الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرك فرح الذاكرة

سليم صبحي النجار

2019 / 2 / 5
الادب والفن


مجرد فكرة
الكرك ... فرح الذاكرة
سليم النجار
اكشفتُ أنّ ما كانَ بيني وبين الكرك أكثرُ مما كنتُ أرى ؛ رغمَ وضوحِ ما كانَ بيّننا وما كنتُ أراه.
هل كانَ عليّ لقاء عروبة الشمايلة ؛ مديرة الثقافة في الكرك مع صديقي سلام الشماع؛ من اجل عمل تحقيقات صحفية عن الكرك ؟ ؛ هل كانَ عليّ أن يغيب الموت لرفيق دربي ؛ الذي مازلت أُصر على الأختفاظ بإسمه ؛ لدواعي كتابة سيرة الذاتية ؛ حتى أدركَ حجَم ما كانَ يخصّني منه ؛ ومن الكرك؛ حتى بعد أن فرقتْ هزيمتُنا العامّةُ شبه يوميّ ؛ جمعَنا طويلاً في لبنان التي كنا نتصور انها ستكون مستديمة ؟! .
بين وبينَ نفسي ؛ أزعم أنني كنتُ افهم غَضبه ؛ وسرعان ارتفاع صوته ؛ اثناء حواره مع ابوالفدا من منطقة دورا من جبل الخليل؛ حول المنسف ؛ والصراع المحتد بينهما ؛ أيهما افضل المنسف الكركي ؛ أو منسف أهل دورا ؛ كنت وقتها أمارس دور المهرج ؛ ومحاولة الفصل بينهما وفض الأشتباك ؛ خاصة اننا كنا في الخندق ؛ على حدود فلسطين ؛ التي كانت لاتعبد عنا عدة أمتار ؛ والحذر واجب خوفاً من إكتشاف امرنا ؛ ويستمر النقاش لساعات طويلة ؛ وتتداخل المعرفة مع الأحلام مع التاريخ ؛ وكلٍ منهما يتسلح بالمعلومات التي قرأها او سمعها من أهله.
تتداخلُ المشاعر وانا أقرأُُ الذي يُعيدُ صياغةَ الحزن ؛ كأنه ينبري أمامي الآن ؛ وهو يستعد بعد أيام للعودة لبيروت ؛ لترتيب السفر لبغداد للقاء أمه ؛ التي هي بدورها ستنطلق من الكرك إلى بغداد ؛ للقاء ابنه الفدائي القادم من لبنان .
هل كانَ علي لقاء عروبة الشمايلة ؛ حتى اتذكره ؛ طويلاً صلباً كما عرفُته ؛ عصيَّ الدمعِ كما كان ؛ مجسَّداً ما يجبُ أن يكونَ عليه الصّبر ؛ متعالياً فوقَ حزنٍ لا يعرفُه من إلا من عرفَه ؛ محارباً في كلّ جبهة؛ دونَ يأسٍ او خوف ؛ لايقبلُ أن يَهزِمهُ إلا ما لا يُهزم .
ذات لحظةٍ مع الوحدة؛ أتسللّ خارجَ الصّبر ؛ تماهياً معه أيضاً ؛ ذلكَ الذي كان أخاً وأباً لي في حالات الحب الذي كنت امارسه ؛ دون حساب ؛ ومنفلت من كل قياس؛ عرفته كيف يقف أمام المحن التي تهدُّ الجبال ؛ كيفَ يمرُّ دون انهمارِ الحزن دمعاً يكادُ يلخُصُ الفجيعةُ في لحظة؛ عندمل كنا نودع شهيداً .
ترك الكرك بعد استفحال الغضب في جسده الطويل ؛ فلسطين ضاعت ؛ جاء إلى لبنان والتحق في حركة فتح ؛ وقاتل في معظم معارك الحرب الأهلية ؛ حتى نُقل إلى الجنوب وتحديداً للقرى المحاذية لفلسطين متنقلاً بينهما ؛ حتي جاء الينا محملاً بكل الحب العربي الأصيل ؛ أنها الكرك صانعة الرجال.
من جديد ؛ وفي لحظة تأمل ؛ قطعت الطائرات " الإسرائلية" الحوار بين ابن دورا ؛ والكركي ؛ وقصفت الموقع ؛ وصبت جام غضبها علينا ؛ أُستشهد الكركي ؛ والباقي اُصيبوا؛ وكأنه بهذا المعنى كان يقوم بنوع من الرّحلة المستحلية بين وطنه الواقعيّ ووطنه الحقيقي ؛ لذلك لم يصل ؛ أما الشهيد الكركي ؛ فهو واصل لا محالة ؛ لأنه يقوم برحلة طبيعية من الكرك إلى الوطن الذي لم يغادره ؛ الوطن الذي عرفه الأردن ؛ والوطن الذي قدم روحه فداء له ؛ هو فلسطين ؛ ولا يضير كثيرا انه يحمل اليوم اسم " إسرائيل" الوطنُ باق والأسماء متغيرة .
استشهد ابن دورا في ملحمة بيروت ٨٢ ؛ والكركي قلبه لايزال غائباً ؛ وإذا بدت سيرة الشهداء ناقصة ؛ فلأن النصر لم يمتكل ؛ والعكس صحيح ؛ بدرجة مؤلمة جداً .
وقبل النهاية ؛ فإنّ القول الفصل يكون للثورة .
في النهاية ؛ هل كان عليّ لقاء عروبة الشمايلة ؛ حتى استعيد ذاكرة الفرح للكرك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي