الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العطش قادم للعراق الاسباب وطرق المواجهه--ج3

عبد الكريم حسن سلومي

2019 / 1 / 18
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


العطش قادم للعراق ج3
ب-معوقات اجتماعيه
هنالك العديد من العوامل الداخلية التي تؤثر على واردات العراق المائية وتزيد من شحتها في البلاد وهذه العوامل مرتبطه ارتباطا قويا في ظروف البلد الداخلية ومن اهم هذه العوامل هو :
زيادة السكان
يعتبر النمو السكاني عاملا مهما في زيادة الطلب على المياه فزيادة السكان يصاحبه زيادة الطلب للمياه ليس فقط للاستخدام المنزلي والبلدي بل للزراعه لتأمين الغذاء كما ان زيادة الهجره من الريف للمدينه وتحسين مستويات المعيشه والتطور الحضاري كل ذلك يزيد من كميات الطلب على المياه
ان من اهم ما عقد الامور التي ينظر اليها الباحثون في مسائل شحة المياه وندرة الغذاء في العالم هي مسألة الزيادة السكانية الهائلة على الارض وما ستؤول اليه والنتائج المترتبة عن ذلك,ان نفوس العالم في ازدياد مستمر من سنة 1400م اي منذ انتهاء حقبة الموت الاسود فترة انتشار مرض الطاعون على نطاق عالمي ويتوقع ان تستمر الزيادة في النفوس لسنة 2050 م ، وقد تستمر الى 2150م وذلك في حالة عدم السيطرة عليها .ان نسبة الزيادة في النفوس سنة 2008م تعادل نصف نسبة الزيادة في النفوس على مدى تاريخ البشرية والتي كانت قد حدثت سنة 1963م.(26),وقد اشار البروفيسور ( (ميكائيل كلار)) مدير معهد نزع السلاح في ستوكهولم الى هذ الناحيه في قوله(لقد تضاعفت الصراعات المحلية والداخلية والاقليمية بشكل لا نضير له مع نهاية الحرب الباردة عام (1990) م ، بحيث ستتحول في الغالب الى مواجهات او حروب من اجل المياة ومنابعها وهي صراعات متوقع نشوبها في الشرق الاوسط خاصة )( 27) .
واشار السيد بطرس غالي الامين العام السابق لمنظمة الامم المتحدة الى ان(الحرب القادمة في الشرق الادنى سوف لا تكون حربا سياسية بل ستكون على المياه وحذر من ان واشنطن لا تأخذ هذا التهديد على محمل الجد كون كل شيء في سياسة الولايات المتحدة يعتمد على النفط) .(28)
تزداد الحاجات المائية بزيادة عدد السكان وتترافق حتما مع زيادة المتطلبات الغذائية وبالتالي زيادة المساحة الزراعية التي بدورها تتطلب حجما اكبر من المياه وكذلك تتوقف على نوع وما هية المنتوج الزراعي وعلى مقدار الري بالاضافة الى الموقع الجغرافي والمناخ ( 29) ,وكذلك تزداد الحاجة الى المياه بدرجة التطور الحضاري اي هناك علاقة طردية ما بين درجة التحضر وكمية المياه المستخدمة للشؤون المنزلية والحياتية ( 30) ,فقد وجد ان نسبة التمدن لعام 1985 في تركيا بلغت 61% وفي سوريا 50% وفي العراق 71% ومؤشر نسبة التمدن لابد من اخذه بنظر الاعتبار لحساب الاحتياجات المائية فنسبة التمدن في العراق قياسيا بعدد سكانه مرتفعة لذا فأن متطلباته المائية ستكون اكبر فحصة الفرد من المياه في تركيا تتجاوز4000م3 سنويا في حين لا تزيد هذه الحصة في كل من سوريا والعراق عن (1700-2400) م3 سنويا بالاضافة الى ان الكثافة السكانية في العراق متمركزه اساسا على ضفاف نهري دجلة والفرات المصدرين الرئيسين للمياه في العراق في حين تمتاز تركيا بتنوع مصادر مياهها وبتوزيع سكاني افضل مما هو عليه في دول الحوض الاخرى(31)

الدوله عدد السكان عام 1981 مليون نسمة الزيادة السكانية المتوقعة لعام 2000 مليون نسمة عدد السكان لعام 2000 مليون نسمة الزيادة بالحاجات المائية مليون م3 سنويا
تركيا 45 25 70 3912
سوريا 9 9 18 1575
العراق 12.5 12 24.5 2186
المجموع 66.5 46 112.5 3673
جدول يوضح الزيادة السكانية في دول الحوض بما يقابله من متطلبات مائية وهو من اعداد الباحث صاحب الربيعي(32)
ومع العلم ان العراق يعتمد بشكل رئيسي في موارده المائية على نهري دجله والفرات حيث يقول الاستاذ صاحب الربيعي ان عدد السكان القاطنين في حوض الفرات فيه حتى عام 1996 (7-8) مليون نسمة ,ونلاحظ في الجدول ادناه نسبة الاراضي الصالحه للزراعة وكثافة التوزيع السكاني للأعوام 1982_1985وهو من اعداد الباحث صاحب الربيعي ,كما نلاحظ زيادة عدد سكان العالم حسب ثلاث سيناريوهات
اسم الدولة المساحة الكلية ألف/كم2 نسبة الاراضي الصالحة للزراعة الى مجموع المساحة الكلية نسبة الكثافة السكانية في الاراضي الصالحة للزراعة%
تركيا 780,576 32,2 ؟
سوريا 185,2 26,6 72,1
العراق 434,9 21,7 109,1
جدول يوضح نسبة الاراضي الصالحه للزراعه وكثافة التوزيع السكاني للاعوام 1982-1985 (33)
1995 الفعلي 2050 2100 2150
السيناريو العالي 5,666 10,674 16,178 24,834
السيناريو المتوسط 5,666 8,909 9,459 9,746
السيناريوالواطيء 5,666 7,343 5’153 7,236
جدول (15)يوضح تقديرات نفوس العالم حتى سنة 2150 حسب ثلاث سيناريوهات بالمليار نسمه (نفوس العالم)(34)
فأذا ماعلمنا ان نسبة الزياده لسكان العراق بلغت(3.6%)وهي من النسب العاليه فان اعداد السكان كانت (24.404)عام 2000 ووصلت الى(34.759)مليون نسمه عام 2010 وستصل الى(59.083)مليون نسمه عام 2025 وفق معدل الزياده السكانيه اعلاه(35)
ان هذه الارقام تبين لنا حجم الضغط الكبير الذي ستتعرض له الموارد المائيه بالعراق وان هذه الزياده السكانيه المتوقعه ستؤدي لزيادة الطلب على المياه في كل الاستعمالات والجدول ادناه يوضح الاستخدامات المختلفه للمياه وفق نسبة الزياده السكانيه الثابته بالمليون م3 في السنه
نوع الاستخدام سنة 2000 سنة 2010 سنة 2025
زراعه 48142 68570 116554
صناعه 2229 2593 3558
اغراض خدميه 1497 2220 4744
جدول يوضح نسبة الاستخدامات المختلفه للمياه بالعراق(36)
ان هذه الارقام تبين مدى الضغط الذي ستحدثه الزياده السكانيه على الموارد المائيه في المستقبل مما يتطلب السعي لترشيد هذه الموارد بشكل علمي دقيق واستخدامها بصورة مثلى
ج-معوقات اقتصاديه :
ان عدم وجود تسعيره مجزيه لوحدات المياه المستهلكه ولكافة الاستخدامات علما اننا نؤكد دوما على ان الغايه من التسعيره هو استرداد الكلفه لغرض ادامة المشاريع والصيانه
د-معوقات بيئيه :
لقد اصبحت ظاهرة تردي نوعية المياه واضحه في كل بقاع العراق وهو ليس خطر على المياه السطحيه فقط بل تعداه ليصل الى المياه الجوفيه فالاستخدام العشوائي للاسمده والمبيدات ورمي المخلفات الصناعيه والصحيه والصرف المتنوعه في مصادر المياه اصبح من اخطر مصادر التلوث ومع الاسف لازال هنالك ضعف بالوعي لدى الشعب العراقي بشأن التلوث مما ادى ذلك لانتشار التلوث هذا اضافة لما تقوم به دول المنبع من استبدال للمياه الداخله للعراق وذات النوعيه الجيده بمياه صرف زراعي وصحي وحسابها من حصة العراق
ه- معوقات تشريعيه اداريه
ان قدم التشريعات المائيه وعدم كفايتها وعدم وجود اليات فعاله لتنفيذها والكثير منها لايناسب الظروف الحاليه وخاصة بمجالات التلوث والتجاوزات واصبح من الضروري تجديد هذه التشريعالت بما يتلائم مع الظروف الحاليه وجعلها تتلائم مع (موضوع استرداد الكلفه +قيمة وحدة المياه)على ان تكون هذه التشريعات ملائمه لظروف البلاد الحاليه والاجتماعيه للسكان وان تعكس السياسه المائيه الرشيده ,بالاضافه لذلك فانه من الواضح وجود ضعف كبير في المؤسسات الخاصه بادارة الموارد المائيه فهنالك تعدد واضح لمؤسسات تتعامل مع المياه وتداخل في الاختصاصات بين وزارات عديده وضعف واضح بعدم مشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بمجالات المياه
و- التنافس على الطلب بين مجالات الاستخدامات للمياه
(الصراع بين قطاعات المياه) ان التنافس بين قطاعات الاستخدام (البلديات ,الصناعه,الزراعه ,النظم الطبيعيه كالاهوار والبحيرات ,النقل ,السياحه وغيرها)ادى ذلك لضياع الكثير من الموارد المائيه وفقدان التنسيق وقلة الكفاءه بل اصبح هذا التنافس عامل ضرر كبير وضياع للثروات الماليه والمائيه ,فمثلا من الممكن التقنين والترشيد بالاستهلاك المنزلي والصناعي عن طريق استخدام وسائل اداريه وفنيه لكننا نجد من الصعوبه التحكم بالاستهلال المائي بالزراعه (لاسباب عديده)الا باستخدام منظومات الري الحديث ولذلك نحن نرى انه لابد من اعادة تخصيص نسبه من مياه الزراعه لاستخدامات اخرى اكثر اقتصاديه وكفاءه من الزراعه الاروائيه
ز:-معوقات سياسيه:
هنالك ضعف واضح في الالتزام السياسي بقضية المياه وادارتها ومع عدم اعطائها المكانه المطلوبه في برامج التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه في خطط الحكومات وغياب واضح للاتفاقات مع الدول المتشاركه بالمياه مما ادى ذلك لصعوبة التخطيط الاستراتيجي للموارد المائيه مع ظهور مشكلات اقتصاديه وبيئيه افشلت الاداره الكفوءه للموارد المائيه مما يزيد ذلك من فرصة نشوب حروب مستقبليه تهدد السلام العالمي لانه يوجد ارتباط كبير بين تامبن الغذاء والماء
ن:-معوقات فنيه
تشتمل هذه على عوامل متنوعه لهدر المياه (قدم وتهالك شبكات المياه وزيادة نسبة التسرب منها وزيادة الهدر بفعل قلة التسعيره للوحده المائيه وعدم وجود الصيانه الحقيقيه لها علما ان نسبة التسرب في بعض الشبكات تتراوح بين 40—60% وقد ادى هذا التسرب لارتفاع مناسيب المياه الجوفيه في بعض المدن الرئيسيه وادى لمشاكل بيئيه كبيره ومن العوامل الفنيه هو نقص المعلومات عن كميات المياه بكل انواعها وكميات الاحتياج الدقيقه وخاصة المستقبليه مع نقص في مواكبة استخدام التقنيات الحديثه مع عدم بناء قواعد بيانات ومعلومات وتحليل المعطيات مما ادى ذلك لضعف القيم الحقيقيه الصحيحه للطلب المستقبلي
ح:-معوقات تقليديه (موارد ماليه وبشريه )
من اهم هذه المعوقات هو نقص الموارد الماليه لتمويل الاستثمارات و التشغيل والصيانه مع نقص القوى العامله الماهره والكوادر الفنيه الكفوءه المتدربه لتلبية متطلبات العمل وانتقال الكثير من الكفاءات للقطاع الخاص والهجره للخارج او التقاعد نتيجة لبلوغ السن القانوني او بسبب ظروف اخرى وقلة الرواتب والحوافز الماليه بالاضافه لنقص بالاليات والمعدات الخاصه بالمياه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ملايين الناخبين يصوتون لاختيار رئيسهم الجديد وقيس سعيّ


.. هل تباغت إسرائيل أميركا بضرب منشآت إيران النووية؟




.. خليل العناني: هناك تغير إقليمي قادم وأمريكا لم تعد قوة عظمى


.. غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت




.. الكوفية حاضرة في مهرجان وهران الجزائري