الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة بسام الراوي... الخيانة ام الهروب من الجحيم؟

نوار مهدي النجار

2019 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انهال الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وحتى بعض المحللين الرياضيين في العراق بالسب والشتم على مدافع منتخب قطر بسام الراوي ذو الاصول العراقية لتسجيله هدف وحيد ضد بلده السابق العراق كان كافيا ليقصي اسود الرافدين ويقتل احلامهم وطموحهم في البطولة الأممية بنسختها السابعة عشر، بل ان البعض راحوا ابعد من ذلك واتهموه ب "الخيانة" وان احتفاله بالهدف والفوز كان مستفز لمشاعر الشعب العراقي.
لا يختلف اثنين من المختصين والمتابعين في الشأن الرياضي ان طريقة احتفاله لا تنسجم مع الاخلاق الرياضية وان العديد من اللاعبين رفضوا الاحتفال عند تسجيلهم على فرقهم السابقة احتراما ل " العشرة" ومشاعر الجماهير.
لكن هذا التصرف لا يتعدى كونه تصرف شخصي للاعب شاب اختلطت لديه الفرحة مع الرغبة في إثبات خطأ الإدارة المعنية في العراق في التفريط في مواهبه.
وضعت فرحة بسام وحسرة العراق اليد على جرح غائر في العمق، لماذا يطرد العراق الكفاءات ولا يستطيع اكتشاف المواهب، بل ويدفنها تحت التراب؟
ممكن ان تأخذ جولة بسيارتك في شوارع أي مدينة في بغداد لتجد ان الصبية والشباب وحتى الشيب يستغلون الساحات والازقة لممارسة هوايتهم الوحيدة وهي كرة القدم فنادرا ما تجد أحد يناقشك في تفاصيل لعبة غيرها، الالف من مواهب كرة القدم الواعدة في الفرق الشعبية والتي تحتاج الى قليل من الاهتمام ومدرسة نموذجية كالتي أسسها المرحوم عمو بابا ليحصل العراق على مئات من "البسامين".
لعدة أسباب تم نفي بسام الراوي كما نفي قبله الجواهري وزها حديد وعبد المنعم السبتي خارج العراق مع قرابة الاربع ملاين مهاجر خارج العراق وداخله بينما هناك أزمة كفاءات خانقة في العراق حتى وصل الحال ان يعجز الاتحاد العراقي من الإتيان بحارس مرمى يصد ضربات المهاجمين او حتى المدافعين " لا يهش ولا ينش."
المناصب من اعلى الهرم نزولا حتى المناصب الصغيرة دخلت البورصة والمزايدات والمضاربات والسوق السوداء، بل ان الظاهرة توسعت لتشمل بيع وتقسيم اراضي الدولة وممتلكاتها. كل منصب تم بيعه لشخص غير كفؤ محسوب على هذه الجهة او تلك يقابله كفائه او موهبة تهرب خارج العراق بعد ان اضناها اليأس في ايجاد مكان يفجر مواهبها وابداعاتها بدون ان يتوسط " الشيخ" او " الحجي" او "السيد" او يدفع مبلغ قد يصل الى عدة” شدات" ليحصل على مكان في هذه الدولة. اصبحت المحاصصة الكريهة او التوافق كما يحلو للسياسيين تجميلها تطبق على صدورنا وتصيب مفاصل الدولة بالشلل التام كما يجهز "الجيثوم" على صدر تارك الصلاة.
العراق استثمر من عام 2015 لغاية 2019 ما يقارب 150 ترليون دينار بدون ان تحدث هذه المبالغ الضخمة فارق ملموس في تعظيم الواردات حيث لم تزد واردات 2019 عن واردات 2015 سوى 9 ترليون خلال خمس سنوات مع جيوش من العاطلين عن العمل ومئات المشاريع المتلكئة بالإضافة موجة من الازمات بدون حلول, ازمة السكن وأزمة الاختناقات المرورية, حتى انتهى بنا الحال الى القاء القاذورات والملوثات ومياه الصرف الصحي مباشرة في نهري دجلة والفرات ثم يضخ الماء من جديد كمياه صالحة للشرب وكأنما نحن نشرب الماء المخلوط ببرازنا وفضلاتنا, هكذا استثمرنا اموالنا واموال الأجيال القادمة التي عليها ان تدفع ديون وعجز وصل الى ما يزيد عن 122 مليار دولار نهاية عام 2017 حسب تقارير دائرة الدين العام والرقم قابل للزيادة "الحبل على الجرار."
هل علمت يا صديقي "الفيسبوكي" الناقم على بسام لماذا يحب بسام قطر ويفرح بفوزها حتى على بلده الام لأنه ببساطة الام التي تربي وليست التي تلد والوطن هو الذي تجد فيه الامان والفرصة الحقيقية للأبداع وإطلاق المواهب وليس المكتوب في شهادة الميلاد. العراقيون لا يشعرون بالمواطنة على الرغم من ترديدهم شعارات الوطنية كثيرا ولديهم انكسار وهزيمة داخلية بسبب إخفاقات الدولة وانسلاخها عن توفير ابسط الواجبات.
يقول اللاعب الدولي الارجنتيني ونجم برشلونة انه كان يعاني من شلل الاطفال لكنه وجد من يرعاه حتى أصبح أسطورة بينما يحلم شبابنا الأصحاء والاذكياء والموهوبين بنصف فرصة وبنص ما يحصل عليه أقرانهم في دول العالم المتحضر. كل انسان يحلم في بيئة مناسبة للعيش وانت يا بغداد فقد جعلوك اسوء عاصمة للعيش.
يحاول مجموعة القابضين على سدة الحكم ان يوهموا الشعب ان سبب اخفاق المنتخب هي خيانة بسام الراوي وليس سنين من التقاعس والفساد والشخص السيء في المنصب المهم. يصورون الوطن هو التراب وأننا يجب ان نضحي ونتحمل اخفاقاتهم وسوء ادارتهم واقصائهم للرجل المناسب من المكان المناسب. يحولون أنظار المحاسبة عن أي مشروع فاشل الى عدو وهمي لكيلا يتم محاسبة الجناة. ويطلبون منا ان نشرب الفضلات بدل الماء ونسكت ومن يخرج يطالب بحقه يرمى بالرصاص الحي ذلك الرصاص والذخيرة التي يدفع الشعب ثمنها من الموازنة الاستثمارية، هل علمت سيدي اين ذهبت ترليونات الموازنة الاستثمارية؟ نعم استثمرها قادة الظلام لكي تبقى العروش لأصحابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة