الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء بمذكراته ج 9

صباح ابراهيم

2019 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


نكمل التعليق على مذكرات برزان التكريتي . ومن يرغب معرفة المزيد مما نشرناه حول الموضوع. الرجاء العودة الى الاجزاء السابقة من هذا المقال .

كان الخلاف بين وجهات النظر السياسية في قيادة البلد بين برزان و صدام عميقا ، بحيث ان صدام بات يخشى من انقلاب اخيه برزان عليه ، وبسبب الكراهية القوية التي تجمع برزان مع حسين كامل الابن المدلل لصدام . ، ورفع رتبة حسين كامل العسكرية من نائب عريف الى فريق ركن ولم يتخرج في كلية عسكرية، ومنحه اعلى المناصب في الحكومة . ولهذا ابعد صدام أخاه برزان من المناصب الحساسة في الدولة ثم ارسله الى جنيف سفيرا للعراق في بعثة الأمم المتحدة للتخلص منه. وأرسل معه عدي بنفس الوقت ليتخلص من شر ابنه الارعن بعد ارتكابه جريمة قتل مرافق صدام ، كامل حنا .
يقول برزان في مذكراته ، أنه كان يؤمن ان صدام بعد غزو الكويت في آب 1991 قد مات سياسيا ، بسبب أخطائه وعناده ومكابرته وعدم موافقته على سحب الجيش من الكويت ورفضه الانصياع الى نصائح الكثير من رجال السياسة في العالم . وقد ذكر هذا لطارق عزيز وزير الخارجية . وسبب موت صدام سياسيا انه يجمع حوله من يخافه ويطيعه و يمدحه، وانه لا يعطي فرصة القادة الأكفاء لإبداء رأيهم ولا يقبل أي رأي مخالف له .

برزان يتحدث عن صدام حسين
يقول برزان : صدام نام لفترة طويلة منذ ان عزل نفسه عن أقطاب الدولة والحزب والمجتمع من المخلصين ومن الأهل والأصدقاء ، لقد عزل نفسه منذ ان دخل ضمن مجموعة من الأصدقاء المنافقين المنتفعين الذين ليس لهم ناقة ولا جمل فيما يحدث ، دخلوا بالحلقة بدافع الوجاهة والانتهازية وأصبحوا بوضع لا يستطيعوا ان يخرجوا منه .
في مكان آخر من صفحات مذكراته يقول برزان عن أخيه الديكتاتور المتزمت برأيه ، في إحدى لقاءاته طلب من الأمم المتحدة ان تضيف الشعب الفلسطيني الى الشعب العراقي في مذكرة التفاهم حول الغذاء والدواء مقابل النفط ، طالبا احتساب حصة من نفط العراق للفلسطينيين. لأن الشعب الفلسطيني جزء من الشعب العراقي !!!
ينتقد برزان هذا التصريح الغير مسؤول ويدل عن ديكتاتورية مطلقة بالتصرف باموال الشعب العراقي ، لأن الطريقة التي أعلن صدام حسين القرار بها تعزز الانطباع السائد على أن الرئيس هو صاحب القرار دون الرجوع لأحد ، ويضيف برزان : انه يتمنى ان يكسر هذا الانطباع الذي يسئ لقيادة الرئيس وإدارته للأمور.. ويستغرب برزان كيف سيتلقى الشعب العراقي هذا القرار المفاجئ ، ويصف الرئيس انه دائما يستعمل طريقة الصعق الكهربائي في اتخاذ قرارته دون تمهيد ، وهذا فيه عدم اهتمام بالرأي الآخر ورغبته ، وهذا غير مرغوب فيه ولا محبذ لا الان ولا في السابق .
يتساءل برزان التكريتي عن احوال العراق بعد ان اوصله صدام للهاوية و العزلة بسياساته الرعناء قائلا : لماذا لا يمد الرئيس يده للعناصر النظيفة من العراقيين في الخارج او الداخل ؟
لماذا لا يغير من لهجته و يستعمل لهجة اخف مع العرب والعراقيين ؟ اليس مثل هذه الخطوة تساعد في حل المشكلة و تجعل العراق بنظر الآخرين غير العراق الذي هو ملك حزب البعث ؟ او ملك للسنة كما يقول البعض ، او ملك التكارتة او عشيرة البيجات حسب قول الحلقات الاضيق ، او ملك لبيت عبد الغفور واذا دخلنا الى داخل حلقة بيت عبد الغفور سيقولون ان الحكم لبيت مجيد، و حتى داخل هذا البيت يقال ان الحكم فقط لبيت صدام !!!
تعليق الكاتب : ان كان هذا راي اخ صدام وأحد أفراد عائلته المقربين منه (سابقا)، يتكلم هكذا بعد صحوة ضميره، وتحت تأثير طرده من سلطة الحكم الديكتاتوري العائلي ونفيه الى خارج الوطن للتخلص من احتمال انقلابه على اخيه ، فكيف يكون تفكير وتقييم المواطن العراقي لهذا النظام والحكم القمعي المتسلط عليه ؟
يقول برزان : كنت أنصح الرئيس في لقاءاته السابقة معه لتعديل المسارات المنحرفة، أو ابعث له بمذكرات بهذه الأفكار ، ولكن منذ فترة وعن قصد وتحت حجج واغطية مختلفة وضع الرئيس صدام جدارا بيني و بينه ، واخرها عندما تبلغت من قبل رئيس ديوانه وسكرتيره بعدم الكتابة للرئيس بالأمور السياسية.
تعليق الكاتب : هذه هي العائلة الحاكمة للعراق وهكذا يتصرف أفراد العائلة الواحدة مع بعضهم بصلف و عنجهية و تعالٍ ، لا يسعنا ان نقول وندعو الى الله، الا ان يكون بعون هذا الشعب المسكين الذي يرضخ تحت سيوف و ظلم هذه العائلة الفاسدة والديكتاتور الاوحد وحزبه الفاشي الذين تسلطوا على رقاب العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود عجاف .
يكمل برزان رايه بالرئيس صدام قائلا بمذكراته :
وضع صدام جدارا بيني وبينه ، لأنه لا يريد ان يسمع هذه الامور (نصائح وانتقادات) ، والاهم من ذلك يجن جنونه عندما اتقدم له بمذكرة تحتوي فكرة مكتوبة على الورق، لأنه يخاف من التوثيق ، ويعرفني بانني احتفظ بنسخ من المراسلات التي ارسلها للاخرين وله بشكل خاص .
اما عن سياسته ، فيقول : في العقد الأخير اي منذ التسعين ولغاية الالفين ، حصل تغير بفكر الرئيس ، وهذا التغيير يحدث دائما لدى من يبدا بالعد التنازلي ، وبنفس الوقت لدى من تربى تربية خاصة مثل الرئيس لأنه نشأ نشأة خاصة ، وبعد ذلك انخرط في حزب البعث المعروف بأديولوجيته التي هي فردية لا تميل للمرونة ولا للمشاركة ولا بالاعتراف بالخطأ . الرئيس من هذا النوع، وتربى في هذا الجو الذي هو جو الحزب الذي عزز وعمق تمسّكه بهذا النهج وهذه العقلية . ان العد العكسي له انعكاساته على تفكير الرئيس والذين مثله، ويجعلهم اكثر تشددا وتمسكا بما بدؤا بهذا الخط وطيلة المدة الماضية وهم سائرون عليه . الرئيس غير مستعد ان يغير من نهجه لكي يثبت (بمنصبه) ولآخر لحظة رغم الظروف التي تحيط به ، لأنه غير مهتم لما بعده . هذا هو الرئيس وهذه هي عقليته وطريقة إدارته .
ان تصرف الرئيس مع كبار المسؤولين بالتأنيب و العقاب والزجر، يجعل منهم اتباع ضعاف لا يجرؤون ان يقدموا مقترحات لا تعجب الرئيس ، كان طارق عزيز الرجل المثقف والجرئ يقدم افكاره و سياسته لأجل تطبيق المرونة في السياسة، لكن هذا كان يثير الرئيس وابناءه وحسين كامل ، وكان لتانيب الرئيس له ، والسماح لابنه عدي بنقده بصلافة في وسائل الإعلام التي يملكها ، ولهذا بدأ يشعر ان هناك رأي غير جيد به وكأنه متواطئ . لحسين كامل دور كبير في تغيير وجهة نظر الرئيس بطارق عزيز .
هذه الأمور جعلت طارق عزيز شخص يميل للسكوت ولا يتكلم الا بما مسموح له، ثم تحول الى شخص متشدد لأجل تصحيح الانطباع عنه لأجل الدفاع عن نفسه، لأنه يخشى ان ترتب قضية ضده تكلفة رأسه!
تعليق الكاتب : هذه هي حكومة صدام حسين التي لا يسمع فيها صوت الا للديكتاتور ، انه الديك الوحيد في القفص والباقي كلهم دجاج بنظر الرئيس بما فيه المسؤولين الوزراء والشعب ، وضباط الجيش وقادته .
برزان يلعن صدام بطريقة غير مباشرة
شكى برزان من الغربة وبقاءه لأكثر من عشر سنوات في سويسرا، وابتعاده عن ابنه محمد الذي سكن في بغداد ليتزوج هناك وبقاءه وحيدا بعيدا عن والده واخوته ، وشكى نفيه وإبعاده الى جنيف تحت ستار الدبلوماسية وادارة السفارة العراقية في جنيف ، بسبب تحريض حسين كامل لصدام ضده مما سبب الكراهية بينهما ، ثم قرار الرئيس بابعاده الى جنيف . فكتب في مذكراته :
" لعن الله الغربة وابو الغربة ، ولعن الله الظروف التي جعلت الآخرين [ويقصد (صدام)] يستندون على اي مسألة بسيطة لاتخاذ قرار ضدنا ، وأضاف قائلا : ( لعن الله الذين سببوا هذه الظروف الى يوم الدين).
ويقصد صدام اخاه وحسين كامل المحرض الخبيث له .
تعليق الكاتب : ان رفض برزان واخوته لزواج حسين كامل على ابنة صدام ، سببت الكراهية بين الطرفين و تحريض حسين كامل لصدام دائما ضد الأخوة و تحولهم الى اعداء ، وقد تسببت تلك العلاقة السيئة بين هذه الاطراف الى زرع الكراهية ومحاربات و مضايقات استهدفت كل شئ في حياتهم الى نهاية العمر.
يتذكر برزان ان زوجته ولدت ابنتها بعملية قيصرية ومكثت بالمستشفى 12 يوما ، ولم تزرها اختها ساجدة زوجة صدام ، لانهم كانوا زعلانين بسبب موقف برزان و عائلته من رفض زواج حسين كامل ابنة ساجدة وصدام منه .

يتبع في الجزء القادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء