الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[28]. عبد برصوم قصيدةُ شعرٍ منبعثة من خدودِ المروجِ

صبري يوسف

2019 / 1 / 9
الادب والفن


كأنّه حلمٌ مفتوحٌ تناثرَ ألقاً فوقَ عذوبةِ الحرفِ!

28

خرجَ عبد برصوم عن عاداتٍ وتقاليدَ اجتماعيّة مفجعة
خلخلَ كل ما يعيقُ انفتاحَ رؤاهُ في الحياةِ
حلَّق خارجَ السِّربِ وهوَ في باكورةِ العمرِ
غير مبالٍ لقوانينِ مجتمعٍ مدبّقٍ بسماكاتِ الغبارِ
لم يقبلْ عقلُهُ أعرافاً تصبُّ في مسارِ غريزةِ القطيعِ
قهقهَ عالياً على آراءِ مَن يدافعُ عن أخيهِ زوراً وبهتاناً
تساءلَ مراراً عن أكاديميين يحملون فكراً متحجِّراً
كيفَ سيبنونَ البلادَ وهم مشبّعونَ بقحطٍ فكري؟!
عبد برصوم شعلةُ ذكاءٍ مجنَّحٍ نحوَ أبجدياتِ التّنويرِ

لم يخضعْ إلى سلطةِ الآباءِ ولا سُلطاتِ العقلِ الجمعي
كما كانت سائدة في سياساتِ مجتمعِ القطيعِ!
رأى في هذه الآفاقِ القطيعيّة سياسةً أُحاديَّةً مخرومةَ الرُّؤيةِ
مَا كانتْ تستهويهِ سلطةُ القبيلةِ وعصبيّاتِ الأُسَرِ
ولا تخريفاتِ حشوِ الدِّماغِ في مجتمعاتٍ مكلَّسَةِ الآفاقِ!

عبد برصوم وجهٌ مخصَّبٌ بالتّمرّدِ وصدِّ سلطةِ الأبواطِ
نظرَ إلى الحياةِ نظرةً بانوراميّةً عميقةَ الغورِ
بنى رؤاهُ المستنيرة من أرقى أمّهاتِ الكتبِ
لا يلقي كلامه جزافاً بقدرِ ما يصيغُ أفكارَهُ من لبِّ الحياةِ
عاشَ شيوعيَّاً ماركسيَّاً موغلاً في علمانيّةِ بناءِ الدُّولِ
انتقدَ من دونِ مواربةٍ العديدَ من ممارساتِ الفكرِ الماركسي
لم تفلَتْ منه عقائده السِّياسيّة فأشبعها نقداً وتمحيصاً
اِلتقينا في نِقاطٍ عديدةٍ حولَ استنهاضِ البلادِ
سرّتْهُ مرونتي في استيلادِ أبهى حيثيَّاتِ الحوارِ

كم كانَ واسعَ الصّدرِ في تقبُّلِ أدقِّ التَّفاصيلِ
عبد برصوم قصيدةُ شعرٍ منبعثة من خدودِ المروجِ
شجرةٌ يانعة مكتنزة بأشهى الثّمارِ
سجّلَ اسمهُ بكلِّ شموخٍ في حديقةِ الفكرِ الخلّاقِ
كأنّه حلمٌ مفتوحٌ تناثرَ ألقاً فوقَ عذوبةِ مآقي الحرفِ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل