الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام المنفلت والسلاح المنفلت

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2019 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الإعلام المنفلت والسلاح المنفلت
ثمة خصائص معينة للبيئة السياسية في العراق قبل عام 2003 إذ تركزت السلطة عسكرياً ومدنياً وأمنياً في شخص رئيس الدولة، وكان يزاول صلاحياته المطلقة من خلال العنف والقمع من أجل الحفاظ على نظامه السياسي، هذه المركزية المطلقة أو ما يسميه افراد المجتمع العراقي بالنظام الدكتاتوري، أدى الى نشوء أسرة حاكمة سميت فيما بعد بالعائلة الحاكمة، بالنتيجة أن هذه الأسرة ومن أجل ديمومة بقائها أعطت أهمية أستثنائية للأجهزة القمعية على حساب الأجهزة التي تعمل لصالح المجتمع اقصادياً وثقافياً، بالنتيجة غابت عنا ولعقود طويلة القوى الوطنية المعارضة للنظام نتيجة لفترات القمع الطويلة، حيث اصبح الحاكم له السلطة المطلقة حتى انه انتخب حاكماً مطلقاً مدى الحياة في مفارقة عجيبة، على اثر ذلك كان المثقف العراقي يكتب في كل شيء الى المساس بالنظام، لأنه حتماً سيلقى مصيراً مجهولاً، لذلك لم نكن نرى اغتيالات سياسية لكتاب أو صحفيين لأن جميعهم كانوا يعملون لدى النظام بصفته الممول للصحف والجلات اضافة الى الراديو والتلفاز، لكن بعد عام 2003 أنفتح المجتمع العراقي على العالم، وظهرت لنا نخبة سياسية حاكمة جديدة، وأنتشرت وسائل الإعلام بشكل ملفت للنظر، حتى بلغ عدد الفضائيات العراقية أكثر من 100 قناة فضائية، أما الصحف والمجلات فحدث بلا حرج، وجميع وسائل الإعلام غير مسيطر عليها من قبل الحكومة، بل أنها تابعة الى أحزاب واشخاص تجار بل حتى الى ارهابين معروفين، ومع انفلات وسائل الإعلام حدث انفلات آخر، انفلات في استعمال السلاح من قبل الأحزاب الحاكمة، إذ أصبح لكل حزب قوات مسلحة مدربة بشكل جيد، أنفلات السلاح مع انفلات وسائل الإعلام أحدث فوضى دفع ضريبتها أبناء المجتمع العزل، ويمكن تشبيه ابناء المجتمع (بهابيل)، أما الفوضى المتمثلة بأنفلات الإعلام مع انفلات السلاح فيمكن تشبيهها (بقابيل)، واستشهد لكم بالآية الكريمة رقم (28) من سورة المائدة:
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وذلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
اليوم جميع ابناء الشعب وخاصة المسالمين الطيبين منهم، وعلى رأسهم المثقفين الصادقين الساعين لبث روح الوعي بين افراد المجتمع، والمطالبين بالحقوق المشروعة والساعين الى محاربة الفساد عبر الطرق السلمية، هؤلاء باسطين ايديهم للسلام مقتدين (بهابيل)، أما اصحاب السلاح المنفلت وأصحاب الإعلام الأصفر المنفلت ايضاً فهؤلاء مقتدين (بقابيل) وشتان ما بين الضحية والقاتل.
سلام قاسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل