الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد غانم الضمير الغائب إإ ؟

أحمد حيدر

2006 / 4 / 18
الادب والفن


في كتابه (صور المثقف ) يصنف ادوارد سعيد صفة المثقف الناقد في المقدمة الناقد في المقدمة ( الناقد للأنظمة السائدة مهما كان نوعها ، ولا يبحث عن رضى المؤسسة أيا كانت طبيعتها ) أي أن لا يقتصر دوره – كونه يمتلك المعرفة – على التنظير فحسب ، بل تشخيص الواقع القائم ، واكتشاف آليات الهيمنة السياسية ،والمعرفية ، والثقافية السائدة . كان ( شفارتز ) يصنف هذا النوع من المثقف النقدي – ألتغييري ضمن طبقة رأسمالي المعرفة ، أو البروليتاريا الثقافية ، وأطلق عليه ( غرامشي ) لقب المثقف العضوي ( الشخص القادر على انجاز مجموعة محددة من الوظائف ) انه المثقف العملي ، الذي لا يثنيه عن ممارسة دوره الريادي – المخاطر التي يواجهها من قوى الظلام – في نشر الوعي ، والكشف عن الحقيقة ، فهو ( المثقف الفاعل في مجتمعه ، وبيئته ، المستقل فكريا ، وثقافته ثقافة إبداع ومقاومة تأسيس ) فئة قليلة من المثقفين سخروا أقلامهم للمجاهرة بالحقيقة – وثمة من يجازف بحياته من أجل رؤاه – وكانوا في حالة تصادم ، مع أصحاب الرؤى المبتذلة ، المتجسدة في التقوقع والانكفاء ، والتي كرست الثقافة الواحدية ، النافية للآخر ، التي تتنافى مع المعطيات الجديدة ، وما يواجه البلاد من استحقاقات راهنة !! الكاتب السوري محمد غانم – مذ عرفته – المهجوس بالوطنية حتى النخاع ، لم يكن مهادنا في نقده اللاذع للزيف ، وخطابات التملق ، والمجاملة ،و كان سليط القلم على دعاة الخصوصية ، ومحاولات اختزال الثقافات الأخرى المغايرة ، الذي يزيد التوتر ، والاحتقان ، ولا يجلب غير الانقسام والتضاد ، والتعصب ، ويهدر الطاقات !!
محمد غانم لم يهدد أمن الدولة ، ولم يستقوي بأحد غير الشرفاء والغيارى من ابناء هذا الوطن ، ولم يدعم في أي يوم استخدام العنف ، والإرهاب ، والقوة ضد السلطة ، بل كان على العكس تماما ، يدعو إلى الإسراع في عملية الإصلاح – الشامل – والتعامل مع أجندته بعقلية جديدة ، كونه الخيار الأسلم للحفاظ على الأمن ، وصيانة الاستقرار السياسي ، والاجتماعي ، والاقتصادي في البلاد ، وخاصة بعد التحولات الهائلة التي شهدتها المنطقة وهذا ما يفرض إعادة النظر في مفهوم المواطنة ، وبلورة مفاهيم عصرية تضمن حقوق الجميع ، وعلى قدم المساواة ، وإشراك الجميع في كل قضايا الوطن الملحة والحساسة !! من هنا كان إصراره على إطلاق موقع ( سوريون ) الانترنيتي في فضاء الوطن ، الذي كان يعبر بصدق عن الهم الوطني ، واسهم في تفعيل الحوار بين جميع الأطياف ، والمكونات ، للوصول إلى رؤى مشتركة ، في الأزمات التي تواجه الجميع !!؟؟ ثمة إجماع على إن مواجهة ضغوطات الخارج يستوجب إيجاد حلول عاجلة للتحديات الداخلية – التي لا تقل خطورة عنها – ومن أبرزها ضرب مواقع الفساد الكبرى أينما كان ، كما ان قانون الطوارئ الذي يضيق الخناق على المواطن منذ أكثر من أربعين عاما يعيق مشروح الإصلاح - أو يتم تسخيره لتحقيق مآرب خاصة – وإطلاق سراح سجناء الرأي ، وإعادة النظر في مشروع قانون الأحزاب ، وإصدار قانون ديمقراطي عصري للانتخابات يحول دون تدخل الأجهزة الأمنية في مسارها ، أو التلاعب في نتائجها ، الاعتراف بالتنوعات ، والتعدديات الموجودة في الوطن ، منها القومية الكردية ، وبناء شبكة علاقات جديدة بينها ، ترتكز على الديمقراطية ، والحرية ،وحقوق الإنسان !! هذا ماعبر عنه الكاتب السوري – بامتياز – محمد غانم ،سواء عبر حواراته الساخنة ، أم في مقالاته الجريئة ، أخيرا ، ألا يعني كل هذا ان بعض دعاة الإصلاح يسيرون عكس التيار ، ويعبرون عبر ممارساتهم هذه مصالحهم لا مصالح المواطن ، ويسوقون مايريده أعداء الوطن ، وليس مايحقق مصلحة الوطن !!؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى