الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا زلزلت القرية زلزالها و نصوص قصيرة جدا

سعيد بلغربي

2006 / 4 / 18
الادب والفن


ـ تشتت
يغادرني جسدي و يفارق الظل ذاته ثم تشتتنا ،التشتت لذة صوب هذا الضياع ، حتى لا يتعب المرء التفكير في أموره المعقدة فقط يبحث عن ذاته ليلملم بها هروبها الغير المعلن لكي لا ينهزم منهارا أمامها .
كان يلبس جلده المحترق بوميض الشمس ، و يحرك في الأفق التائهة بصره الذي لا ينتهي ، يمارس هواية السير بين كهوف المدينة الذائبة فيه كرها و تسكعا حتى لايفقد مشيه كما فقد صبره .

ـ في إنتظار القطار
يبدو أنهما متخاصمان إلى درجة الكره ،ضمها إلى صدره القوي قبلها على شفتيها فذابت فوقهما كل الخلافات .
قال :"المرأة هكذا يكفي أن تعبث بجسدها كي تصل إلى قلبها ، هناك نساء سريعات الذبول كالورود تماما تحتاج في كل لحظة إلى أن ترويها تملقا و تذكرا بجمالها ،إن حدث و أن نسيت تهرع مكتئبة إلى المرآة لكي تكتشف في غيابك ذاتها مرة أخرى ثم تعود إليك محملة برائحة عطر جديد ".
كان عجوزا يجلس بالقرب مني على كرسي المحطة يحكي لي تجاربه في فن التعامل مع النساء ، و نحن نتابع سويا الخصمين وننتظر قدوم القطار.

ـ لبيك يا وجه الصمت
عذرا أيها الصمت الذي يجول في داخلي ، من أي جنس أنت ، كم تمنيت أن تكون أنثى كي أستبيح لنعومتك كل أرصفة جسدي حدائقا .
عذرا أيها الصمت الكائن في مساماتي بأية لغة تنطق و بأية دمعة تبكي ، إسمحلي أن ابوح لك بسر جميل إكتشفته للتو فيك فأنت تسير عاريا و تنام عاريا و تسكت عاريا ... أشياء كثيرة مبهمة تلبس جلدك الذهبي لكن لماذا أنت هكذا عنيد تمزق أسئلتي قبل أن تصل مسمعك.
عذرا أيها الصمت هل أنت حقا وديع إلى درجة أن الكل يحبك كالورد ،ولكن لماذا لا تجيبني ، تنازل أيها العنيد عن عرش كبريائك ولو هنيهة أعتق فيها صراخك . و أنطق صمتك بوحا أفهمه.

ـ إذا زلزلت القرية زلزالها
العلكة التي تعذبينها بين أسنانك البيضاء تمضغني ، عندما تنفخين فيها تكبر و تكبر ثم أنفجر شضايا رقيقة ، تلتصق العلكة البيضاء على شفتيك و أرنبة أنفك وحول خديك ، تنزعينها تغزلين بها خيوطا رقيقة تعبثين بها ثم تعيدينها إلى فمك رطبة تفوح منها رائحة النعناع البري الأخضر.
كان عليك أن تنزلي إلى الوادي حيث كنت أنتظرك هناك ، دعي قطيع غنمك يلتئم مع غنمي ، و أتركيني أمضغ معك علكك ، لاتخافي فالوادي وعدني أن لايخبر القرية عنك وعني ،لا تفزعي الشمس لم تعد تشي بمواعيد العشاق ، كلما زارت قريتنا أصبحت ضريرة لا تراني و لا تراك.
مضغ معا خرابهما ، أكلت الذئاب من قطيعهما ، زلزلت القرية من تحت قدميهما ، هو إختفى فجأة من حياتها كالسراب، هي إشترت لطفلتها التي ولدت بين جدران الوادي دمية لا تعرف كيف تمضغ العلك البري الذي تفوح منه رائحة النعناع .

بقلم: سعيد بلغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر