الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب أمريكا على إيران نعمة إلهية أخرى للنظام الإيراني

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 4 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


ثمة أوساط إيرانية برجوازية من قوميين كرد وأهوازيين وغيرهم يتوسلون الأمريكان لاستخدامهم بيادق في الحرب المرتقبة ضد إيران. وهم يتطلعون إلى نيل شئ من أمريكا جراء الخدمات التي سيقدمونها لها في حربها ضد جماهير إيران، مقتدين بنظائرهم العراقيين من القوى التي عملت في خدمة أمريكا سواء في فرض الحصار على الشعب العراقي لأكثر عشر سنوات ، أو في رمي القنابل على رؤوس الناس الأبرياء.
فمن لا يعرف أن الحصار الاقتصادي على العراق سبب الجوع والموت والهزال للعراقيات والعراقيين، وقتل فيهم روح المقاومة للنظام البعثي الذي تقوى بفضل الحصار . والقصة معروفة للقاصي والداني.

وإن ّما يسمى بالقوى المعرضة الإيرانية تكرر نفس الحكاية ، فبدل أن تتعلم العبر من مآسي العراقيين و حرب المحاصصة و الطائفية الكارثية باتت تتقدم بنفس الذريعة في استعدادها للعمل في خدمة العدوان الأمريكي على شعوب إيران والتي تذرعت بها القوى العراقية المتعاونة مع الأمريكان والإنجليز ألا وهي عدم استطاعتهم إسقاط النظام الإيراني بأيد إيرانية .
وبينما القطاعات الواسعة من الشعب الإيراني يعانون اليوم من الجوع والحرمان و من أبسط الخدمات الاجتماعية في وقت يخصص النظام الإسلامي هناك مليارات من الدولارات من واردات البلاد في مشاريعه النووية والذرية والدعائية ودعم المنظمات الإرهابية في العالم
.
لقد أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد فور الانتهاء من اختبار صواريخ البارجة "حوت" ، ومناورة " الرسول الأعظم" أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نجحت في عمليات تخصيب اليورانيوم ، و دخلت النادي النووي. وبذلك نتجت عن سياسة النظام الإيراني أزمة عميقة أطلقت عليها " الأزمة النووية". ومذ ذاك لا ينفك الإعلام الغربي والعالمي يتحدث منذ فترة عن احتمال هجوم أمريكي على مراكز إيران الذرية.

الطرفان الإيراني والأمريكي يشنّان منذ فترة اندلاع الأزمة النووية حملات إعلامية ودعائية ، ويقومان بعرض العضلات لأجل تقوية المواقف في المباحثات الدبلوماسية ، أو المساومات السياسية المرتقبة .
لكن لا يمكن لنا كعراقيين وبنات وأبناء المنطقة أن نتجاهل المخاطر والكوارث التي ستنتج عن الحرب المرتقبة والتي لن تكون أقل قذارة وبشاعة من الحرب على العراق.

إن المصالح الحقيقية للطرفين تكمن في هذه الأزمة ، وأنهما لا يأبهان بأرواح الملايين من البشر في سبيل تحقيق أهدافهما السياسية. فالأزمة النووية الإيرانية غطت على الأزمات الأخرى المتفاقمة في البلاد. وأمريكا وحلفاؤها أيضا تعاني من
الأزمة التي تنتاب نظامها العالمي الجديد ، وأنهم في حاجة ماسة للقيام بأي عمل كبير للتغلب عليها، أو تخديرها. ولهذا أمست الأزمة النووية الإيرانية نقطة التقاء مصالح قوتين رجعيتين ، القوى الإسلامية والقومية في إيران وبلدان أخرى ، وأمريكا وحلفاؤها.
.
وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد تحويل الأزمة إلى أداة تساعد على تمديد عمرها ، والتحول إلى قوة إقليمية في المنطقة، كما أمريكا تبغي إعادة الروح إلى مشروعها الفاشل المسمى بالنظام العالمي الجديد ، و مشروع دمقرطة البلدان ذات الأنظمة الشمولية. وفي سبيل الوصول لهذا الهدف يطلق الطرفان المتشنجان خطابات نارية وحماسية لإلهاب مشاعر الجماهير ، و في نفس الوقت هناك مباحثات تجري بينها عبر الأمم المتحدة و منظماتها . والفشل في المباحثات و المساومات يقرّب المنطقة من الخطر المحدق بها، خطر مصائب ومآسي الحرب التي سيكون وقودها الجماهير البريئة التي لا تعني لها القنبلة الذرية شيئا و لا تشبعا خبزا و لن تؤمنها من خوف.
وبينما المواطنون في منطقتنا أصبحوا اليوم ضحايا التطهير العرقي و حروب داخلية وصراعات على السلطة ، و يتعرضون إلى إرهاب الإسلام السياسي بكل أشكاله ، و الإرهاب الإمبريالي لن ينخدعوا بشعارات واهية من قبيل مواجهة الإمبريالية و استعادة الكرامة والعزة وما شابه.

إن مناورات " الرسول الأعظم" و القنبلة النووية لوكلاء الله على الأرض ، وتهديدات الإمبريالية الأمريكية و عرّابي الديمقراطية و العولمة وضعت منطقتنا و الشرق الأوسط على شفا حفرة جحيم آخر سيكون وقودها بنات وأبناء الشعوب المغلوبة على أمرها ، والتي يطالبها وعاظ السلاطين دوما بالتصفيق والرقص على أنغام الوطنية و القومية و" أمجاد الأمة وعزتها" . والناس البسطاء
يتساءلون إن كان هؤلاء الحكام حقا وكلاء الله وممثليه فما حاجتهم للسلاح النووي ؟ لماذا لا يستنجدون بالقوى الغيبية و طيور أبابيل ترمي الأمريكان بحجارة من سجيل وتجعلهم كعصف مأكول؟

إن الحرب التي تلوح بشنها الإمبريالية الأمريكية على إيران ستكون للنظام الإيراني نعمة إلهية جديدة بعد قادسية صدام مثلما قال الإمام الخميني الراحل، إذ ستغمر كثيرا من الأزمات العميقة التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية ، و ستقوم بتصفية كل المعارضين تحت ستار الحرب و" الدفاع المقدس عن الوطن" ، وقمع أي صوت يطالب بالحقوق والحريات. بالإضافة إلى أن أية حرب على إيران لن تكون سوى حرب على الشعب الإيراني، و ضربة ماحقة لكل تراكمات الكفاح الثوري للمناضلين في سبيل تغيير المجتمع وبناء الاشتراكية و العدل والمساواة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس