الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرنفال الجزائر بمناسبة يناير .

الطيب آيت حمودة

2019 / 1 / 13
حقوق الانسان



°°ما ميز احتفالات ( يناير ) في الجزائر هذه السّنة هو خروجها للشارع العام و الصدع بها جهارا نهارا بتأييد من الدولة التي تبنت رسمية المناسبة التي حافظت على نموذج الدولة العيقوبية الشمولية ، لكن هذه المرة لصالح الأمازيغية وليس لصالح العروبية ، أي دعوة صريحة للإجتماع على المقوم الأمازيغي في شتى عصوره ، بما فيه العصر الإسلامي الذي هو طيف من ذلك المكون .

°°صحيح ظهرت بعض الإستعراضات المستهجنة غير المنضبطة التي لا يستسيغها الذوق العام المحافظ ، إلا أن الأمازيغ ليسوا استثناء في الأمر فغالبُ أمم الأرض تحتفل بأعيادها ، فالمصريون المسلمون يبدعون في كرنفالاتهم المظهرة لثقافتهم المتجذرة في بقايا و(ادي الملوك) و(طيبة ) و(منف) ،ويقيمون عيد (شم النسيم) بلا خلفيات ، والإيرانيون المسلمون تصارعوا طويلا مع الملالي أصحاب العمائم السوداء فظفروا بفتاوى تبيح لهم الإحتفال ب(نيروزهم) القديم ، وهناك كرنفالات تقام في دبي والإمارات المتحدة .. أما غير المسلمين فحدث ولا حرج بدأ من كرنفال ريو ديجانيرو إلى كرنفال البرازيل وباريس وغيرها من الكرنفالات المتعدة المناسبة .

°° الإحتفال بيناير قديم قدم شمال افريقيا ، فهو رافق إنسانها في وثنيته وإيمانه ، فقد عدَّل الأمازيغُ الكثير من طقوسهم الإحتفالية حفاظا على عقيدتهم ، لكنهم لم يميتوا تلك العادة لأنها من صميم إرثهم الحضاري ، إن عطلها نسبيا دعاة القومية العربية وجهابذة المذهب الوهابي الذين حاربا حتى احتفال المولد النبوي ، فهم فعلا أبدعوا في عرض أكلاتنا التقليدية اللذيذة التي غدا بعضها عالميا كالكسكي ، وتفننوا في عرض أزيائهم و لباسهم الملون تبعا لتعدد الأقاليم والبيئات فبلادنا قارة أكثر منها دولة ، وحرصوا على إبراز الكثير من عاداتنا التي اندثرت ، وهي موجهة بالإساس لتعريف الناشئة بما كان عليه أجدادنا الأولون .

°° ففي العهد الإسلامي يذكر الرحالة المغربي ( العبدري الحاحي ) الذي عاش في أواخر الدولة الموحدية في رحلته المغربية أخبارا عن (عيد يناير) في البلاد التي مر بها ، كما أشار إليها الونشريسي في معياره ، ويذكر [أبو عباس العزفي] من فقهاء سبتة الذي توفي 633هجرية في كتابه ( الدر المنظم في مولد النبي المعظم) أن الأندلسين ( يحتفولون ب(يناير) ويذكر ألفاريس الأسباني أنهم يتشاركون مع النصارى في الإحتفال) و ينصبون النصب لتكوين أكوام من [الدراز] توزع على المحتفلين بيناير ، ويقول:
( أن النصبة ببعض بلاد الأندلس يبلغ ثمنها سبعين دينارا أو يزيد على السبعين ، لما فيها من قناطير السكر، وأنواع الفواكه ومن غرائر التمر وأعدال الزبيب والتين على أختلاف أنواعها وأصنافها وألوانها وخرب ذات القشور من الجوز و اللوز ..و القسطل والبلوط والصنوبر إلى قصب السكر ورانع والرنج ) .
°°° إن الإحتفالات التي شاهدناها في شوارع العاصمة وباقي الولايات والمؤسسات التربوية جاءت معبرة عن استرجاع ماض كان مهجورا مطموسا بقرارات فوقية ظالمة ، فهي تنفيس عن الذات بعد كبت طويل ، وصدق ( إدريس بلعيدي في تدوينته) عندما قال أن هوية الشعب الحقيقية لا تموت ، فهي وإن نامت بسبب غبن أصابها ، فهي تستفيق طالما توفر لها المناخ المناسب ، فهي مثل طائر العنقاء الذي يولد من الرماد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب


.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات




.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك