الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسلق على اكوام الجثث البريئة

مصطفى رشيد

2019 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مما لا شك فيه ان جزء كبير من الاراضي العراقية قد تحررت من غول داعش على يد المولود الجديد "الحشد الشعبي" والذي تم تأسيسه كتشكيل عسكري جديد ضمن قطاعات الدولة باعتبار ان حجم الخطر يحتاج الى مزيد من المقاتلين سيما ان القوات الامنية كانت تمر بحالة ضعف نتيجة التوتر السياسي بسبب بهلوانية الحكومة العراقية في ذلك الوقت

وبعد انطواء صفحة "داعش" السوداء وتحررت المناطق بفضل بحار من الدم الطاهر لشباب الحشد الشعبي والقوات الامنية من جيش وشرطة اتحادية وجهاز مكافحة الارهاب

كانت قد تعالت حينها اصوات وطنية بأن لابد من حل الحشد الشعبي او دمجه ضمن قطاعات القوات الامنية العراقية التابعة لوزارة الدفاع للاستفادة من خبرته العسكرية الميدانية التي حصل عليها من الحرب مع داعش فيكون بذلك تطوير وتدعيم للمؤسسة الامنية، وان بقاء الحشد الشعبي منفصلاً يجعله عرضة للاستخدام السياسي والنفعي، لكن سرعان ما عملت ماكنات اعلامية لاخراس تلك الاصوات وبالرغم من ان ذلك الامر كان مثير بأن ما الداعي من العمل على ابقاء الحشد الشعبي العسكري منفصلاً عن القطاعات الامنية من حيث التنسيق الاداري لكن رغم ذلك تمكن تلك المكانات من السيطرة على الاعلامية وفرض ما تريد

وبعد فترة زمنية وجيزة حدث ما يخاف على "الحشد الشعبي" منه من قبل شباب الحشد نفسهم و عوائل الشهداء وعموم المواطنين وهو دخول قيادات "الحشد الشعبي" في اوكار العملية السياسية المظلمة ونزول جزء اخر من الفصائل التابعة للحشد الشعبي الى الشارع وفتح مكاتب عمل ثقافية مدنية لاستقطاب الناس وصنع رصيد جماهيري لهم

وقد تبينت الاصوات التي دعت لدمجه ضمن قطاعات القوات الامنية ادارياً بأنها كانت محقة وذكية وحريصة على الحشد والشعبي ودماء الشهداء وعلى العراق و وضعه السياسي والامني

وفي النهاية قد تحول "الحشد الشعبي" بطريقة غريبة ومثيرة وملفتة من تشكيل عسكري للدفاع عن العراق ضمن غطاء الدولة الى كيان مكون من عدة احزاب لها اذرع سياسية وثقافية واقتصادية مستقلة
واخذت قيادات الحشد تتصرف وكأنها حكومة داخلة الحكومة العراقية واصبح قطب سياسي يصارع الاقطاب السياسية الاخرى ويؤثر على القرار السياسي ويعرقل كل ما يضر مصالحهم الحزبية الضيقة المغطاة بأسم "الحشد الشعبي"

وقد تطور الامر بأن تكون الاحزاب المكونة للحشد الشعبي امبراطوريات لها شأنيتها وجماهيرها ووجودها السياسي والعسكري والاقتصادي


دواخل تلك الاحزاب المكونة للحشد الشعبي بحلته السياسية البعيدة عن هدف تأسيسه منخورة ومرعبة

مليارات الدولارات من ميزانية الدولة تصرف شهرياً كنثريات
لتغذية مشاريع الاحزاب الثقافية الفاقدة للهدف والمشروعية

يتمركز ثلة من السفلة الهمج والسراق ورواد الملاهي
على مالية الاحزاب ويتحكمون
ويعتكزون على فقر الناس
وازمة البطالة عند الشباب
ليشتروا طاقاتهم ويستغفلوهم

هؤلاء موزعين ومحمين بأصرار اداري يجعل الامر غريب جداً

ويتمركز اخرون لا يفقهون الف باء العمل الاجتماعي والاصلاحي على قرارات تنفيذية كبيرة
ولها اثر اجتماعي خطر


وبذلك فأن
دماء شباب الحشد الشعبي
ورصيده القتالي الشجاع
يجب ان يفصل
عبر تجريد كل حزب عن حمل اسم الحشد الشعبي
اذا كان ينوي فتح المكاتب الثقافية كما تدعى او العمل السياسي
وضم بقية المقاتلين الابطال من شباب الحشد الشعبي المغيبين تحت ظل الاحزاب الى قطاعات القوات الامنية الحكومية الرسمية

وبدون ذلك فنحن سنمر بعملية كبرى وذكية
لسحق الشهداء وتضييع جهودهم
واستغلال المقاتلين البقية لتحقيق مأرب سياسية
سنندم عليها جميعاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمواجهة التهديد الروسي.. البولنديون يستعدون لخوض حرب محتملة!


.. إسرائيل تتوعد بالرد -بقوة- على حزب الله بعد إطلاقه وابلا من




.. غواصة نووية روسية في كوبا .. واشنطن تستنفر وتراقب


.. هجمات حزب الله الأخيرة تثيرالقلق داخل تل ابيب.. وتهز سياسة ا




.. مع تكرار الهجمات.. ما واقع قوة الردع الإسرائيلية؟ وهل تنجر ت