الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراحل تكون الكاتبة

رشا الخفاجي
(Rasha Alkhfaji)

2019 / 1 / 23
الادب والفن


ترجع أصل تسمية الادب النسوي الى الغرب حيث أستخدمت بعد أنطلاق موجة من أقلام كاتبات كتبن أعمال وروايات أدبية لا زالت حية الى اليوم , سابقا كانت الكاتبة تتغطى بعباءة تخفي حقيقتها الانثوية ففي الغرب كان الادب النسوي أدب غير معترف به ( كيف لامرأة أن تأتي نص مبدع) كانت الكاتبة تعيش في حالة أنكار وتهميش كبير دفعها الى انتحال اسماء ذكورية طبعت على اعمالهن الادبية لكي تلقي رواج وتقرأ من قبل الناس , فكل عمل خارق كان لابد ان ينبع من رجل !!
بكبسة زر صغيرة في محركات البحث تستطيع أن تتوغل بين قامات أدبية كبيرة عاشت فترة طويلة تحت أسماء مستعارة, من الكاتبات المنقبات تحت أسماء ذكورية لويزا الكوت هي واحدة من أشهر ادباء القرن التاسع عشر , بدأت مسيرتها الادبية بأسم : " ا.م.بارنرد" نشرت الكوت مجموعة من القصص في الجرائد تحت اسم "بارنرد" , وبعد ذلك نشرت اعمالها الادبية باسم " نساء صغيرات " باسمها الحقيقي "لويزا الكوت " عكست معاناة المرأة والطفل , وتطرقت الى حقوق المدنيين في العديد من أعمالها .
والكاتبة ماري أن ايفانس واحدة من أشهر كاتبات العصر الفكتوري دخلت عالم الادب بأسم "جورج إليوت " أختارت أيفانس اسما ذكوريا لتؤخذ اعمالها على محمل الجد , وقد نالت روايتها "أدم بيد" التي نشرت في عام 1859ونالت الرواية اعجاب النقاد وأمطرت الرواية ومؤلفها جورج أليوت "بالمدح والثناء . بالاضافة الى الكاتبة شارلوت برونتي الروائية والشاعرة الانجليزية , وايميلي برونتي صاحبة رواية "مرتفعات وذيرنج " والتي تعد من أشهر كلاسيكيات الادب الانجليزي , وهناك ايضا الروائية الفرنسية أمانتين أورو لوسيل دوبين أبنة الثورة الفرنسية , ونيللي هاربر لي الامريكية التي اختارت ان تكتب باسم "هاربر لي " متجاهلة اسمها الاول والتي كتبت روايتها الوحيدة الحاصلة على جائزة البوليتزر الادبية (أن تقتل طائرا بريئا) سلطت الضوء من خلالها على قضية التمييز العنصري في أحدى المدن الامريكية الصغيرة .
ان العتمة التي عاشت فيها الكاتبات أنذاك أنجبت فيما بعد أشعة ضوء دافئة سطعت في عالم الادب العربي والغربي , فعلى مر الازمنة أستطاعت الكاتبات تغيير الرأي العام تدريجيا وحتى ما يعرف "بالادب النسوي" بدا يضمحل شيء فشيء في كثير من الدول , وبدأت تلعب المرأة دورها بدون تسميات خاصة , أحدى عشرة سنة هو عمرالجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر" , تمكنت أن تصنع جدلا و ماراثون واسع في عالم الرواية العربية , تضمنت جائزة البوكر منذ انطلاقها العديد من الروايات النسوية التي تركت بصمتها في الشارع الثقافي وفي مضمار المنافسة , فمنذ انطلاق الجائزة في 2007 لم تخلو قوائمها الطويلة والقصيرة (النهائية ) من اسماء كاتبات عربيات من مختلف البلدان العربية منهن من ترشحن ومنهن من حصدن الجائزة . وكانت رواية (أنتعل الغبار وأمشي ) للكاتبة اللبنانية مي منسى هي أول رواية عربية ترشحت للجائزة البوكر القائمة القصيرة , وفي السنة التي تلتها ترشحت رواية الحفيدة الامريكية للكاتبة العراقية أنعام كجه جي , وتوالت الروايات النسوية لعدد من الكاتبات عبر السنين مثل الكاتبة علوية صبح والكاتبة سحر خليفة والكاتبة روزا ياسين حسن وأميمة الخميس ورجاء عالم والكاتبة أبتسام تريسي ورزان المغربي ومها حسن , وتميزت الدورة الرابعة سنة 2011 بارتفاع ملحوظ لعدد الروايات المتقدمة مقارنة بالسنوات السابقة , حيث تقدم 118 عملا من 17 بلدا , 29 % من الكتب جاءت بأقلام نساء مقارنة ب 16% في سنة 2010. بينما في 2012وصل سبعة مؤلفات الى لائحة الستة عشر وهو الرقم الاعلى في تاريخ الجائزة , اما في عام 2018 فقد أشارت "مونتنارو" الى مشاركة 30 كاتبة , أي ما يعادل 24% من أجمالي عدد المشاركين , ما يعني أن نسبة الكاتبات المشاركات أزداد عن العام الذي سبقه حيث كانت نسبة الكاتبات المشاركات بأعمال روائية , قدرت ب 20 % من ترشيحات 2017 . أما في عام 2019 فقد كشفت القائمة الطويلة للروايات المرشحة عن 16 رواية تم اختيارها من بين 134 رواية , ينتمي كتابها الى تسعة بلدان عربية , وقد وصلت الى القائمة الطويلة روايات لسبع كاتبات وهو رقم قياسي في تاريخ الجائزة , وقد ضمت كاتبتين من العراق هما الكاتبة أنعام كجه جي بروايتها (النبيذة) والكاتبة ميسلون هادي بروايتها (أخوة محمد).
أن تميز القلم الانثوي في كتابة الروايات بدأ تدريجيا يصبح ممحاة لما يسمى " الادب النسائي " هذه التسمية الى حملت من الغرب بمفاهيم عنصرية تميز الكاتب عن الكاتبة وما القته من ظلالها على المجتمع العربي , بدأت تتلاشى بأتساع مساحة الكاتبات وتنوع ألوانهن الادبية في وصف المجتمع وما يطوي تحت عباءته من مشاكل وهموم يأن منها , أن ما وصلت اليه الكاتبة اليوم دليل على تفتح أذهان النقاد والحكم على النص الادبي من منظور فكري أبداعي وليس من منظور جنسوي .
لا سيما أن ألادب بصورته الشاملة لا ينضب داخل أطار محدد ويرى الشاعر المصري فؤاد بدوي أن الادب النسوي ادب انساني وان هناك شعراء وروائيين كتبوا عن المرأة بحس أنثوي وحنان ورقة قد تفوق كتابات الكثيرات ومثالا على ذلك نزار قباني وطاغور وإحسان عبد القدوس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا