الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مركب النسيج بفاس (كوطيف) : دروس هزيمة عمالية

المناضل-ة

2006 / 4 / 20
الحركة العمالية والنقابية


اقدمت ادارة شركة كوطيف على تسريح ازيد من 500 عامل تحت يافطة : إعادة هيكلة الشركة وتأهيلها امام المنافسة وغزو المنتجات الخارجية ذات التكلفة والأسعار المتدنية ، وقلة الطلبيات … وهو ما خلف استياء عماليا عارما ، خصوصا بعد ان ضغطت ادارة الشركة والسلطات والأجهزة النقابية من اجل قبول العمال لتعويضات بؤس هزيلة مقابل تسريحهم النهائي. ان لتسريح عمال كوطيف في هذا الوقت بالذات اكثر من دلالة امام إمعان الاجهزة النقابية في نزع سلاح المقاومة من أيدي عمالها ، مقابل صمت مخجل لأصوات "التقدميين" ، فيما أبواق الليبراليين تنشر هالة من الأكاذيب عن إيجابيات مزعومة للعولمة الراسمالية وتحرير السوق ، تماما كما غيوم المغيب البرتقالية اللون التي تضفي ألقها وبريقها ولو على المقصلة.

أزمة متفاقمة باستمرار والعمال حطبها

تأسست شركة كوطيف سنة 1970 ويوجد مقرها بالحي الصناعي سيدي ابراهيم ، وتشغل حوالي 886 عامل وإطار وهي شركة تساهم الدولة بنسبة 98،52 من رأسمالها ، ويتوزع العاملين بها على خمسة أقسام :

قسم التهييء للنسيج

قسم النسيج

قسم الصباغة

قسم الغزل

قسم خيط الخياطة
وردت الشركة ضمن اللائحة الاولى من المنشات العمومية المعروضة للخوصصة في سنة 1989 ، بعد تراجع مردوديتها وتفاقم مشاكلها ، ولم تكلف ادارة الشركة نفسها عناء حل مشاكلها ، غير التلويح بتفويتها للخصخصة كمخرج وحيد من الأزمة المستفحلة بها.
ان المشاكل المتفاقمة بشكل تدريجي سبق وان نبه لها العمال من خلال رسائلهم وبياناتهم واشكالهم النضالية والتي لم تلق جوابا من ادارة الشركة والوزراء المتعاقبين على مجلس إدارتها ، ما عدا لغة الوعود "المطمئنة".
وقد شخص العمال مشاكل الشركة في :

اهتراء الآلات والمعدات وتجاهل تجديدها من طرف ادارة الشركة

تراكم تدريجي لديون الشركة

تأخير اداء أجور العاملين بالشركة

تماطل ادارة الشركة في اداء فواتير الكهرباء
وبدل ان تعمل ادارة الشركة على حل مشاكل الشركة فإنها عملت على تصعيد هجومها على حقوق العمال من خلال :
- التخفيض التدريجي لساعات العمل
حرمان العمال من الامتيازات المنتزعة منذ بدايات تأسيس الشركة كالتعويض الممنوح للعمال ذوي الأبناء المتمدرسين عند بداية كل دخول مدرسي …
عدم اداء مستحقات التقاعد التكميلي
عدم اداء مستحقات التعاضدية الطبية
عدم اداء مستحقات الضمان الاجتماعي.

معركة عمالية واحدة تخمدها الوعود الكاذبة لادارة الشركة

امام الهجوم المتواصل على حقوقهم خاض عمال كوطيف خلال شهري شتنبر وأكتوبر 2004 إضرابا لمدة ساعة من 11 الى 12 زوالا كل يوم اثنين نظموا من خلاله وقفات احتجاجية داخل الشركة رفعوا من خلاله شعارات تندد بالإجهاز على حقوقهم وبالأزمة المستفحلة بالشركة ، وقد تميزت معركتهم هذه المرة بالوحدة النقابية والتي تعد استثناء في الوضع النقابي الراهن : انخراط جل النقابات في هذه المعركة المصيرية الواحدة وبلافتات وشعارات مشتركة. حيث انخرط العمال المنضوون تحت لواء المركزيات النقابية : الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديموقراطية للشغل والفيدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب في هذا الإضراب.
امام الوحدة العمالية المتشبثة بمطالبها خلال هذا الإضراب أبرمت ادارة الشركة مع ممثلي العمال اتفاقا بتاريخ 13 أكتوبر 2004 يقضي بتلبية مطالب العمال مقابل إنهاء العمال لإضرابهم ، وستكفي مدة الثمانية اشهر اللاحقة بعد توقيع الاتفاق لتكشف للعمال نية الباطرونا الحقيقية حيث سيتم تسريح ازيد من 500 عامل.

الاجهزة النقابية تكبح زناد مقاومة العمال

تحت ذريعة إفلاس الشركة بفعل غزو منتجات النسيج الخارجية للسوق المحلية وعجز الشركة عن المنافسة اقدمت ادارة الشركة على تسريح 502 عامل بالشركة مقابل تعويضات هزيلة عن تسريحهم عن العمل. وقد ضغطت الاجهزة النقابية الى جانب السلطات المحلية وادارة الشركة على العمال من اجل قبول هذه التعويضات وهو ما خلف استنكارا من طرف بعض النقابيين الذين أدانوا علانية تواطؤ الاجهزة النقابية التي كان من المفترض ان تقف في صف العمال وتتمسك بمطالبهم ، لا ان تقف في صف أعدائهم ، غير ان هذه الأصوات سرعان ما تم إسكاتها بلغة التهديد. كما ان الاجهزة النقابية وادارة الشركة ضغطت بكل ما أوتيت من سلطة من اجل قبول العمال للتعويضات ودون الدخول في أي معركة .
وقد ضغطت الاجهزة المحلية للمركزيات النقابية الاتحاد المغربي الشغل والفدرالية الديموقراطية للشغل على العمال من اجل قبول هذه التعويضات. اما موقف الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل الملتوي فلا يبتعد كثيرا عن موقف الاجهزة الاخرى : حيث تمسك "بعدم الاستغناء الكلي عن قسم الغزل والاكتفاء فقط اذا ما دعت الضرورة الى ذلك بالاستغناء عن بعض العمال عن طريق المغادرة الطوعية "(*).

دروس هزيمة عمالية لا غنى عنها مستقبلا

ان تسريح عمال كوطيف أبان عن مدى الضعف والعزلة التي تعانيها الحركة النقابية بالمغرب في الوقت الراهن : معارك عمالية معزولة تتبدد بفعل المؤامرات وانعدام تقاليد التضامن وتجارب الكفاح الوحدوي وهو ما يلقي على عاتق مناضلي الطبقة العاملة مسؤوليات مضاعفة وبذل جهود حثيثة لمجابهة الهجوم النيوليبرالي على حقوق عموم الكادحين من خلال:

الدفاع عن الوحدة العمالية والتعريف بضرورتها بين القواعد العمالية للنقابات المتعددة داخل المنشاة الواحدة وذلك بالنقاشات المستمرة واستعمال كل الوسائل المتاحة : بيانات ، نشرات ، مطبوعات ، …

الدفاع عن الديموقراطية الداخلية وتقرير العمال لكل خطواتهم بانفسهم ، بدل الارتكان للقرارات الفوقية للاجهزة النقابية.

التشهير بالاضطهاد الذي يتعرض له المناضلون النقابيون الكفاحيين بكل الاشكال (وقفات تضامنية، عرائض تنديد ، بيانات تضامن …)

خوض حملات محلية ووطنية يشارك فيها عموم المناضلين والمنظمات والتيارات السياسية المناضلة للدفاع عن العمال المسرحين وتنسيق الجهود مع حركات العاطلين وانوية مناهضة العولمة الراسمالية .
ضرورة الانخراط في النضال ضد العولمة الراسمالية وآثارها المدمرة ، وضد اتفاقات الشراكة والتبادل الحر حيث يعتبر قطاع النسيج أول متضرر من السياسات النيوليبرالية المنتهجة .فقطاع النسيج يعتبر أول مشغل في الصناعة التحويلية : يشغل ما يزيد عن 200 ألف عامل ويليه قطاع الصناعة الغذائية حوالي 100 ألف أجير.

مناضل عمالي







يناير 2006
المناضل-ة عدد: 10



اقدمت ادارة شركة كوطيف على تسريح ازيد من 500 عامل تحت يافطة : إعادة هيكلة الشركة وتأهيلها امام المنافسة وغزو المنتجات الخارجية ذات التكلفة والأسعار المتدنية ، وقلة الطلبيات … وهو ما خلف استياء عماليا عارما ، خصوصا بعد ان ضغطت ادارة الشركة والسلطات والأجهزة النقابية من اجل قبول العمال لتعويضات بؤس هزيلة مقابل تسريحهم النهائي. ان لتسريح عمال كوطيف في هذا الوقت بالذات اكثر من دلالة امام إمعان الاجهزة النقابية في نزع سلاح المقاومة من أيدي عمالها ، مقابل صمت مخجل لأصوات "التقدميين" ، فيما أبواق الليبراليين تنشر هالة من الأكاذيب عن إيجابيات مزعومة للعولمة الراسمالية وتحرير السوق ، تماما كما غيوم المغيب البرتقالية اللون التي تضفي ألقها وبريقها ولو على المقصلة.

أزمة متفاقمة باستمرار والعمال حطبها

تأسست شركة كوطيف سنة 1970 ويوجد مقرها بالحي الصناعي سيدي ابراهيم ، وتشغل حوالي 886 عامل وإطار وهي شركة تساهم الدولة بنسبة 98،52 من رأسمالها ، ويتوزع العاملين بها على خمسة أقسام :

قسم التهييء للنسيج

قسم النسيج

قسم الصباغة

قسم الغزل

قسم خيط الخياطة
وردت الشركة ضمن اللائحة الاولى من المنشات العمومية المعروضة للخوصصة في سنة 1989 ، بعد تراجع مردوديتها وتفاقم مشاكلها ، ولم تكلف ادارة الشركة نفسها عناء حل مشاكلها ، غير التلويح بتفويتها للخصخصة كمخرج وحيد من الأزمة المستفحلة بها.
ان المشاكل المتفاقمة بشكل تدريجي سبق وان نبه لها العمال من خلال رسائلهم وبياناتهم واشكالهم النضالية والتي لم تلق جوابا من ادارة الشركة والوزراء المتعاقبين على مجلس إدارتها ، ما عدا لغة الوعود "المطمئنة".
وقد شخص العمال مشاكل الشركة في :

اهتراء الآلات والمعدات وتجاهل تجديدها من طرف ادارة الشركة

تراكم تدريجي لديون الشركة

تأخير اداء أجور العاملين بالشركة

تماطل ادارة الشركة في اداء فواتير الكهرباء
وبدل ان تعمل ادارة الشركة على حل مشاكل الشركة فإنها عملت على تصعيد هجومها على حقوق العمال من خلال :
- التخفيض التدريجي لساعات العمل
حرمان العمال من الامتيازات المنتزعة منذ بدايات تأسيس الشركة كالتعويض الممنوح للعمال ذوي الأبناء المتمدرسين عند بداية كل دخول مدرسي …
عدم اداء مستحقات التقاعد التكميلي
عدم اداء مستحقات التعاضدية الطبية
عدم اداء مستحقات الضمان الاجتماعي.

معركة عمالية واحدة تخمدها الوعود الكاذبة لادارة الشركة

امام الهجوم المتواصل على حقوقهم خاض عمال كوطيف خلال شهري شتنبر وأكتوبر 2004 إضرابا لمدة ساعة من 11 الى 12 زوالا كل يوم اثنين نظموا من خلاله وقفات احتجاجية داخل الشركة رفعوا من خلاله شعارات تندد بالإجهاز على حقوقهم وبالأزمة المستفحلة بالشركة ، وقد تميزت معركتهم هذه المرة بالوحدة النقابية والتي تعد استثناء في الوضع النقابي الراهن : انخراط جل النقابات في هذه المعركة المصيرية الواحدة وبلافتات وشعارات مشتركة. حيث انخرط العمال المنضوون تحت لواء المركزيات النقابية : الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديموقراطية للشغل والفيدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب في هذا الإضراب.
امام الوحدة العمالية المتشبثة بمطالبها خلال هذا الإضراب أبرمت ادارة الشركة مع ممثلي العمال اتفاقا بتاريخ 13 أكتوبر 2004 يقضي بتلبية مطالب العمال مقابل إنهاء العمال لإضرابهم ، وستكفي مدة الثمانية اشهر اللاحقة بعد توقيع الاتفاق لتكشف للعمال نية الباطرونا الحقيقية حيث سيتم تسريح ازيد من 500 عامل.

الاجهزة النقابية تكبح زناد مقاومة العمال

تحت ذريعة إفلاس الشركة بفعل غزو منتجات النسيج الخارجية للسوق المحلية وعجز الشركة عن المنافسة اقدمت ادارة الشركة على تسريح 502 عامل بالشركة مقابل تعويضات هزيلة عن تسريحهم عن العمل. وقد ضغطت الاجهزة النقابية الى جانب السلطات المحلية وادارة الشركة على العمال من اجل قبول هذه التعويضات وهو ما خلف استنكارا من طرف بعض النقابيين الذين أدانوا علانية تواطؤ الاجهزة النقابية التي كان من المفترض ان تقف في صف العمال وتتمسك بمطالبهم ، لا ان تقف في صف أعدائهم ، غير ان هذه الأصوات سرعان ما تم إسكاتها بلغة التهديد. كما ان الاجهزة النقابية وادارة الشركة ضغطت بكل ما أوتيت من سلطة من اجل قبول العمال للتعويضات ودون الدخول في أي معركة .
وقد ضغطت الاجهزة المحلية للمركزيات النقابية الاتحاد المغربي الشغل والفدرالية الديموقراطية للشغل على العمال من اجل قبول هذه التعويضات. اما موقف الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل الملتوي فلا يبتعد كثيرا عن موقف الاجهزة الاخرى : حيث تمسك "بعدم الاستغناء الكلي عن قسم الغزل والاكتفاء فقط اذا ما دعت الضرورة الى ذلك بالاستغناء عن بعض العمال عن طريق المغادرة الطوعية "(*).

دروس هزيمة عمالية لا غنى عنها مستقبلا

ان تسريح عمال كوطيف أبان عن مدى الضعف والعزلة التي تعانيها الحركة النقابية بالمغرب في الوقت الراهن : معارك عمالية معزولة تتبدد بفعل المؤامرات وانعدام تقاليد التضامن وتجارب الكفاح الوحدوي وهو ما يلقي على عاتق مناضلي الطبقة العاملة مسؤوليات مضاعفة وبذل جهود حثيثة لمجابهة الهجوم النيوليبرالي على حقوق عموم الكادحين من خلال:

الدفاع عن الوحدة العمالية والتعريف بضرورتها بين القواعد العمالية للنقابات المتعددة داخل المنشاة الواحدة وذلك بالنقاشات المستمرة واستعمال كل الوسائل المتاحة : بيانات ، نشرات ، مطبوعات ، …

الدفاع عن الديموقراطية الداخلية وتقرير العمال لكل خطواتهم بانفسهم ، بدل الارتكان للقرارات الفوقية للاجهزة النقابية.

التشهير بالاضطهاد الذي يتعرض له المناضلون النقابيون الكفاحيين بكل الاشكال (وقفات تضامنية، عرائض تنديد ، بيانات تضامن …)

خوض حملات محلية ووطنية يشارك فيها عموم المناضلين والمنظمات والتيارات السياسية المناضلة للدفاع عن العمال المسرحين وتنسيق الجهود مع حركات العاطلين وانوية مناهضة العولمة الراسمالية .
ضرورة الانخراط في النضال ضد العولمة الراسمالية وآثارها المدمرة ، وضد اتفاقات الشراكة والتبادل الحر حيث يعتبر قطاع النسيج أول متضرر من السياسات النيوليبرالية المنتهجة .فقطاع النسيج يعتبر أول مشغل في الصناعة التحويلية : يشغل ما يزيد عن 200 ألف عامل ويليه قطاع الصناعة الغذائية حوالي 100 ألف أجير.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وجه سياسي جديد لبريطانيا.. العمال يسحقون المحافظين في نتيجة


.. زعيم العمال -ستارمر- يصل إلى قصر باكنغهام ليُكلف من الملك تش




.. نايجل فاراج: الحكومة العمالية المقبلة ستكون في ورطة قريبا


.. السودان.. نقابة الصحفيين: 90% من الصحفيين فقدوا وظائفهم وأمل




.. مني عبد الوهاب: نعتمد على خبرات العاملين بالشركة المتحدة في