الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان المسلمين و الولادة المشوهة

احمد الشيخ دقو

2019 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



ان نظر القارئ بتمعن لراى ان العنوان لا ينم الا على السوداوية و التشائم ، ولكن الحال هكذا عندما نتكلم عن الغربان السود ( الاخوان المسلمين ) .

فتاريخهم مصبوغ بالدم وافكارهم لبوسها السواد و عقيدتهم مريضة وقلوبهم كالحجارة او اشد قسوة ، فتنه العصر وخوارج هذا الزمان ، شوكة في خاصرة هذه الامة منذ تاريخ الاستقلال حتى هذا اليوم ، فهم الشكل الجديد من الاستعمار الداخلي .

من تاسيس هذا الفكر حتى الان ، فابن الساعاتي ( حسن البنا ) يهودي الدين مغربي الجنسية ، و السفير البريطاني في مصر انذاك الذي يعتبر الاب الروحي الخفي للحركة ، هما من زرعا هذه البزرة الشيطانية في الوطن العربي . وتمت رعايتها من اجهزة المخابرات العالمية وتقويتها ، لتكون السبب الرئيسي في دمار هذه الامة واستنزاف مقدراتها و تدمير الشباب العربي .

و بالمتابعة للتسلسل التاريخي نرى بان فكرهم ومنهجهم يتطور حسب الاوضاع العالمية والعربية ويسعون الى التاقلم و الاندماج في المجتمع ( اجتماعيا واقتصاديا وحتى عسكريا ) . فنرى بان سيد قطب قام بتقسيم المجتمع الى قسمين {( مسلم وغير مسلم ( جاهلي ) )) فالمجتمع المسلم هو المجتمع الذي يطبق فيه الاسلام عقيدة وعبادة وشريعة و نظام ، والغير مسلم ( جاهلي ) لا تطبق فيه شريعة الله ولا تحكمه تطوراته .

حول هذه الفكرة تدور جميع الافكار الاخرى ، وهذا ما ظهر في كتاب ( في ظلال القران ) . وعلى اساس هذا النظرية اباحوا الجهاد وشرعوه ، فاخدوا في التاويل و الاجتهاد الظني ، و قاموا بتاسيس الجماعات الجهادية والإشراف عليها و تأمين الدعم لها المادي و المعنوي ، ومنها السلفية الجهادية وسلفية الصحوه و الجهاد الشعبي و... و... ثم تطورت افكارهم الجهادية للخارج برعاية وارشاد المخابرات الاميركية مثل : افغانستان ، من اجل محاربة الاتحاد السوفييتي السابق .

تم انشاء تنظيم القاعدة في افغانستان تحت رعاية وتسليح اميركي  ، وهي عبارة عن متطرفين و مجرمي الاخوان المسلمين اضافة الى المرتزقة من الجماعات الاسلامية الجهادية والتي تتبع بالحتمية للتنظيم الام من الاخوان المسلمين .

وبامر مباشر من امريكا اطلق شيوخ الدعوة الاخوانية فتاويهم داعيين للجهاد في افغانستان وكان ابرزهم ومؤسس فكر القاعدة هو ( عبد الله عزام ) وهو العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، كما زار عزام امريكا عدة مرات بحجة جمع التبرعات ، واسس عدة مراكز للتجنيد ، وقد سمي عزام ( بامير المجاهدين ) ، و يرى عبد الله عزام ( بان هذا الصراع في افغانستان مجرد خطوه اولى في ثورة اكبر واشمل تتمثل في القضاء على الحكومات العربية ) . وكان اسامة بن لادن هو اقرب مساعديه حيث كانت مهمة بن لادن التمويل و الانفاق على اتباع عزام ، وإلتحق الكثير من الجماعات الجهادية وعناصر من الاخوان بعزام في افغانستان وكان ممن توافدوا اليه ( ايمن الظواهري) احد اشرس المتطرفين وقائد مايسمى ( جماعة الجهاد الاسلامي ) في مصر ، والتابع في الافكار والعقيدة للاخوان . وهنا يقول المؤرخ -- جيل كيبل - وهو مؤرخ للحركات الاسلامية ( ان المجاهدين العرب تم تدريبهم بشكل جيد لكنهم لم يحاربوا وان الحرب ضد الاتحاد السوفييتي ماهي الا كذبه كبرى من اجل الترويج لتلك الجماعات ) .

و ترى مجموعة الظواهري بان الثورة العنيفة السبيل الوحيد للاطاحة بالحكام العرب واقامة انظمة اسلامية ، وانتشر هذا الفكر بقوة بين جميع الجماعات على مستوى العالم العربي .

تم تولية اسامة بن لادن امير لجماعة الجهاد الاسلامي ، واتحدت جماعة عبد الله عزام وايمن الظواهري على فكر واحد وعقيدة واحدة مبدا الاخوان المسلمين وتشريعتها ( فهما من منبع واحد ) . وقام ايمن الظواهر بتوسيع العمل الجهادي ومفهومه للجهاد والعمليات الجهادية  ليشمل الناس العاديين استنادا على نظرية ( رفضهم للتمرد والثورة على الحكام الفاسدين يعني انهم اما فاسدين مساندين لهؤلاء الحكام او انهم صامتون راضون بالفساد ، وفي كلا الحالتين يستحقون الموت ) . فيما افتى الزوابري في الجزائر( ان المجتمع الجزائري باكمله يجب قتله وان الذين يستحقون الحياة هم فقط ، لانهم الوحيدون الذين فهموا الحقيقة ) . وافتوا بمحاربة جميع الانظمة العربية بناء على راي ( ابي محمد عاصم المقدسي ) في كتابه ( الديمقراطية دين ) و ينسب الى التيار السلفي الجهادي وصاحب التأثير الكبير على شباب تنظيم القاعدة حيث قال ( يدخل في مسمى الطاغوت كل من جعل نفسه مشرعا مع الله سواء كان حاكما او محكوما ، نائبا في السلطة التشريعية او منوبا عنه ممن انتخبوه ) ، وهو يعتمد على الاية الكريمة ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) ، وهنا لا يكتفي بمجرد الاعلان اللفظي بالكفر والوصف بالطاغوت ، بل يدخل في تحديد اشكال الكفر اذ لا يجوز ان ينخرط المسلم في وظائف الطاغوت وخصوصا السلك العسكري ، ولاحقا افتى المقدسي بكفر القوات الامنية العربية كما اكد اتباعه . ويقول ايضا المجاهد وهو ( سامر بن صالح ) وقد جاهد في الشيشان (الطاغوت شيطان في صورة انسان يحتكمون اليه وهو صاحب امرهم ) . ونستشهد في خاتمة كتابه ( ان الديمقراطية دين غير دين الله وان مجالسها النيابية ليست الا صروحا للشرك و معاقل للوثنية يجب اجتنابها وهذا ليس امرا اجتهاديا انما هو شرك صريح وقد حاربه رسول الله ) .

نلاحظ التطور الجديد في الفكر الاخواني وكيفيت تحوله لجهاد علني ضد جميع الانظمه والافكار والمعتقدات ، وبخاصة عند استلام الامور الجهادية ( لعبدالله عزام و ايمن الظواهري ) . وهنا يضيف ( عبد الله ناصر الرشيد ) في كتابه ( فقه الجهاد ) حيث يستمد كلامه من حديث لرسول الله ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) طبعا حديث ضعيف .و يعرف الجزيرة كل ارض يحدها ماء ، ويقول ( يجب قتال المشركين وجوبا ، فثبت ان اخراج المشركين بالقتال وسيلة مباحة في الاسلام ) .

يلاحظ هنا باختلاف النظرة و التحول التكفيري الى الشرك مع انها اخف لفظا من الكفر ولكنها اعم واوسع وتتيح المجال لهم باتهام من يريدون بالشرك اما الاكبر او الاصغر أن كان مسلما أو غير ذلك .

 انتقال الفكر الإخواني الى القاعدة ولكن بصورة أكثر سوداوية واشد اجراما و بعنف غير مسبوق .

 نعود للظواهري حيث قام على تقوية وتوسيع عمل تنظيم القاعدة بعد مقتل اسامة بن لادن ، وببداية احداث العراق ارسل ( ابو مصعب الزرقاوي ) المنتمي الى القاعدة وكان امير تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين الذي هو فرع بتنظيم القاعدة في العراق ، و واحد من اهم قيادات جماعة التوحيد والجهاد وشارك في افغانستان تحت قيادة عبد الله عزام و الظواهري وهو اردني الاصل سجن في السجون الاردنية لسنوات ، وقام في عدة هجمات في العراق ، ولم يستطع اعلان الدولة الاسلامية لانه من المهاجرين فاستخلف نيابة عنه ( ابو بكر البغدادي )ويعتبر الاب الروحي و الفكري لتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) . حيث كان خليفته والمبايعة من بعده ( لابو بكر البغدادي ) وهو المؤسس العلني والخليفة ( لداعش ) . ويقول مستشاره في كتابه ( الخونه ) وهو ( ابو بكر ناجي )  يقول ( الكل يعلم الرعب والقلق الاميركي من دخول اعداد كبيرة من الشباب في اعمال جهادية سؤاء من جانب الانبهار في اعمال تنظيم القاعدة و الانبهار من صمود قادتها ) ويضيف ( الحل هنا هو تجديد العقود والاوامر لانظمة الردة في البلدان المسمى مسلمة لمواجهة هذا الوضع الجديد نعم هذه الانظمة لن تتوقف من قمع الحركات الاسلامية والمكر بها ) ويضيف ( ان النظام المصري واجهزته الامنية من اخبث الانظمة الطاغوتية وتستمد قوتها وخبرتها من كونه الوريث للنموزجي الفرعوني ، فهو مثال الكوني للمنهج الشيطاني ، المثالي بجميع تجلياته . ولولا وجود البزور الايمانية المتمثلة في رجال اقسموا ان لا يجعلوا هذا النظام ياخذ انفاسه ويستقر لامره ، و الجميع يعلم بان افكار العقل الفذ للسلفية الجهادية ( ايمن الظواهري ) تضرب بجذورها في التربة المؤمنة بمصر ) . فهذا اعلان صريح لنسبت الفكر المتطرف واصله ، ويعلق  ( ان النظام بمصر رفض محور الاخونة في مصر لانه يخشى ان يتحول هذا المحور بديل له ) .

فهم يطرحون موضوع الحكم البديل وجاهزيتهم للتعاون مع الامريكان في ذلك كما اكدت بعض الدراسات الامريكية ( ان الاخوان المسلمين سيكونوا رهن اشارة من يسمح لهم بالحكم ) .

وفكرة انشاء الدولة او الحكم هوالشغل الشاغل لهم فتم الايعاذ لابو بكر البغدادي بحتميت انشاء دولة عن طريق مراسلات تمت بين البغدادي و الظواهري و تبدا في العراق و تكون البزرة للتوسع في الشرق الاوسط ، . واعتمدوا في عملهم هذا على كتاب ( ادارة التوحش ) ل ابو بكر ناجي وهو المستشار الخاص لابو بكر البغدادي ، حيث يشرح فيه كيفية انشاء دولة وطرقها عن طريق التمكين ثم شوكت النكاية ثم ادارة التوحش ، حيث يعرف ادارة التوحش فيقول ( هي ادارة الفوضى المتوحشة ) ويضيف ( هي  منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية يتعطش اهلها الاخيار منهم وعقلاء الاشرار لمن يدير هذا التوحش ، بل ويقبلون ان يدير هذا التوحش اي تنظيم اخيار كانوا ام اشرار ) ، لهذا هم يسعون لانشاء الفوضى و التخبط وعدم استقرار في  المجتمع ، فهي مرحلة من مراحل التطور الفكري لديهم واستلام مقاليد الحكم . كما يستشهد الكاتب بحركة الامام السيد التي جددت دعوة االتوحيد والجهاد في منطقة الهند دكشمير وباكستان ، كما يضيف بان الحركات مثل حماس و الجهاد الاسلامي و الجماعات الاسلامية بمصر و الجماعات المقاتلة بليبيا هي الان في مرحلة ما قبل ادارة التوحش وهي مرحلة يطلق عليها  (شوكة النكاية و الانهاك ) .

وشوكة النكاية هي المرحلة التي تمر في مصر وليبيا من زعزت امن وعدم استقرار ، بالاضافة للعمليات الجهادية الارهابية والتخريبية .

عزيزي القارئ ان ماقراته الان ماهو الا اليسير من افكارهم المتطرفة والدليل القطعي بان داعش هي الولادة المشوهة للفكر الاخواني ، ومن امهات كتبهن الحديث منها والقديم ، فهم خوارج هذه الامة و فتنة العصر ، وشوكة في خاصرة الامة من اجل اضعافها وتدمير شبابها بالتطرف والخروج عن طريق الصواب .

لهذا وجب علينا جميعا محاربت هذا الفكر بكل ما اوتينا من قوة وعلم ، ومحاربته بنفس اسلوبه وهو العلم والتوعية والفكر والارشاد السليم الصحيح في الاسلام ، فهذا الفكر لا يحارب بالسلاح التقليدي انما بالعقل ، فافكارهم منتشرة ليس في سوريا والعراق انما في جميع انحاء العالم ، فالحملة التي يقوم بها التحالف الدولي ماهي الا بداية للخطوة الاولى لمحاربة داعش واعوانها ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد