الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يحفل سجل الرئيس بكافة أشكال الجرائم، بداية من المذابح والقتل الجماعي الى التهجير القسري والاحتجازات التعسفية والتعذيب، اضافة الى نهب وتبديد المال العام وتوقيع اتفاقيات ترقى الى منزلة الخيانة العظمى وموالاة الأعداء وترك الشعب نهبا للفقر والمرض والجهل، وفوق كل ذلك ممارسة الكذب والتدليس وغسيل الأدمغة وايهام الشعب بأن ما يفعله من جرائم هو في سبيل حماية الوطن، فلابد وأن يستميت على كرسي الحكم ويفعل كل ما بوسعه للبقاء.
ويتضمن ذلك توجيه طاقة الأجهزة الأمنية لملاحقة كل من يتجرأ عن الحديث عن جرائمه أو النطق بالحقيقة ناهيك عن معارضته والوقوف أمام تطلعاته أو كشف جرائمه في حق البلاد والعباد.
اضافة الى السعي لجعل بقاءه مشروعا من خلال تغيير الدستور ليسمح له بالبقاء وحتى الموت فالبقاء في الكرسي هو السبيل الوحيد لابعاده عن المحاكمات وضمان أن لا يأتي بعده من يكشف للشعب المغيب المقموع حجم ما مارسه هذا النظام عليه من جرائم وانتهاكات.
إن هذا النوع من الرؤساء ينتشر كالمرض المعدي في منطقتنا المنكوبة ولذلك لا يتم تغيير الرئيس أبدا الا بالموت أو بانقلاب عسكري أو بثورة هائلة لا يملك أمامها النظام الا الاستجابة لمطالب الشعب وخلع رأس النظام والعمل على الابقاء على النظام نفسه قائما وتدعيم هذا النظام وتقويته حتى يضمن بقاءه برأس أخر.
وعلى الرغم من النهايات المفجعة التي لاقاها الكثير من الرؤساء في المنطقة إلا أن ذلك لم يكن ابدا واعظا لبقية الرؤساء وإن كان زاد من حالة الرعب التي يعيشوها ما جعلهم يعملون في شعوبهم قتلا وتنكيلا وسجنا وملاحقة وينشرون بينهم الخوف ويجوعوهم حتى لا يملك هؤلاء رفع رؤوسهم والمطالبة بحقوقهم.
إن مثل هذه الأنظمة تجعل الحق الوحيد لك هو حق التنفس وهي خلاف ذلك تصادر كافة حقوقك ولا تعطيك الا بمقدار انصياعك وركوعك لهم بشكل كامل وتنفيذك لكل ما يريدوه منك بدون تفكير.
ويزيد الطين بلة عندما يكون الحاكم من المؤسسة العسكرية التي لا تعرف المعارضة حيث يعتقد الأعلى رتبة أنه آله لا يحق لأحد مراجعته ويعتبر أن المعارضة أو مخالفة ارادته جريمة بشعة تستحق عقابا قاسيا، وهو لا يغفر أبدا ولا ينسى مخالفة أوامره ولا يتقبل الدعابة أو السخرية.
ان المستبد العسكري الذي يتولى السلطة لابد وأن يسوق البلاد نحو حتفها فهو لا يعرف الا تنفيذ الأوامر ولا ينتظر ممن هم دونه الا تنفيذ أوامره بغض النظر عن مخالفتها للعلم والمنطق ولذلك هو يقول بكل فخر أنه لا يعتمد على دراسات الجدوى، وهو يركز كل السلطات بين يديه ولا يسمح بظهور اي شخص الى جواره يمكن أن يعتبره الناس بديلا له وهو لا يجري الا انتخابات صورية معلومة نتائجها مسبقا.
وعلى الرغم من التدهور الحاد الذي اصاب البلاد في كل المناحي وعلى كافة المستويات في عهده يظل مصرا على البقاء فالخروج من المنصب دونه السجن وربما الاعدام.
يا شعوب العالم تعلموا من مصيبتنا ولا تسمحوا لحاكم عسكري بالوصول الى كرسي الحكم فهذا النوع من الحكام قادرا على اعادتكم الى العصور المظلمة خلال سنوات قليلة وهو معادي لكل ما هو راقي وصحي وسليم وصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا