الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاملات في مستقبل باكستان الجديدة

فراس حاتم

2019 / 1 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


تاملات في مستقبل باكستان الجديدة
كتابة :فراس حاتم
------------------------------------------------
ليس من المشاع الحديث عن باكستان كثير بسبب نظرة البعض عنها المختلفة سواء الاعتقاد فيها سلبا او ايجابا او من حيث القرب و البعد .لكن التجربة الانتخابية الجديدة تحمل الايجابية في طياتها نظرا للوجه الجديد التي فاز الا و هو لاعب الكريكيت الشهير عمران خان .فمنذ تاسيس باكستان بعد انفصالها عن الهند عام 1947 على يد محمد علي جناح و ما رافقها من حرب ضد الهند في كشمير للسيطرة عليها الامر الذي جعل البلدين كقوتين نوويتين لتكونا دائما مع بعض في توتر في العلاقات دون اتفاق سلام الى اليوم .لكن مع ذللك الحياة السياسية في باكستان دائما متقلبة فمنذ وصول عائلة بوتو و على راسها ذو الفقار علي بوتو الذي والد رئيسة الوزراء الراحلة بناظير بوتو حتى اعدامه على يد الجنرال ضياء الجق في انقلاب عسكري عام 1975 و انخراط باكستان بعدها في الحرب ضد السوفيت في افغانستان و ما اعقبها من تغييرات ادت الى استلام بناظير بوتو الحكم مرة اخرى و ثم خسارتها و محاكمتها على يد رئيس الوزراء الفائز انذاك نواز شريف الذي فاز لعد مرات و اخرها قبل عامين و قبلها بعد باكثر من عشرة اعوام تم الاطاحة به باانقلاب عسكري قاده الجنرال برفيز مشرف الامر الذي ادى الى دخول باكستان الحرب بافغانستان و مع اعقبها من حوادث اغتيال و تفجيرات مؤلمة فيها مستمرة الى اليوم . مع كل هذا الملخص عن باكستان كانت باكستان في كل مرحلة منها تضعف من النواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية فمثلا التراجع في الروبية الباكستانية و العجز في الميزانية او نسبة الهجرة فيها ارتفعت و غيرها من الامور التي ادت الى تدهور حال البلاد و العباد .لكن اليوم و بعد عقود من اللاستقرار في بااكستان نتيجة لتراكمات اخطاء وقعت فيها هناك نرى اليوم نوع من التفاؤل في هذا الوجه الجديد عمران خان اي رئيس الوزراء الجديد عزمه على اصلاح منظومة الحكم في باكستان جذريا من خلال اعادة بناء مؤسسات دولة حقيقية قادرة على ان توفي حاجة البلاد لان الاعتماد على مؤسسات الدولة بدلا من اغتماد الدولة سيكون هو الاساس في نمو البلاد من كل المجالات .فاول هذه المشكلات هو الفساد الموجود في مؤسسات الدولة نتيجة لسيطرة شخصيات متنفذة على مفاصل الدولة الامر الذي يؤدي الي زيادة التخلف و الفقر في صفوف الشعب و تضخم ثروة المقريبن من الشخصيات المتنفذة الامر الذي يؤدي الى اضعاف البلد لتكون على حافة الهاوية من دون الالتفات الى بناء مؤسسات تعليمية و صحية و قضائية لخدمة المواطن .لكن برنامج رئيس الحكومة الجديد قال في مقابلة مع قناة الاخبارية السعودية ان حجر الاساس في بناء باكستان الجديدة هو العدالة الاجتماعية و زيادة الاسثتمارات الاجنبية لبناء مشاريع استراتيجية لرفع مستويات الطبقة الفقيرة و مساواتها بالغنية من خلال توفير فرص عمل و الاعتماد بالدرجة الاولى على الصين ما تتمع به من علاقة مميزة معها و تهيئة الظروف لعودة الجالية الباكستانية في الخارج بعد ان تكون باكستان بشكل افضل و ليس هذا فحسب بل اقترح ان يكون مجلس الوزراء مبنى صغير و يشيد مكان القديم الجامعة طبعا هذا البداية في الكلام ممكن ان نقول مبالغة او ليس من المعتاد تناول اخبار شخصيات او التهليل لكن هذا الشخص لديه رؤية كاملة حول البلاد و يحمل الجدية في طيات حديثه فهو ليس بذاك الرجل الاهث للسلطة لانتفاع منها فهو يملك الشهرة المادية و المعنوية بما يكفي اي بالعامية نقول (شبعان) لكن الرجل له اطلاع من تجارب الدول لما راه فهو يريد ان يساوي بلاده بماليزيا و سنغافورة و ايضا في نظر اعتباره يضع السلام مع الهند و علاقات متوازنة مع ايران و دول الخليج و صفحة تعاون جديدة مع امريكا و اوربا قائمة على الاحترام المتبادل و الندية و الشراكة و ليس التبعية او نشر الكراهية ضد اي دولة .و انا لاعرف ما تخبىء الايام في عالم السياسة لان فيها تشابك في لغة المصالح لكن اقول ان هذا الشخص ان قال فعل لان يحمل في نفسه عزيمة قادرة على تحقيق هذا الحلم جزئيا او على الاقل تاسيس مرحلة نمو و سلام و امن في شبه القارة الهندية و جنوب اسيا و العالم ككل .فبعد كل هذا لنتخيل لو لدينا في الشرق الاوسط او تحديدا في العراق من هو قادر على بناء رؤية جديدة للبلاد و تخليصها من عصر الظلام هل كان سيكتب له النجاح ام الفشل ؟لكن برأيي يجب الوقوف ان التجربة الطائفية و القومية و الدينية و الحزبية قد اوصلت البلاد الى حافة الهاوية لانها تعتمد فقط على لغة الشعارات و لهب الحناجر من دون ان يكون لها تاثير في بناء طرق و مستشفيات و مدارس و مساكن ليعيش فيها الانسان حرا كريما بل يركض مثل القطيع خلف الشعارات الواهمة و الافكار البالية ليعود المجتمع كل يوم 1000 عام الى الوراء او اكثر من خلال التحصن خلف المتاريس و ترك الشعب يتضور جوعا و يزداد فقرا لاهثا وراء الشعارات من دون التفكير او نسيان كلمة لقمة عيش هنا يجب التوقف و التفكير ان اعادة النظر و رؤية الصورة اوضح كفيل بالخروج من عصر الظلام من جعل البلاد افضل و تستعيد عافيتها من الوباء الفكري و الاجتماعي والسياسي الذي اجتاحها..فالامر يحتاج فقط صحوة ضمير ترصد الخطا و تصححه لمستقبل افضل .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو