الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين في زمن الهوية الطائفية

ناجح شاهين

2019 / 1 / 14
القضية الفلسطينية



مملكة السعودية وجاراتها البحرين والإمارات يواجهن أزمة باتت مكشوفة من حيث القدرة على تعريف الهوية "الذاتية" السياسية. وهي ظاهرة حاول محمد بن راشد "محمد علي باشا" دبي (مع فارق القامة بالطبع بين محمد علي العملاق الذي كاد يوحد المشرق العربي كله، ومحمد راشد القانع بدور التابع الذليل لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان)، حاول محمد أن يواجه هيمنة الثقافة الهندية ببناء معالم تؤسس لثقافة عربية بصبغة خليجية ما. لكننا نظن أن هذا الجهد كان وما زال وسيظل محض عبث سيزيفي لا طائل تحته.
السعودية ومن يقف وراءها من "مفكرين" وهابيين ومحمد بن راشد وأفكاره الليبرالية وغيرهم لا خيار فعلي أمامهم إلا في البحث عن الهويات المتشظية الإثنية والطائفية من أجل التخلص من الهوية القومية والطبقية.
هذه هي كلمة السر منذ بزوغ عصر العولمة بقيادة أمريكا ودون منافسة من معسكر اشتراكي أو غير اشتراكي. تم إدخال سياسات الهوية identity politics على أوسع نطاق لتحل محل النضال القومي والطبقي. وهذا أسهم كثيراً في تحطيم النضال الطبقي في الشمال مثلما يسهم في تدمير الأمة في جنوب العالم.
ممالك النفظ ومعها ممالك مصر والسودان والأردن والمغرب...الخ ليست ممالك قومية أبداً: العكس هو الصحيح لأنها تتآمر على القومية والعروبة في وضح النهار. ومشروع الخليج كله متحالفاً مع الدولة العبرية برعاية أمريكية ما عاد يستره غربال ولا شيخ قطري أو سعودي مرتزق ومأجور. لذلك تحتاج هذه الممالك المفتقرة لأي مشروع سياسي أو اقتصادي يتجه نحو المستقبل إلى غطاء أيديولوجي يسهم في تشظية الأمة بغرض تشريع وجودها على أساس التعريف بالنفي: مملكة السعودية مثلاً تمثل نقيض الشيعة الرافضة الخمينية ...الخ وهي ليست شيئاً آخر. من هنا تبذل السعودية والإمارات برعاية أمريكا وإسرائيل كل ما في وسعهما من أجل تكريس قسمة العرب إلى سنة وشيعة. ومن هنا لن تتردد السعودية في فعل كل ما يلزم لزرع الفتن والعداوة والبغضاء داخل الجسد العربي الواحد كيما يصبح للسعودية دور نضالي على صعيد الوهم يتجسد في حماية "الله" وحماية "الأمة" من خطر الشيعة الرافضة. وبهذا الشكل تنسحب فلسطين، والصناعة، والعلم، والاستقلال، والبناء إلى خلفية المشهد مما يسمح للمشروع السعودي بأن يخفي وجهه التبعي القروسطي البشع.
ما يجعل النحاس يتكسر في الحلق هو أن فلسطين على ما يبدو تعيش لحظة كارثية قد لا تقل خطورة عن لحظة 1948، وقد نكون في صدد وداع غرناطة الأخير، بينما حامي الحرمين الذي عاد للبس "الحفاظات" منذ عدة سنوات ولا يكاد يقدر على نطق كلمة بشكل مفهوم، هذا الحامي منشغل جداً بتنسيق الجهود مع نتانياهو لمواجهة خطر الشيعة الاثني عشرية.
في هذا السياق لن يهتم خادم الحرمين ولا سلطان أبوظبي بتبخر ما تبقى من أرض فلسطينية في الضفة إذا كان الثمن هو تعهد إسرائيلي واضح وحاسم بمواجهة مثلث الخطر الشيعي الذي يمثله إيران وسوريا وحزب الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا