الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وصلنا وإلا بعد ...!!

هرمز كوهاري

2006 / 4 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل
هل وصلنا وإلا بعد شويه للجعب ...!!
لا زلت أذكر وسأبقى أذكر مقالات وقصص الكاتب الخالد [ ابو سعيد ] الشهيد عبد الجبار وهبي ، الذي إستشهد تحت تعذيب البعث المجرم ، كان له ركنا في جريدة [ إتحاد الشعب ] جريدة الحزب الشيوعي ، أيام ثورة 14 تموز المجيدة ، حتى بات كثيرا من المعادين للحزب ونهج الجريدة يقرأونها حبا لمقالاته وقصصه الرمزية الهادفة والجريئة ، وفعلا رأيت يوما شخصا بعثيا أعرفه رأيته منكبا على الجريدة المذكورة ، فإستغربت ، وإعتقدت أن ضميره قد إستيقظ!! فسألته مستغربا " عجبا صرتَ تقرأ إتحاد الشعب ؟؟ إبتسم وقال لي :" والله أخي بس على مود أبو سعيد !!. "

ومن قصصه العالقة بذاكرتي منذ ما يقارب على خمسين سنة ، قصة لم أذكر عنوانها ولكن أذكر موضوعها ، وتقول خلاصتها :
" طفلا كبر ووعى ، بدأ يسمع اللعنات على روح والده أينما حل وارتحل ، تصريحا أوتلميحا ،
أستفسر عن السبب وما فعله أبوه ليستحق كل هذا الذم وهذه اللعنات ، قيل له ، أنه كان ينبش قبورالموتى ويسرق أكفانها ! ، ومع إقتناع الطفل الذي أصبح شابا ، بأن عمل والده كان عملا مشينا ، إلا أنه كان يؤلمه ذلك ، ففكر بطريقة لتخليص روح والده المتوفى من كل هذه اللعنات ،وتوصل الى أن ،: يبدأ بنبش قبور الموتى وسرقة الاكفان وإدخال " خازوقا " في الجثة !! ، فلما سمع أهل القرية ، بدأوا يترحمون على والده ، ويقولون : " ألف رحمة على والده على الاقل كان يحترم جثة المتوفى ولم يمثل بها !! "
كتب الشهيد -أبو سعيد - هذه القصة عندما بدأت عصابات البعث باغتيالات الشيوعيين والديمقراطيين منذ أن بدأ عبد الكريم قاسم بالتراخي ورفعَ شعار عفا الله عما سلف ! تطبيقا لمبدأ التوازن !!، ولكن هل يمكن التوازن بين الرجعية والديمقراطية أو بين الحق والباطل ودون أن يعرف أن الرجعية في صراعها مع الديمقراطية لا تتوقف عند حد ولا تعرف التوازن ، بل الاستيلاء على السلطة ، ومع الاسف عرف بعد خراب البصرة كما يقولون .

فبدأ الناس آنذاك ، قسم منهم طبعا ، بدأوا يترحمون على أيام نوري السعيد !!

ذكرت هذه القصة ، عندما أسمع ، ومع مزيد الاسف ، أناسا معنا صفقوا وفرحوا لتحرير العراق من الطاغية وعصابته ، بدأوا يترحمون على أيام صدام ودكتاتوريته ، بالرغم من القبور الجماعية والانفال والاعدامات بالجملة بدون محاكمات ولو شكلية ! ودفن الاحياء والحروب العبثية التي أدت الى محو وإختفاء مواليد كاملة من الشعب العراقي في القبور الجماعية أو كمعوقين أو مهاجرين .كل هذا ويترحمون على تلك الايام !! فتصوروا كم بلغ اليأس بالناس الى أن بدأوا يترحموا على تلك الايام !! ويقولون على الاقل كنا نتجول في الشوارع ليلا ونهارا والمقاهي مفتوحة الى ساعات متأخرة ، ومحلات بيع المشروبات منتشرة في مختلف مناطق بغداد والمحافظات ، والطرق الخارجية بين المحافظات وبين العراق ودول الجوار آمنة والنساء والبنات سافرات في الشوارع والجامعات وفي دور السينما والمسارح دون خوف أو حذر من مليشيات ، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ! ويا ليت أن تكون هذه المليشات ، إن كان ولابد من وجودها ، أن تكون مهمتها الامر بالنزاهة والنهي عن القتل والاغتصاب والسلب والنهب ، وكان الوقود متوفر ولم يكن القتل على الهوية الطائفية ، بل قتل على معاداة السيد حفظه الله ورعاه !!أوحزبه القائد ، والعدو كان معروفا ومشخصا . وعند ما تناقشهم بأن هذه الاعمال آنية ووقتية ! يقولون ربما الى أن ينتهي االشعب !! ولأن ليس هناك دلائل الانفراج بل بالعكس التعقيد ومن سيئ الى أسوأ .

وبدأنا نرى على الساحة دكتاتوريين معممين ومنهم نزعوا العمامة وأطلقوا لحاهم وزينوا أصابهم بمحابس تقيهم شر إبعاد الطائفية والمليشيات التي باتت تحمي عروشهم وعمائمهم ولحاهم !و كراسيهم

إني لا أعني أيتام البعث والمستفيدين من ذلك النظام هذا شيئ طبيعي لا خلاف عليه والذين إنخرطوا في مليشيات الصدر وغيرها ، ولكن من المؤسف أن نسمع الترحمات من أعداء ذلك النظام يعني شيئ آ خر ، يعني وصول الحالة الى اليأس وفقدان الامل والدخول في نفق مظلم آخر ! لا يجدون من معين يستعينون به ، بعد أن أفشلوا التجربة التي حصلوا عليها ، التجربة التي تمنى غيرهم أن ينالها لو عرفو ا إستثمارها والانتفاع منها ، بلم الصفوف ونبذ التعصب الطائفي والعشائري والتخلف الديني ،والابتعاد عن مطلقي الشعارات الجوفاء الفارغة المغرضة ، والانانية والتكالب على الكراسي والكسب الحزبي الرخيص ، والسلب والنهب من المال العام من قبل المسؤولين قبل الموظفين الصغار واللصوص المحترفين ، لصوص النهار وليس لصوص الليل ، لصوص العمولات واللف والدوران على القوانين والمراسيم بمختلف التبريرات والتخريجات ، بالمكرمات لغير مستحقيها ، بل على أساس المحسوبية والمنسوبية والحزبية ، وجعل الدوائر والوزارات حزبية عشائرية عائلية!!! .

في الدول المتحضرة يستقيل كل مسؤول يفشل في مهمته خجلا ومعتذرا من الشعب ، مسؤولينا حاشا أن يخطأوا بل كل الاخطاء سببها الغير ، الامريكان ، الانكليز ، الاحتلال ، العهد السابق عملاء الصهيونية ..! ولكل خطأ بل الخطأ في مستوى الجريمة هيئوا له مبررا قبل القيام به وسان حالهم يقول : لولانا لكان لكان الخطأ ويقصدون الجرائم أعظم !! بل أنهم قللوا من نتائج جرائم الغير التي سببها و يسببها لهم ذلك الغير وهم مكلفون ! بمعالجتها !!! .

إذا علينا أن نصفق لهم ونرفع صورهم على كل حائط وفي كل منعطف ، كصور" بك برذر"

كثيرا من الناس تصوروا أن الديمقراطية ، تتحقق بالحريات ثم الانتخابات !، إن الديمقراطية تعني التغيير في سلوك وأخلاق الناس ، الديمقراطية بدأت بفصل الدين عن الدولة ، الديمقراطية تعتمد على قوة القانون لا قوة المليشيات ، الديمقراطية تلغى الطائفية والعنصرية والعشائرية والقبلية والتقاليد القديمة البالية المعيقة لتطور المجتمع .

إننا نبقى نتخبط الى أن نؤمن ونطبق هذه المبادئ عملا لا قولا وأكرر عملا لا قولا ،
إذا لم نفعل نحن و الساسة هذا ، سيبقى الوضع يسوء و يسوء أكثر مما هو عليه ويبدأ الكل لاسمح الله بالترحم على الايام التي فاتت ، كما ترحم أهل القرية على نابش القبور وسارق الاكفان بعد ان رأوا ولده ، إضافة الى نبشه القبور وسرقة اكفان الموتى يدخل خازوقا .. في الجثة !!.

وأقول هل وصل المتفائلون بعراق ديمقراطي يضاهي سويسرا والسويد في ديمقراطيته ويكون قدوة لدول المنطقة ، كما أريد له أن يكون :
" هل وصلنا أو بعد ؟ الى الترحم على أيام صدام أو بعد شويه للجعب ....!!
وارجو مخلصا الا نصل الى ذلك اليوم عاجلا أو آجلا ، الذي نترحم فيه على ايام صدام

======================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة