الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصلحون أم مفسدون

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2019 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مصلحون أم مفسدون
بعد عام 2003 وبعد مجيء طبقة من السياسيين الجدد الى العملية السياسية والمصابين بعقدة الأضطهاد، تمكنوا من حكم البلد بطريقة المعارضة متناسين أنهم أصبحوا قادة البلد، وبسبب عدم ثقتهم بأنفسهم وبسبب عدم ثقة الجمهور بهم، راحوا يقودون البلد عبر الهاوية عن طريق تحصيل ما يمكن تحصيله من واردات الوطن، ومن ثم الهروب بمشهد أصبح متكرر دائما، هروب الوزير الفلاني أو عضو البرلمان أو الأداري المسؤول في موقع ما أو محافظ لمحافظة معينة، النتيجة مليارات الدولارات ذهبت في جيوب الفاسدين، وبعد أن عرف الشعب حقيقة النخب الحاكمة وبأنهم جميعاً مشتركين في عملية الفساد، عبر مافيات تابعة لأحزاب مشاركة في العملية السياسية، من دون خوف أو رادع، حتى أصبح البعض منهم يتبجح دون خوف بفساده وبصورة علنية وعبر شاشات التلفاز، من كل هذا نستنتج أن الجمهور بات يعرف حقيقة النخب الحاكمة، وبغية استدراج بسطاء الناس وكسبهم وإعادة ثقة الجمهور بهذه النخب الفاسدة، ظهر لنا حديثاً مصطلح (المصلح) وبات أكثر من زعيم يتناول هذا المصطلح وينسبه الى نفسه بأعتباره زعيم للاصلاح، والحقيقة الراسخة كما يقول الله في كتابه العزيز في سورة البقرة اية رقم 11و 12:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ
الأمر ينطبق على النخب الحاكمة هذا اليوم بعد أن أصبح فسادهم واضح للعيان راحوا يقولون أنهم مصلحون والحقيقة الدامغة أنهم هم المفسدون، والدليل على ذلك لم يقدموا فاسداً واحداً الى العدالة منذ عام 2003 الى يومنا هذا، فهل من المعقول بعد كل هذا نطلق عليهم لقب المصلح، والمصلح مثل ما معروف هو من يصلح ما فسد، فهل استطاع هؤلاء المصلحون من اصلاح أحزابهم أو من ينتمون اليهم أو على الأقل محاسبة أنفسهم على أخطاء ارتكبوها هم أو من والاهم، والأهم من ذلك هل أعتذر هؤلاء عن مليارات الدولارات التي سرقت وعن الخراب الذي عم في البلد، الجواب حتما لا، ما زالت هذه الأحزاب هي المسيطرة على مقدرات البلد، ما زالت تسرق واردات النفط وما زالت تسرق واردات الموانيء والكمارك، أما الدولة فهي مشغولة بتشكيل ابواب فساد جديدة عبر مجالس عليا للقضاء على الفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث