن الحياة الحقًة تكون...حينما نكون أنفسنا و ذواتنا بكل عيوبها و نقائصها و هفواتها و رذائلها و سقوطها...و مجدها أيضا.
إن مجد الإنسان الحقيقي يتحقق حينما يُدرك عمق روحه و نداء ربه الأعلى.
إنه الإنسان الأعلى أيتها السيدات و السادة.
( خائفين ، خجولين ، مرتبكين ، مثل نمر أخطأ قفزته: هكذا أراكم أيها الناس الراقون غالبا ما تتسللون منسحبين جانبا، لقد أخطأتم رمية نرد.
لكن ماهمكم أنتم لاعبوا النرد! إنكم لم تتعلموا اللعب و السخرية كما ينبغي على إمرء أن يلعب و يسخر! ألسنا نجلس على الدوام الى طاولة لعب و سخرية كبيرة؟ و إذا فشلتم في أمر عظيم، فهل يعني ذلك أنكم أنتم أنفسكم فاشلون؟؟و إذا
ماكنتم فاشلين، فهل يعني ذلك فشل الإنسان؟ و إذا ما كان الإنسان هو موضوع الفشل، فحبذا و الى الأمام!أولستم كلكم هنا نموذجا للفشل،،، أيها الناس الراقون...لتتعلموا كيف تضحكون من أنفسكم كما ينبغي لإمرء أن يضحك)
هكذا تحدث زرادشت
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماجدة خانوم منصور
عبد الناسخ آل منسوخ ( 2019 / 1 / 10 - 18:53 )
هل لديك الشجاعة علي البوح غير التقليدي . الذي يهز نفاق وكذب الشرقيين ؟
ان كان , فاسمحي لي بالسؤال : هل استمتعتي بالحب وممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية ؟ لا يهم كم مرة
وهل تتصوري وجود رجل أو امرأة في الشرق لم يستمتعوا بالحب وممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج , والتظاهر بالعفة والعصمة الملائكية ؟ عدا الاستثناءات , ولا حكم للاستثناء
ان قلتي ان القاعدة هي ان الشرقيين يستمتعوا ويمارسوا خلسة الحب والجنس خارج الزواج - عدا الاستثناءات القليلة .. وأنك ضمن الاستثناءات
فلا بأس . وممكن ألا نتوقف عند , وسنعتبره درجة من الدرجات الأعلي في البوح , والأشجع أيضاً
تحياتي وتمنياتي الطيبة


2 - سلام
عبد الناسخ آل منسوخ ( 2019 / 3 / 18 - 10:34 )
ست ماجدة .. يبدو ان تعليقي - ت 1 - قد زعلك . فتوقفتي عن الكتابة شهرين , ثم أغلقتي باب التعليقات علي مقالك التالي ! .. ولم نكن نقصد ثمة إساءة , بل فقط اقترحنا درجة أعلي من بوح غير تقليدي , بوح أجرأ . وتركنا لكً الباب مفتوحاً - عند التعقيب - لم نحاصركِ ..لعدم الاحراج
عموماً .. لا تخافي بعد .. افتحي باب التعليقات في مقالك القادم . ونعاهدك بألا نعلق عليه .فما لدينا من الوقت لا يكفي لمتابعة كل المقالات الممتازة الكثيرة بهذا الموقع الثري .كما نعفيكِ من مشقة الرد علي هذا التعليق .
مع كل التمنيات بالصحة والعافية

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ