الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للبيع: دستور لم يستخدم من قبل

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 2 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يبدو أن الشعب سيخسر معركة الدستور لصالح الرئيس وجماعته كما هو الحال في جميع معاركه من تعليم وصحة واقتصاد وحريات مع هذا النظام الذي يصر على الضرب بحقوق الشعب ورغباته عرض الحائط.
ولذلك ولأن الرئيس ليس لديه أي حلول عملية لأي مشكلة يعاني منها الشعب ولأنه يطالبنا بإيجاد حلول بدلا عنه مع اصراره على البقاء على رأس السلطة وحتى الممات فسأقترح عليه بيع الدستور الذي أنفقت فيه الدولة الملايين سواء في تشكيل اللجنة التي قامت بكتابته أو في الاستفتاء عليه في عام 2014 ليتم وضعه في الأدراج مغلقا على ما فيه دون أن يتم تطبيق بنوده على أرض الواقع والأن يتم الدفع باتجاه تعديل أفضل بنوده لصالح صناعة الرئيس الفرعون الرب الآله.
ولأن الدستور ومعه القوانين كلها كانت عرضة للخرق والاهمال والتجنيب طوال السنوات السبع الماضية فالأفضل أن يتم استبعادها بشكل كامل واعلان مصر ملكا خالصا للعسكر وشعبها عبيدا وأملاكا شخصية لهم يجوز لهم التصرف فيهم بحسب ما يترائى لهم بدلا من الاصرار على أداء مسرحيات هزلية لا تقنع أحدا يحاول فيها النظام اقناع نفسه بأنه نظام شرعي له مؤسسات شرعية يحكم بالقانون والدستور.
إن ما يفعله السيسي منذ اليوم الأول لتوليه السلطة ينحصر في الاستيلاء بشكل كامل على السلطات والتحكم بشكل كامل في موارد البلاد هو والمؤسسة العسكرية واغراق الشعب في المشكلات من بطالة وغلاء وفقدان للخدمات من تعليم ورعاية صحية، وغسيل عقول الغالبية العظمى من ابناء هذا الشعب بواسطة اعلامه المسيس وتشويه أي صوت معارض، والتنكيل بشكل فادح بكل من يعارض هذه الأفعال، فضلا عن اغراق البلاد في الديون لقرون مقبلة.
إن نظام السيسي لا يتقن الا قلب الحقائق والتلبيس والتدليس على الشعب حيث يتم الخلط بشكل دنيئ بين السلطة والدولة واعتبار أن من يريد محاسبة السلطة أو ينتقدها يسيء الى الدولة نفسها على الرغم من ان بقاء هذا النظام هو أبلغ اساءة للدولة وتاريخها وشعبها فلم يحدث أن أعلن أي رئيس دولة في كافة المحافل الدولية أنه يحتقر شعبه ويجده غير أهل لنيل حقوقه التي ينالها غيره من الشعوب حيث أنه له "طبيعة خاصة" من وجهة نظره تجعل من قمعه وقهره وحتى نهبه حلالا للنظام لا ينبغي أن يعارضه فيه أحد!
إن الكارثة الكبرى تكمن في ماسحي الأحذية وحملة المباخر الذين يزينون للفرعون جرائمه في حق البلاد والشعب للحفاظ على مصالحهم الخاصة التي لم يكونوا يتحصلون عليها في ظل وجود نظام يتمتع بالنزاهة ويحترم الشعب.
والكارثة أن هؤلاء يطلقون على انفسهم "عشاق مصر" و "حماة مصر" و "مستقبل الوطن" وغيرها من الأسماء الطنانة وما يعشق هؤلاء الا انفسهم وما ينالهم من مكاسب وما يتساقط عليهم من فتات الموائد.
إن التاريخ يعلمنا أنه كلما سعى الديكتاتور للاحكام على كل السلطات والامساك بكل الخيوط في يديه كلما عجل ذلك بنهايته لم ولن يوجد أي استثناءات لهذه القاعدة.
إن السلطة تسكر من يمسك بها حتى يظن أن بامكانه فعل كل ما يشاء أمنا من أي محاسبة ولذلك يستمر في السير على نفس النهج وحتى اللحظة التي تنقلب عندها كل الموازين ويصير الأمر للشعب الذي افرط في اهانته والاستهانة به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت