الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاح و أساليب نضالية جديدة ...عمال حمل البضائع بميناء طنجة

وديع السرغيني

2006 / 4 / 19
الحركة العمالية والنقابية


تعتبر مدينة طنجة قطبا صناعيا في المنطقة الشمالية كما يمكن تعدادها من بين أقوى المدن الصناعية في المغرب بعد الدار البيضاء- المحمدية ..إلا أن التحركات النضالية التي خاضها عمالها و عاملاتها في الفترة الأخيرة أعطت للمدينة إشعاعا أكبر و أقوى من باقي المدن .
فإذا كان عمال و عاملات ديوهرست المطرودين قد دشنوا السنة النضالية باختراقاتهم للفضاء الجامعي و بالحضور للندوات التي تقوم بها الهيئات السياسية اليسارية و الجمعيات التقدمية فقد شاهدنا يوم السبت بالغرفة التجارية اقتحاما من طرف عمال حمل البضائع بالميناء الذين تم تشريدهم ـ إضافة للكتاب العموميين و بائعي منتوجات الصناعة التقليدية، حوالي 400 شخص ـ بقرار من السلطات ـ والي الجهة و والي الأمن بطنجة ـ تحت مبررات التشويش على المراقبة الأمنية... عمال أعطوا في الوعي و التحليل، لأحزاب اختلط يمينها بيسارها حداثيوها بظلامييها ـ الحزب الاشتراكي الموحد، حزب التقدم و الاشتراكية، حزب البديل الحضاري عمال أنصتوا و انضبطوا لكلمات الأحزاب التي انطلقت حملتها الانتخابية 2007 من الان! أحزاب تتحدث عن التحالفات المقبلة و الممكنة دون أن تكشف الحساب على ما قدمته و وعدت به قبل 2002 و دون أن تشير بأية ملاحظة عن حصيلة مشاركتها الحالية في البرلمان في الحكومة أو المجالس..الخ أحزاب ما زالت تتبارى في عملية الجري إلى الأمام للتنافس على مقعد "من يدبر الأزمة أحسن" .
و كم كان الدرس بليغا حين فتح العمال أفواههم ، و فكن عقد ألسنتهم ليعبروا عن حقيقة الأوضاع بالمدينة و ليقدموا بحسهم الطبقي مشروع الديموقراطية الذي يريدونه و مشروع العدالة التي يبتغونها و نوعية المساواة التي يطمحون لها .. لم يترددوا في الإعلان عن استعدادهم للنضال دون خوف، و لم يترددوا كذلك في انتقاد أحزاب اليمين و اليسار الغائبة عن الساحة بشكل مطلق... مبرزين فطنتهم تجاه الإستغلال الإنتخابوي الضيق لمآسي العمال و الكادحين ... مؤكدين و بقناعة ثابتة على أن طريق النضال لن توقفه عثرة الإنتخابات المرفوضة أصلا من لدنهم .
فإذا كانت الأمور سائرة على هذا المنوال ، عجرفة و هجوم على الحقوق و المكتسبات من طرف الرأسمال و دولة الرأسمال من جهة ، و استعداد و إبداع كفاحي عمالي لا مثيل له من جهة أخرى ، فأين هم المناضلون الماركسيون ؟ أين هم أنصار الطبقة العاملة ؟ أين هي التيارات الإشتراكية العمالية ؟ أين هم باقتراحاتهم و بنصائحهم و بتواجدهم الميداني، و بندواتهم الفكرية و التثقيفية... فمهمة الإرتباط الإستراتيجي بالطبقة العاملة ليس بالشعار الأجوف كما أن مهمة الإنغراس وسط الكادحين و حركاتهم الاحتجاجية المطلبية ليس ترفا و لا مزايدة على الآخرين، بل يجب أن تتحول لقناعة ثابتة، قابلة للمتابعة و المحاسبة ...بهذا النقد المقدم لأنفسنا – التيار البروليتاري من داخل الحملم – قبل التيارات الماركسية الأخرى . نجدد الدعوة لفتح النقاش الفكري النظري و للتنسيق النضالي الميداني للخروج من واقع الأزمة و التشردم و الإنعزالية العصبوية فأربعون سنة من عمر الحملم بخبرتها و بتضحياتها لا يمكن إلا أن تشكل نبراسا و محفزا لإعادة تجميع صفوفنا خدمة لمشروع حزب الطبقة العاملة المستقل و خدمة لمشروعها التحرري الإشتراكي .
عاشت نضالات الطبقة العاملة ، عاشت نضالات و احتجاجات الكادحين و المهمشين ، عاشت وحدة الإشتراكيين و عاشت وحدة التيارات الماركسية اللينينية ، طليعة الحركة الإشتراكية التقدمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اهرعوا إلى مستشفى الكويت-.. مدير المستشفى الوحيد العامل برف


.. طلاب جامعة كامبريدج يواصلون اعتصامهم المفتوح تضامنا مع فلسطي




.. -موت القيم الأوروبية-.. موظفو مؤسسات الاتحاد الأوروبي يتظاهر


.. مغنٍ سويدي من أصل فلسطيني يخترق قوانين يوروفيجن احتجاجا على




.. ??طلاب كامبريدج يواصلون اعتصامهم للمطالبة بسحب الاستثمارات ف