الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أجمل الحياة

عباس عباس

2019 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


خارج لعبة الكبار القذرين من قادة وسياسيين، هناك طرف قصيّ من الحياة تعيش فيه القلة من الناس اللامبالين أو نعتقد أنهم لامبالين!.. هم على الأغلب الفئة المسماه بالمتنورين، وأنا أطلق عليهم كلمة البوهيمين!..
هؤلاء يعيشون الواقع كما يرغبون لا كما نرغب أو ترغب الفئة الضارة بكل ماهو جميل!..
ليس فقط الحب وسيلتهم، ولا عشق الجمال مبتغاهم، ولا لحن أغنية متقنة كلمة ولحناً تطربهم، إنما كل هذه وغيرها من الإبداع الإنساني الرائع مجتمعة يجدونها في ذاك الطرف القصيّ، فيعيشونها بنشوة ذات صفاء!..
أعتقد أني عشت في ذاك الطرف القصيّ في فترة قصيرة من فترات العمر الذي إمتد أكثر من سبعة عقود، وأعتقد أنني لم أعش بعدها ما يدعوا للقلق، فقد أصبحت الحياة من بعد ذلك القلق نفسه!..
حاولت على فترات متقطعة أن أتقهقهر للعودة إلى ماكنت عليه، إلا أني لم افلح، وأظن أن الحجة إلى ذلك كانت غير مقنعة، وأن السبل كانت في غاية الغباء، ولم أدرك هذه الحقيقة إلا بعد فوات الآوان، ذلك عندما إلتقيت بوجه إمرأة علمتني كيف أعيش الحب!..
بعيداً عن ذاك الطرف ولمدة عقود، اصبحت أسمع خطاب سياسي تافه زغردة!..بل أصبحت الحياة في فوهة بندقية، وبرصاصة قناص، في الغالب هو أنا، أصيب بها رأس سياسي بارز أكرهه، فكل سياسي مهما كان وضعه، صديق أو عدو لم أتعلم منهم سوى الكره لدرجة العماء، حتى أصبح كل شئ من حولي يدور في بوتقة الأنا ذات النفس الكريه!..
وقد فات الآوان بعدما أتقنت جميع الأدوار، القناص والتابع، فأبحث عن القبح فأغتاله، وابحث عن اشباه الآلهة فاتبعهم، وتركت وجه المليحة التي ألهمتني كيف أعيش العشق.. ليغتالها غيري!..
واهمٌ أنا، أم أنا الوهم نفسه!..
لم أعد أتذكر الفيلسوف البوهيمي هنري موجيه ولا أتتبع اخبار من عشت معهم البساطة في خبز جاف وبنطال وسخ وشبب نصفه مهتري، بل لم أعد أقرأ البؤساء لهوغو، فقد اشغلتني عنهم التعصب القومي، ودفعتني لذلك كل أفَّاقٍ بحق أمتي التي لم تنال هي الأخرى من متاع الحياة إلا المرّ منه!..
فهل ابحث من جديد عن تلك السيدة التي وهبتني في يومٍ ما القليل من الشهد، أم أعاود البحث عن هنري موجيه وأبحث في مكتبتي عن هوغو من جديد؟..
أسئلة سهلة أما الإيجابة عنها تفرض العودة على البدء، إلى النهايات من قرن الماضي حين كنا نبحث عن ديمس روسس وهوبكنز ونحن لانملك ما نشتري به لغدنا ما نسد به الجوع وكنا في غاية السعادة!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل