الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !

ثامر قلو

2006 / 4 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كفى ضحكا على الذقون أيها السياسيون ، وكفى تلاعبا بمصير شعب ووطن ! خمسة شهور وانتم تستنكفون من الدماء العراقية التي تسيل كل يوم وبالعشرات ودون مبالاة منكم ! هل تودون أن تجري الدماء انهارا ، وهل تودون أن يتقاتل أبناء الشعب العراقي في الشوارع والساحات ، وهل تودون أن يصيح العراقيون واه صداماه ، أو واه عنتراه حتى يرف لكم جفن !

الايام تمر، والشهور تمر ، وهؤلاء القادة على اختلاف مشاربهم لا يأبهون لمصير البلد ولا يأبهون لمصير الشعب ، فاي نوع من البشر هم يا ترى ؟
لو تسأل أي نفس منهم ، صغيرهم ، أو كبيرهم ، لخرج لك مبراا سلوكه الاعوج بالعشرات من الآيات الوطنية والديمقراطية ، أو ان تمادى في حسه الطائفي لخرج على الناس بالعشرات من الحجج المسوقة لمؤازرة الطائفة المنصورة ، وهي طائفته ، أيا كان لونه أو بجمه ، ولا يكترث لما يصيب جموع الطوائف العراقية ، وقبلهم وأولهم طائفته ، لان الضرر يلحق الاذى بالطوائف كلها و بالقدر ذاته ، فالضرر الذي يصيب العراق ، حتما يكتوي بآواره العراقيين جميعا دون استثناء .

هؤلاء القادة فشلوا أو عجزوا ، شاء من شاء وأبى من أبى عن قيادة شؤون البلد ، وفشلهم يغور بعيدا منذ استلامهم المسؤولية الكاملة عن قيادة السلطة في البلاد قبل ثلاث سنين ، وأسباب الفشل لا يمكن أن تخفى على اللبيب العراقي المحب لبلده وشعبه ، فالعراق أحالوه هؤلاء السادة بمعية الغبي أو الذكي الامريكي، وهي عندنا سيان ، أحالوه قطعة كعك يتنازعون على قطعه الكبرى والصغرى والدسمة والمرة ،
ولو سألتم أبناء الشعب العراقي على جموعهم ، لاقسمو بأغلظ الايمان وأبصموا بالعشرة ، على انسداد الافق وحلاكته وضبابيته ، طالما بقي نفر من هؤلاء القادة ، يتحمل قيادة ومسؤولية البلد ، سواء شكلت الحكومة أم طال بها الزمن !

حتى لو شكلوا الحكومة ، فاي حكومة ستكون ، كيف تستطيع الحكومة النهوض بما يقتضي عمله في هذه الظروف العصيبة من تأريخ العراق ، كيف تستطيع حكومة لها عشرين رأس وعشرين رجل وخمسين قدم، النهوض بأعباء العراق ،
الناس تتطلع لتشكيل الحكومة ، وهو أمر لا شك في حيثياته ، لكنهم كالغريق الذي يتشبث بالقشة في بحر عميق ، لعلى وعسى !
متى يرحم قادتنا هؤلاء الغرقى ؟
أسالو الجعفري فقد يكون لديه الجواب الشافي ، أو اسالوا الطلباني أو الحكيم ، أو أسالوا كلهم !
يا ليت ، كان علاج العراق وشفاءه يتم على أيدي هؤلاء ، لكنهم عجزى ، والايام تثبت كل يوم عجزهم وفشلهم .

نقولها صراحة أن ديمقراطية العم سام ، لا تصلح لبلد مثل العراق ، فما نفع ديمقراطية كديمقراطية باكستان أو اليمن أو مصر ، فهل الديمقراطية الوليدة في العراق تفوق هذه الديمقراطيات منفعة للشعب العراقي في ظل هكذا ظروف ، عصية وملبدة بمأزق ، أو بمآزق ليس لها أول ولا أخر .
قلنا وقالوا كثيرين أن الديمقراطية مخاض طويل وعسير يمتد لعشرات السنين حتى تقطف ثماره اليانعة ، وهذا كلام جميل وسليم ، ولكن الديمقراطية وخاصة الوليدة والطرية تحتاج الرعاية والحماية في الاوقات العصيبة ، ولا أظن أن يختلف معي أحدا حول جسامة الخطورة التي تكتنف مستقبل الديمقراطية في العراق على علاتها ، فمن له أن يحمي الديمقراطية في العراق ، ومن له الحفاظ على خط انطلاقتها على الاقل وتطويرها في المستقبل ؟
حتما ليس هم هؤلاء القادة ، ولن يكونوا أبدا على المستوى المنظور ، فقد يسهموا في ارسائها بعد حين وحين ، بعد أن يرسى كيانها ويرسى لها خط شروع واضح لا يشوبه تشوهات .

فما الحل ، وما العلاج لمرض الديمقراطية في العراق ؟

صدقوني ليس غير تشكيل حكومة انقاذ وطني ، تبدأ بالحجر على هؤلاء القادة ، أو ازاحتهم جميعا جانبا ، وربما محاكمة من يستحق منهم المحاكمة لاستهانتهم واستخفافهم بمقدرات ومصير الشعب العراقي وسوء ادارتهم لمسؤولياتهم على اختلاف شكلياتها ، على أن يقودها عسكري عراقي وطني يجمع بين الحزم كما كان القائد التركي أتاتورك ، وبين النزاهة كما كان الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم .
اذن نريد زعيما عراقيا ، يقفز على الطائفية ويسحقها ، ليس بعرباته ومدرعاته وانما بالقانون وثم تطوير الدستور ليتناغم مع روح العصر ، دستورا يبنى على أساس المواطنة ، لا يفرق بين عمر وحسين ولا بين شابا وسمكو .
صدقوني ليس هناك خوف على مستقبل الديمقراطية في العراق ، عندما يكون البلد تحت امرة قائد عراقي عسكري نزيه ، فهو الاقدر على تذليل مشاكل العراقيين الطائفية وهو الاقدر على فرض النظام والاستقرار في البلد ، ويتم هذا عبر فرض قوانين طواري لا تقل عن 3 سنوات ، وهي مدة ربما تكفي للارساء اللبنات الاساسية للديمقراطية في العراق ، وحقن الدماء العراقية السائلة كالنزيف يوميا ، وقد يكون الاهم هو الحفاظ على التراب العراقي موحدا وعزيزا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحترار: أنطونيو غوتيريس يحذر من دخول عصر الغليان العالمي


.. باراك رافيد لـCNN: نتنياهو في وضع -لا يريد أن يكون فيه-.. وا




.. كيف تحول عمر السعيد إلى عمدة مدينة كان الفرنسية؟


.. سجال إسرائيلي بشأن مقترح بايدن.. ما فرص التوصل إلى صفقة تنهي




.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السوري ووزير الخارجية الإيراني بال