الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثامر الحاج امين .. صفة طيبة جديدة

عدنان يوسف

2019 / 1 / 30
الادب والفن




منذ ثلاث سنوات كتبت ملاحظات اولية عن كتاب . "دسه" في يدي "بحذر"، ضمن مغلف ، الصديق ، الناقد ثامر الحاج امين ، وكأنه يسلمني منشورا سريا بحق ، قلت وقتها وانا لا اعرف محتويات المغلف ؛ صديقي يتماهى مع جو الاحتفال ، فقد كنا في قاعة الحرية ، في اليوم الحادي والثلاثين من آذار . الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .
هديتان جميلتان ؛ رواية سلام ابراهيم "اعدام رسام" وكتاب لثامر نفسه بعنوان طريف ؛ " ما يمكث في القلب " . تضمن مجموعة مقالات سبق نشرها في صحف محلية تناولت مسائل ثقافية تتعلق بالشعر الشعبي العراقي وقراءات نقدية لعدد من الاصدارات الحديثة في الادب والسياسة وعلم الاجتماع .
الملاحظات التي كتبتها على حواشي الكتاب ذاته كانت تمثل خطوطا عريضة لمقالة تتضمن رأيي بمحتوياته ، لغته ، اسلوبه وترتيب عرض المواد . اغلب تلك الملاحظات تعلقت بمواضيع اطلعت عليها او كتبت او قرأت عنها سابقا ، تضمنتها مقالات للكاتب عن الشعراء شاكر السماوي وعلي الشباني وكزار حنتوش. صاحب الضويري وسعدي المصور وعماد المطاريحي ، وآخرين من اجيال مختلفة ، وضعت تعليقات عديدة عن مقال حول الشاعر ورسام الكاريكتير المصري صلاح جاهين والشاعر الايراني ، بابا طاهر ، ووضعت خطوطا ملونة تحت عبارات وجمل لمقالين تناولا بالنقد روايتين لسلام ابراهيم ؛ "في باطن الجحيم" و "حياة ثقيلة". وكذلك لمقال عن علي الوردي في عرض لكتاب صادق الروازق "مقاربات اصلاحية في فهم الدين والذات". وقلت ساخرج المقالة ، من باب المزاح ، بعنوان طريف ، هو نقد ناقد ، مادمت قد رأيت الكتاب نفسه على قدر من الطرافة .
لم اكمل المقالة ، وبعد سنة واثنتين وثلاث ، وانا اعيد ترتيب الكتب التي "التحقت"حديثا بمكتبتي وجدت "الذي يمكث في القلب" ، وقرأت ملاحظاتي وعنوان المقالة المفترضة ، وعلى الفور غيرته الى "ثامر امين هو الذي مكث في القلب" ، وبدأت بتنفيذ خطة لانجاز المهمة ( المقالة) ، تتلخص في اختيار مقالين اثنين من كل مجموعة مقالات تتشابه بمواضيعها . ثم دراسة المقالين المختارين وتحليلهما وابداء الرأي بهما . اخترت من الشعراء كزار حنتوش وعلي الشباني الذين كتب عنهما الناقد فيما كتب ؛ كان ارشيف كزار حنتوش ، مثل حياته ، فوضى ؛ كتب قصائده على علب سكائر فارغة وعلى اكياس ورقية صغيرة عكس علي الشباني المنظم في كل شيء . يصف الكاتب رحيل علي الشباني بكسوف القصيدة فهو شاعر مجدد بتجربة شعرية نضالية وانسانية حافلة بالعطاء والتضحيات والالم كان اصغر سجين سياسي . لم استمر ، اذ سرعان ما عدلت عن المواصلة لعدم جدوى الخطة ، وعند البحث في امكانية تنفيذ خطة بديلة حدث امر دعاني الى التريث .
في فهرست الكتاب وجدت عنوانين لموضوعين عن شاعر مهم ، لم اقرأهما . كيف حدث ذلك ! قلت سافرد له مقالا خاصا ، فهو عدا عن كونه صديقا عزيزا وغادرنا ، بل غادر الحياة كلها ، بعيدا عن الوطن "ودفن هناك في مدن الصقيع " هاربا من فاشية الدكتاتور الدموي صدام حسين ، من هجمة اجهزته القمعية على اليسار العراقي وبشكل خاص على الشيوعيين اواخر عقد سبعينيات القرن الماضي ، عدا عن ذلك فهو شاعر بمذاق خاص وانسان بقيم ومبادئ راقية وهكذا قلت سأكتب عن عزيز السماوي وسيكون العنوان عزيز هو الذي مكث في القلب . وساستفيد من مقالي ثامر امين المذكورين في كتابة مقالتي بعد اضافة ذكريات شخصية عن لقاءات مع الشاعر . كتب الناقد الحاج امين عن السماوي : كان من اهم الشعراء المجددين في بنية القصيدة الشعبية . شاعر مثقف قرأ الادب الكلاسيكي . اضناه حب العراق الذي رأى فيه الطفولة والقيم والملاذ وكتب الاستاذ امين اشياء "جميلة" منها ذكرياته عن توزيعه بشكل سري ، بين زملائه الطلبة اليساريين في اعدادية الديوانية ، لديوان عزيز "اغاني الدرويش" وما لقيه من عنت وتعسف ، بعد انكشاف امره ، على ايدي الشرطة الطلابية المسماة زورا بالاتحاد الوطني لطلبة العراق ، انتهت الى فصله اسبوعا .(على ان تكون العقوبة اشد لو تكرر ذلك) .
واعود الى "لكن" مجددا . وماذا عن صديقي الاثير ثامر ؟ الا يغضب لتغيير عنوان مقالتي وسحبه منه ومنحه الى غيره ، او "يزعل"في الاقل .
اتصلت به بطريقة "التخاطر" ؛ وضعت صورته الشخصية وكتابه امامي ، وبلا مقدمات وحتى بلا تحية قلت له ما جال بخاطري ، وجدته مبتسما . بان على وجهه فرح جميل وصادق قال كلاما لم اسمعه كنت مشغولا بصفة طيبة جديدة ،اكتشفتها تلك اللحظة ، تضاف الى صفاته الانسانية النبيلة وهي
نكران الذات .



ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا