الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالطبع لنا عودة

كمال تاجا

2019 / 2 / 2
الادب والفن


بالطبع لنا عودة

بالطبع
لنا عودة
إلى شق أخاديد عميقة
في تراب ديارنا
بحثاً
عن إثبات وجودنا
-
عن وسيلة
للاحتفاظ بدفء
ثرانا الطاهر
لسكن أحفادنا
-
لنا عودة
إلى الأصول الراسخة
لوطنيتنا
فقد غلب التراث
على تاريخنا
-
ونحن نقف
كالطود المتين البنيان
في صف
علو شانا
-
كرسوخ
حضارة إنسانية مشرفة
سبقت كل الحضارات
لأوابد شامخة
أبد الدهر
-
كموطئ
تزاحم الأقدام
لأهالينا بالشام
-
بالطبع لنا عودة
بعد أن كتب لنا النجاة
ونحن نجوب
في أقاصي الأرض
بحثاً عن شتات
تمزقنا
-
ونحن نفقد فلذة أكبادنا
بالغرق
في أعالي البحار
-
بعد أن استغنينا
عن أطواق
نجاة خلبية
من سقط أيدي
العالم المتمدن
ساهمت بتخبطنا
وعجلت
في غرقنا
-
مع تحطم عظام
سواعدنا المنهكة
والتي كلت
من الطرق
على مسامع العالم
بجمال طلعة
ثورتنا
الخالية من إنشاب
أظافرنا
في أكف غيرنا
-
ونحن نعاني
من بلبصة عيوننا
ومن محاجرها
-
كي لا نرى
بالعين المجردة
حقوقنا
-
وحتى لا نتعرف
على حريتنا
في كل عتق
إخلاء سبيل
متأخر
عن أوقات
إطلاق سراحنا
-
ونحن من السكان
المقيمين
أبد الدهر
في غرف التفتيش
عن الحرية المخبوءة
في تلافيف مخ
سكناتنا
-
حتى نتتبع أوقات
أعلان هزائم
انكساراتنا
لنتعرف على أخبار
دنو أوقات
حتفنا
-
ونتلمس وبرؤوس أصابع
مقلوعة الأظافر
من نبش صخور
جدران السجون
بحثاً عن الذات
المفقودة
بالمنفردات
-
عن أيد بترت
لأهالينا
لمست صخور شواطئ
لم نعهدها من قبل
-
ورست صواري
زوارق مطاطية
جمعت رفاة
وفادنا
من الترحاب الدولي
في عمق الخضم
لأمواج متلاطمة
لأفواج بشرية منا
اندحرت قبلنا
-
ووصلت طلائع
سفرنا
في ترحالنا
إلى أراض نائية
لا يمكن أن يقطن فيها
غيرنا
لنقيم أود
جدب مسيرتنا
في الطواف
حول العالم
بحثاُ
عن لجوء إنساني
منصرف
عن لفت انتباهه عنا
-
ومهدنا تضاريس
سهوب جرداء
لننصب فيها خيام شتات
نفينا
-
وحتى ننسى
من أننا أصحاب
حق
قومي
في بلاد غيرنا
من السكان
سلب منا
-
بعد أن صرعنا
غول الزمهرير
بنفخ الدفء
في أكفنا
لنفرد أصابعنا
التي تقلصت من البرد
فلم تعد تفلح
في توجيه
طعن من خلف
لحضارة مزعومة
من المراوغة
عن الحق
-
فلبست معيشتنا
زوابع قصيرة
الحيلة
لترفع عن ثيابنا
في عز البرد
لتكشف عن سوءة
عيل صبرنا
-
بعد أن تقشرت جلود أولادنا
من أعباء
تبدل الطقس
وشاخوا قبلنا
-
وباتت حياتنا
تغرق
تحت الثلج
ليحفظوا رفاة
وجودنا
بين الحياة
والموت
كمحكومين بالأمل
في فريزة الصقيع
-
أيها الناس
اتركوا لنا خشونة
معيشة
هذه الكلاب المسعورة
والتي باتت
تأمن لصحبتنا
كحراس شتات
كأسلاك شائكة
للفلاة العالمية
كأعشاب يابسة
للسهوب
المكشرة
عن أشواكها
في لسعنا
بسياط
توزعنا في كل الأصقاع
العالمية
كسقط أيدي
إنسانية
ساقطة

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام