مع خيوط الفجر الأولى ليوم الخميس 20/3/2003 انطلقت قوى العدوان الأمريكية- البريطانية لغزو أرض العراق, ومنذ تلك اللحظة وأنظار العالم مشدودة إلى بغداد , وهي تحترق بلهيب آلة الحرب المدمرة, التي حشدتها طوال شهور, أعنف وأشرس وأكبر قوة عالمية في سياق سعيها لفرض سيطرتها على العالم . إن هذا الغزو يأتي ترسيخًا للاستبداد والتفرد الأمريكي بالقرار الدولي , وتلاعباً بالاستقرار العالمي ومصائر شعوب العالم , ومستقبل البشرية, إضافة إلى ضربها عرض الحائط بالقانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة , وإرادة الشعوب والقوى المحبة للسلام في كل أنحاء العالم.
إن هذا العدوان على العراق الشقيق عدوان على الأمة العربية جمعاء . فالمعركة الحالية ليست معركة العراقيين وحدهم . فإذا استطاع الغزاة الأمريكيون تنفيذ مخططهم هناك فإن ذلك سوف يمكنهم من ترتيب المشرق العربي وفق أولوياتهم وأولويات العدو الاسرائيلي لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وتعريضه لعملية تهجير جديدة, ومصادرة القرار المستقل والسيادة الوطنية للدول العربية , وتكييف سياساتها الداخلية والخارجية وفق المصلحة الأمريكية, إضافةً لنهب ثروات الأمة وعلى رأسها النفط.
جاء هذا الغزو نتيجةً لغياب القيادة الوطنية الفاعلة على الساحة العربية وثمرةً للنظام الاستبدادي العربي الذي أوصلنا إلى طريق مسدود يهدد بانهيار واسع يترك الشعوب العربية لمصيرها عزلاء إلا من إرادة القتال والدفاع عن الوطن. ومن المؤلم حقاً أن نرى العراق وحيداُ في مواجهة قوى الغزو بينما يقف " أشقاؤه" العرب بين خائن وشامت ومحايد في الوقت الذي يذكر فيه العرب- كل العرب- وقوف العراق وجيشه الباسل إلى جانبهم في صد الهجمات الاستعمارية الصهيونية عن أراضيهم.
ومما لاشك فيه أن شعبنا في العراق يعرف كيف يقاوم الغزاة والمعتدين , ويتصدى لآلتهم العسكرية العمياء على صخرة وطنيته العالية وتضامن شعوب الأمة معه.
إننا في الحزب الشيوعي السوري ندين العدوان الغاشم وندعو لأوسع تضامن شعبي مع العراق بمختلف الأشكال وصولاً إلى إنشاء جبهة شعبية عربية تنهض بواجب المقاومة التي خذلها النظام العربي الرسمي في كل من فلسطين والعراق. وندعو الحكومات ا لعربية للقيام بواجبها في معركة العرب هذه, وإتاحة الفرصة أمام شعوبها للتعبير عن مواقفها وخياراتها في صد هذا العدوان ومقاومته.

تحية إلى بغداد الصامدة تحت القصف .
تحية لأطفال العراق وأطفال فلسطين الذين يتصدون لآلة الغزو بأجسادهم.
تحية لكل الشعوب والدول والمنظمات والمؤسسات الدولية التي تقف ضد الحرب.
                             
دمشق 21 /03/2003     اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري