الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسيم يوسف/ يؤكد وسامته و ينكر أخلاقه

عماد نوير

2019 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



في البلدان الإسلامية و العربية بصورة خاصة، هناك بديهيات و ثوابت لا يمكن تجاهلها، و تكون هي الفيصل في حسم الأمور الشائكة، و العلاج الأخير لكل داء طارئ.
فرجل الدين و شيخ القبيلة و حاكم الولاية و حكيم القوم، كلهم لهم القول الذي يُتّخذ حجة و يقاس مرآة يعكس أخلاق مَن يحتذون بمنهجه و حنكته و ذكائه.
العرب يتشدّقون بأنهم استحوذوا على كل الصّفات الحميدة على هذا البسيطة، فهم الشّجعان، و هم الكرماء و الأسخياء، و هم أهل السماحة و المرؤة و العفو عند المقدرة، و هم أهل الشّيمة و النّخوة و الغيرة و الإباء، و هم أهل الأمانة و الصّدق و السّلام، و هم أهل العفاف و الرفعة، و هم أهل الرقة و العذوبة و الغزل الجميل، و هم أهل الشعر و الأدب و الحرف الخميل.!
و هم و هم... حيث لم يبقوا لغيرهم من الأمم خصلة محمودة و لا منقبة ممدودة إلّا و احتكروها لذاتهم العظيمة، و عيّشوا الأمم الأخرى في فقر خلقي و فراغ أدبي.
لقد نشأنا على هذه الثقافة منذ الصغر مصدقين كل ما امتلأت به صحف الأولين و الآخرين و المحدثين، حتى إذا وقع بين أيدينا مدح و تعظيم لأمة ما أصابتنا نوبة من الضحك و الاستهزاء، و بتنا و البعض منّا إلى اليوم يصدّق أنه السّيّد و غيره وضاعة الأقوام و أقزام البشر، هذه الثقافة مازالت ممتدّة حتى هذه الساعة، يتطاول بها الأقحاح على غيرهم من سائر الناس.
و للواقع رأي آخر و حديث مغاير، فالعرب أمة مغلوبة على أمرها، تدّعي ما ليس فيها، يتمسكون بكتاب الله على الشكل الذي يريدون، و بالصيغة التي يتمنون، شرّعوا الأحكام، و غيّروا السّير، و خالفوا المنهج القويم، كل ذلك باسم الدين..!
يكذبون و ينافقون و يدلسون و يزييفون و يداهنون و يراوغون و يفترون، كل ذلك لمصالح شخصية و منافع مادية فردية تحت عباءة الدين، و اسم الإله الخالق العظيم.
و رجل الدين هو النموذج الذي يحتذي به العربي، و يتبع أوامره و نواهيه التي استنبطها من كتاب الله جل في علاه، أو هكذا فهمنا!
و عندما يكون رجل الدين موضع شبهة و تساؤل و سخرية، يكون هناك مدخل كبير للتساؤل إلى مابعد خرافات و كذب هذا الرجل و غيره من المئات، و كيف يمكن أن يثق الفرد بإرث أبائه و أجداده الذي وصله ملائكيا شفافا يعبق بأريج الرجولة و الصّدق و باقي الصفات الحميدة، و كيف للرجل غير العربي أن يصدق أننا خير أمة أخرجت للناس.
الشيخ الدكتور وسيم يوسف، أمام جامع و مقدّم برنامج ديني يُستفتى فيه من كل أرجاء المعمورة، و إرشاد الناس إلى دينهم بالشكل الصحيح، يخرج على الشاشة و أمام الملايين يشتم و يسب و يلعن دولة عربية مسلمة بشعبها و حكامها، ليس لظلم أو مفسدة في الأرض أو حكم شرعي، لا أبدا، فقط لأن فريق لكرة القدم من تلك الدولة قد فاز على فريق لكرة القدم من الدولة التي ينتمي إليها..!
فكان أن جرّد الأسلام من سماحته التي نادى بها سنينا، و أظهر العربي بمظهر المنافق، الذي لا يعرف الحلم و الكياسة و المرؤة و و و كل ما حاول الشيخ الدكتور أن يروجه يوما عن أمة ميزها الله بالخير عن سواها من الأمم.
قد يقول البعض الفرد ليس الأمة كلها، و خصالها و مناقبها محفوظة و لو أخطأ أولادها في ظروف ما! نعم قد يكون ذلك و لكن هذا مثال عن سوء و كذب رجل الدين، أمّا باقي الأراجيف و الترهات لو بحثنا و دققنا جيدا لوجدنا العجب العجاب، و عليّة القوم عندنا من الدعاة و المشايخ و الواعظين يغرقون في تناقضات و مؤاخذات تسقط عن أمتنا هذه الحصانة التي يعتقدونها، و هذا الاعتقاد في علو النسب، فكلنا لآدم و آدم من تراب.
عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رجل الدن
Nova Oraha ( 2019 / 2 / 3 - 21:59 )
رجل الدين مهنة يرتزق منها الرجل يجني منها المال لكي يعيل نسهوعائلته ولكل مهنة اسلوبها في ذلك الامر فلا غرابة بالموضوع

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من