الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الناشئة و التعليم
فوزية بن حورية
2019 / 2 / 6مواضيع وابحاث سياسية
الناشئة و التعليم
من منا لا يحب القراءة و التعلم !...الله سبحانه و تعالى حرض على القراءة حتى أنه فاجأ نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم وهو في غار حراء ، حين جاءه الملك جبرائيل، وقال له:"اقرأ " فقال له:"ما أنا بقارئ" فقال عليه الصلاة و السلام : "فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني "فقال: " اقرأ " فقلت : " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم." صدق الله العظيم حديث صحيح. وروت عائشة رضي الله عنها أنها أول سورة أنزلت على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها سورة القلم بسم الله الرحمان الرحيم (ن والقلم وما يسطرون) الله جل و علا أقسم بالقلم لما فيه من قدسية حيث أجمعت جميع الأحاديث إن أول شيء خلق هو القلم اما النون فهي والله اعلم حرف من حروف اسم الرحمان ومنهم من قال إنها الدواة .وقال الله تعالى في سورة فاطر الآية 28 ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) صدق الله العظيم أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ. من خلال هذه السورة الكريمة المتقدم ذكرها و الآيتين الكريمتين نستشف مدى قيمة و أهمية القراءة و التعلم و العلم ورجال العلم عند الله. إذا نحن المقصرون وما أعنيه الأولياء و المربون على اختلاف شرائحهم و شوائبهم لذا أقول العيب فينا و ليس في التقدم العلمي الرقمي او التكنولوجي الحديث.
قبل الخوض في موضوع أسباب عزوف الناشئة عن القراءة (المطالعة) وجب علينا التعريف بتكنولوجيا المعلومات أو تقنية المعلومات (IT)؛ فهي اختصاص هام جدا وواسع يهتم بجميع نواحي التكنولوجيا، ومعالجة وإدارة المعلومات، وبشكل خاص في المنظمات الكبيرة، منها الشؤون الإدارية والتعليم و السياسة والشؤون العسكرية. وذلك من خلال التعامل مع برمجيات الحاسوب، والحواسب الإلكترونية بهدف تحويل، وتخزين، وحماية، ومعالجة، ونقل، واستعادة المعلومات.
ان من مميزات تكنولوجيا المعلومات:
- توفير الوقت،
- تقديم المعلومة، ثم نقلها من جهاز الكمبيوتر،
- تكسب الفرد المهارات التي ينتج عنها:
- توسيع أفقه،
- تعزيز قدراته الإبداعية....
- تنمي قدرات التعلم الذاتي عند الفرد.
- تمنح الفرد الشعور بالراحة عند جمع المعلومات؛
حيث إنها تقنية مرتبة ترتيبا، ومنظمة بحكمة و روية، ودقة متناهية، وغير عشوائية. تنمي لدى الانسان الحس الإدراكي وأسلوب حل المشاكل التي لا يمكن حلها بالطرق التقليدية بسبب الكم الهائل من المعلومات.وتحقق الإدراك الحسي لديه، لأن أجهزة الحاسوب و لوحة الحاسوب المستخدمة في تكنولوجيا المعلومات وكذلك الهواتف الذكية توفر له جميع المعطيات والمظاهر المختلفة التي يفهمها عن طريق حواسه. كما تتيح له القدرة على الاتصال بأي معلومات يريدها والحصول عليها وفي أي وقت أراد. وذلك من خلال الاتصال بشبكة الإنترنات. على عكس المكتبات المحلية فهي لا توفر المعلومات ولا المعطيات المطلوبة و المنشودة و المرجوة الا بقدر محدود للغاية، ففي اغلب الاوقات بل لنقل معظمها يفتقد الباحث كما هائلا من المعلومات و المعطيات التي يصبو اليها فيضطر للسفر الى دول أخرى للبحث عن المعلومة او المعلومات في مكتباتها الوطنية ليستقي المعلومة المطلوبة و المرجوة ليتم بحثه على اكمل وجه.
لذا كنا في التسعينيات و الثمانينات من القرن الماضي والى الآن نرى عددا لا باس به من الباحثين ألمختلفي الجنسيات يتوافدون على المكتبة الوطنية و يترددون عليها من حين لآخر ليستقوا المعلومة المرجوة كالصين وكزاخستان واندونيسيا وأبخازيا ومن طشقند وسمرقند ولبنان و ليبيا ومن بعض دول العالم و حتى من اماريكا يبحثون عن غايتهم المنشودة. الصينيون على سبيل الذكر لا الحصر يبحثون عن مجلة الاحوال الشخصية التونسية وغيرهم كثيرون بالمكتبة الوطنية يجرون أبحاثهم.
لقد أثرت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحياة الإنسانية بشكلٍ كبير وكبير جدا بصفة مباشرة وغير مباشرة، فبظهورها تغيرت تغيرا غير مسبوق من جهة التطوّر العلمي والرفاهية الإنسانية، لقد كانت الأعمال قبل ظهورها يدوية في معظمها وتعتمد على الأوراق في المكاتب و المدارس و الكليات، فكانت المعاملات تتطلب حيزا زمنيا لإنهائها، لكن بعد التطوّر التّكنولوجي الذي دخل حياتنا وعالم الأعمال والعالم التربوي خاصة أصبحت الصفقات والمعاملات تقام عبر الشبكة المعلوماتية من أيّ مكان ما في العالم وبسرعة فائقة، لم نبالغ ان قلنا انك تحصل على المهلومة قبل ان يرتد اليك طرفك...وكذلك التدريس والتعليم عن بعد وبنفس الطريقة عبر الشبكة العنكبوتية. لذا لا مناص ولا هروب من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن العالم الرقمي فلهما الأثر الكبير في حياتنا وبصمة اكبر منها خاصة الجانب التعليمي وهذا ما يهمنا.
ففي الجانب التعليمي، تم اسبتدال الوسائل التقليدية كالألواح، والطباشير، والسبورة الخشبية .والكتب الثقيلة التي تُثقل كاهل التلميذ بحاسوب او بلوحٍ حاسوبي يحتوي على كل المقررات التعليمية، مما وفر راحةً أكبر للتلميذ وبالتالي ادخاله إلى عالم التطور منذ الصّغر ولا يخفى على احد ان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. حيث شرعت بعض المدارس في العالم وبأمريكا خاصة وبعض الدول في العالم تدريس أساسيات لغات البرمجة كموادٍ أساسية في المدارس الابتدائية و الثانوية وبالطبع بالجامعات.إلا اننا في بلادنا اكتفت الدولة ما قبل الثورة بتدريس مبادئ الإعلامية بالابتدائي وأساسيات لغات البرمجة في بعض الجامعات وبالتالي نتج عنه خلق وعيٍ علمي وثقافي ومعرفي غزير لدى التلميذ وجعله مغرما بهذه المادة السحرية و الانكباب عليها بشغف يواكب طموحاته. أما الطالب جعلته إنساناً خلاقا مبدعا ومبتكرا يعمل من تلقاء نفسه على صنع البرامج و التطبيقات والأجهزة التي يريدها. سأكتفي بهذا الجانب الذي يهتم بدور تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في مجال التربية و التعليم.أما فيما يخص دورها في الصناعة والجانب السياسي و العسكري لن اتطرق اليه فليس موضوعنا.
إذا من المنطق و الواقعية أن نقول أنه لا يصح و لا يمكن ان نوجه أصابع الاتهام كلها الى اللوحات الرقمية او الى الحاسوب اللّوحي او الهواتف الذكية او الرقمية أو إلى الكاميرا الذكية او إلى الأنتارنات او إلى السبورة الذكية و الرقمية التفاعلية، فهي من أحدث الوسائل المستخدمة في العملية التفاعلية. وهي نوع خاص من السبورات البيضاء الحساسة التفاعلية التي يتم التعامل معها باللمس والبعض الآخر بالقلم وتتم الكتابة عليها بطريقة إلكترونية، مرتبطة بالحاسوب. كما يمكن الاستفادة منها وعرض ما على شاشة الكمبيوتر من تطبيقات متنوعه عليها.. الحياة الرقمية لا مناص منها ولا هروب فهي عالم حقيقي بحد ذاته مفروض علينا فرضا قطعيا شئنا هذا أم أبينا لأننا أولا قادمون على مستقبل عالم رقمي وثانيا لا يمكننا العيش منفصلين عن العالم المتحضر او عن العالم الرقمي وهذا أمرا محتوما حتى انه الآن أصبحت التجارب الحقيقية على قدم وساق حول الحفظ بالتبريد وهو محتملا.
حيث ان الإنسان المُحْتَضَرْ يمكن حفظه بالتبريد بالجليد الجاف تماما حتى يكون كمن هو ميتا موتا سريريا وبعد مئات السنين يعود الى الحياة وهكذا ينال فرصة جديدة في الحياة كما ان هناك اناس يطالبون بحفظ قطعة ما من أجسادهم في التبريد كالرأس مثلا وتكون التكنولوجيا قادرة على قراءة الرأس بعد مئات السنين. ومنهم من يحفظ كامل جسده في التبريد الجاف تماما لإطالة حياته...كما تم اختراع شرائح تزيل الأمراض الوراثية إزالة تامة من الجسم و كذلك الجينات الوراثية المرضية وهي في طور التجربة واختراع شرائح ذكية تمنع شيخوخة الخلايا في الجسم وبذلك يبق الانسان مهما تقدم به العمر في سن الثلاثين وكذلك جميع خلاياه. اذا الحياة الرقمية يوتابايت(YB) أضخم ألف مرة من هذه الحياة التي نعيشها، وأنها ذات أهمية وثقل.
اليوتابايت هي وحدة قياس لسعة التخزين في الكمبيوتر. وسعة اليوتابايت قدرت علميا :
علمياً يساوي 1024 يساوي 1000000000000000000000000 بايت (1000 زيتابايت)
ثنائياً يساوي 280 يساوي 1,208,925,819,614,629,174,706,176 بايت (1024 زيتابايت)،
من هنا نلاحظ ان العلم التكنولوجي الحديث في تطور تصاعدي، لا قبل لنا بعدم الاعتراف به او الانحياد عنه والركون الى التخلف. ولا يمكننا البتة الوقوف في وجهه أو التصدي له، ولا حتى التراجع الى الوراء قيد أنملة. لذا لا بد من خلق ميدان توازني في وقتنا الواقعي لنوفق بين القراءة الرقمية فلا تكن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (قراءة ضحلة كما وكيفا، لا تسمن ولا تغني من جوع) بل تكون القراءة عن طريق المواقع التربوية و المكتبات الرقمية بالانتارنات او عن طريق الكتاب الرقمي او عن طريق الكتاب التقليدي وهو الورقي المسفر. ومن هذا المنطلق نستنتج أن هذا الجيل الصاعد والأجيال القادمة أجيال العالم الرقمي و الأنتارنات...جيل مغاير تماما للأجيال السابقة. فلسنا من المنطق ولا العقلانية ولا الواقعية في شيء إذا قلنا أنها بيت الداء. لذا لا نرمي باللوم جزافا على التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الرقمية لأنها ليست سبب العلة.
قبل ان نفهم القراءة الرقمية والثقافة الرقمية واستشراف ما وراء سطح الأجهزة التقنية اللامع و (الوسائط الجديدة او الوسائط المتعددة) ما يسمى Multimedia)) هذه الكلمة المركبة من كلمتين وهما (Multi) تعني متعدد و(Media) تعني وسيط. وهي تشير إلى استعمال عدة وسائط مختلفة مثل (النص، الصوت، الرسومات، الصور المتحركة، الفيديو، والتطبيقات التفاعلية وذلك لتقديم المحتوى وعرضه بطريقة تفاعلية (Interactive) لتحقيق هدف أو عدة أهداف محددة المعلومات.
هذا الغازي الرقمي ليس لنا عليه قدرة على هزمه إلا إذا حاربناه بإيجابياته وذلك بقوانا الايجابية العقلية و الفكرية والابداعية وبالتالي نكون قد هزمنا سلبياته وذلك بمحاربتها محاربة شرسة. الكلّ يلقي بالقصور المطالعاتي للناشئة و عدم انكبابها على القراءة ونهلها للمعرفة من مناهلها ومن مختلف روافدها. وغرقها في صفحات المواقع التواصل الاجتماعي باختلاف مسمياتها وعلى الانتارنات. يقول خبراء التعليم ان الحركة العلمية قد مرّت في الأزمنة الغابرة بعديد من الحروب المناهضة للأعمال الفكرية و الأدبية، و العلمية خاصة من طرف رجال الدين و الكنيسة ومورست ممارسات الظلم و الاستبداد، والاضطهاد، و الكبت الفكري، منها قتل بعض الأدباء، والباحثين، و الشعراء،. وحرق الكتب ككتب ابن رشد على سبيل المثال لا الحصر، و البحوث و حتى منهم من حرق بعض المكتبات وبعض الاختراعات ولكن الصراع عبر الزمن مع الظلاميين المحاربين للعلم و العلماء أتى أكله وخاصة في العصر الحاضر الا من حالات شاذة تحفظ ولا يقاس عليها ما زالت تمارس رغم شناعتها، كاغتيال الروائي العراقي "علاء مشذوب" بثلاثة عشر طلقة نارية على يد مجهولين أردته قتيلاً يوم 2 فيفري 2019. ففي السنوات الأخيرة حدثت مجموعة من المتغيرات والتطورات خاصة بعد اختزال المسافات بين الدول واختلاط طرق التدريس ومواضيعها المشتركة ومبادئها المعقدة واستمرت في تجديد متواصل للعناصر والمداخلات حتى الوصول الى مرحلة التعليم الرقمي عن بعد خاصة التعليم الجامعي و الأكاديمي. لقد ساهم التطور الكبير في صناعة الكمبيوتر الى حد التطور في تركيبة صنعه وهيكله الخارجي الى ان اصبح في حجم الكراس. وغزت الانتارنات حتى الساعات اليدوية وساعات العميان، فأصبحت دليلهم في الطريق مع التقدم التعدّدي و المصنف في البرمجيات والمنظومات مع وجود بنوك معلومات وقاعدة بيانات نظام المعلومات إدارية المتكامل تقريبا في جميع المجالات خاصة منها المنظومة التعليمية هذا ممّا جعل كل الطموحات تتعلق بهذه المرحلة الحضارية المتطورة جدا، التي نعيشها والكل يعلم أنّها ستحقّق الحلم القديم لرجال التعليم ودفع عجلة عملية التعلّم والتعليم إلى أعلى وأقصى درجات قدرات المعرفة وذلك بجعل العلم في متناول الجميع، جميع الناس على اختلاف درجاتهم الفكرية، و التعليمية، والاجتماعية بكافة شرائحهم و مشاربهم متحدية التباعد الجغرافي واختلاف الطبقات الاجتماعية والفوارق الاقتصادية وحدود الأمكنة بين المجتمعات الإنسانية. كما يرى خبراء التربية والتعليم أن في هذا التطور السريع او لنقل الجنوني في تكنولوجيا المعلوماتية وتكنولوجيا التقنية و الاتصالات سبيلا نيّرا، ممهدا تمهيدا سهلا سلسبيلا لتحقيق استقلالية التعلّم، وتساعد المتعلم والمتلقي على حد السواء، وتسمح لكليهما ممارسة مسؤوليته الأخلاقية و الأدبية تجاه ما يتعلم وذلك بالاكتشاف والتعبير والتجربة والمحاكاة و البحوث التي تقدمها برمجيات و أنظمة الحاسوب في هذا العصر وخاصة في الألفية الثانية (القرن الواحد و العشرون). لذا قرر أصحاب الاتجاهات التربوية المعاصرة التنويريين والانفتاحيين على اتساع خيالاتهم واختلاف منطلقاتهم الفلسفية ولغاتهم وتواريخهم وأعراقهم إلى أن استخدام تقنيات الحاسوب الحديثة لتنظيم عملية التعلم يشكل اتجاها عموديا دائما ومتصاعدا لا مناص للحياد عنه أو التراجع فيه إلى عصور سابقة! وهذا التصور عبّروا عنه في بدايات تشكيل مصطلح التعليم الالكتروني بـ (مدرسة المستقبل). ولما كان إدارك وتصور المعلومات الجديدة يعتمد على تنوع طرق عرض هذه المعلومات وتقديمها للمتعلم، ذلك أن الرغبة في التعليم تزداد ازديادا مطردا مع الحماس حينما تضاف المؤثرات البصرية والسمعية إلى نظام التعليم لدى الاطفال و الناشئة و الشباب و الكبار على حد السواء (تشير البحوث العلمية إلى أن الإنسان يتلقى أكثر من 80% من المعرفة من خلال حاسة السمع والبصر ونحو 13- 20 % من خلال السمع ويلي ذلك الحواس الأخرى التي تتراوح ما بين 1-5% وهي حواس اللمس والذوق والشم). فمن أجل هذا كله تم التركيز على اختيار واستخدام تقنيات الوسائط المتعددة في عرض المعلومات لتحريض المتلقي.مثلا كتقديم عرضا في التاريخ أو الجغرافيا أو في أي مادة تربوية أخرى...
إن أسباب عزوف الناشئة عن القراءة (المطالعة) هو غياب الولي الواعي بمسؤوليته المقدسة تجاه أبناءه وهو المؤطر الأول مع غياب ضمير المربي المؤطّر الثاني من السنة التحضيرية الى نيل الشهادة الجامعية. زاد الطين بلّة...
الأولياء و المربون خاصة المعلمون منهم و الأساتذة هم الذين يعدّون ناشئة واعية ثرية المعرفة، زاخرة العطاء...فرسان المستقبل الواعد يتمتعون بالأخلاق الحميدة أُطرا متخصصة في مجال ما في الحياة العملية و الاجتماعية. حيث أن الصّغير يمتلك ذاكرة قوية صفحاتها بيضاء نقية في تمام عذريتها لذا فهي لا تتطلب من ينقش فيها وحسب بل من يغرس فيها غرسا طيبا ومنهجية حب القراءة والمطالعة والنهل من مناهل العلم المتفرقة و المتشعبة تشعبا مختلفا و متفاوتا، والمعرفة الخصبة تصديقا للقولة المأثورة وهي قولة صادقة مائة بالمائة "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وأنا أضيف لها لا يُطمس مدى الدهر" وللأسف قبل الثورة بدأت سنوات القحط التربوي من التسعينيات الى ما بعد الثورة فأصبحت سنوات القحط سنوات عجاف، جدباء، والتوجيه خرابا، والعقول الخصبة صحراء قفرا. والإبداع النادر يظهر احيانا خفرا.لن أنزّه الأولياء فمنهم يبدأ ينبوع التأطير ألا وهو زرع بذرة حب التعلم و القراءة، والخلق والابتكار والإبداع...كما الأخلاق الحميدة و السلوك القويم وهي المتمثلة في الترغيب و الترهيب بطرق سَلِسَلَة وبأمثلة من المحيط الحياتي الذي يعيش فيه الطفل.(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء)) من هذا الحديث نستخلص مدى أهمية الوالدين في تربية الناشئة و في تقويم سلوكها وفي زرع بذرة حب العلم و التعلم و الخلق و الابتكار و الإبداع كزرع الايمان و الدين. لذا أقول ان الطامة الكبرى بدأها الأولياء فهم المؤطرون الأوائل رغم ان عدد المتعلمين في المجتمع التونسي هام جدا، لا يستهان بهم واكتسابهم لدرجات متفاوتة من التعلم و الثقافة في بلادنا يخول لهم تأطير أبناءهم تأطيرا محكما يأتي أكلا طيبا. فهم الحاوون والمؤطرون الأولون لأنهم يمثلون البيئة الأولى، إلا أن منهم من ساهموا في تهميش الناشئة بطرقة او بأخرى كالدلال او علهم ظنوا نهم بتوفير وسائل الترفيه كتوفير الهواتف الذكية او اللوحات الذكية او الكاميرا الرقمية، و الراحة مع بعض من رغد العيش يكفي لبلورة و تأطير الناشئة وتطوير عقلياتهم. ثم يأتي دور المربي ألا وهو المدرس من السنة الأولى تحضيرية الى الجامعة ولإعطاء كل ذي حق حقه لا أقول اغلبهم بل أكثرهم همشوا التلاميذ و الناشئة تهميشا كليا وحتى ميعوهم واستصغروا عقليتهم وتافهوها الى حد اللامعقول حتى انه في بعض المدارس الابتدائية داخل البلاد. مدير المدرسة الابتدائية أتى للتلاميذ بالفصل بطبيبة وطاقم أسنان مع فرشاة أسنان ومعجون أسنان ونادى على إحدى التلميذات الى المصطبة لتعلمها الطبيبة كيفية غسل أسنانها ثم تقوم نفس التلميذة بتطبيق غسل الأسنان على طاقم الأسنان الاصطناعي الموضوع على طاولة المعلم.وكأنما التلاميذ قدموا من أدغال الأمازون او من أدغال غينيا الجديدة او كأن التلاميذ ترزونات تربوا مع القردة. الإنسان بالفطرة يعرف كيفية غسل أسنانه و كامل جسده والحيوان ذاته يحسن الاستحمام وكذالك الطيور.النساء في عهد نيفرتيتي ونساء الطوارق سكان الصحراء وشباب بعض القبائل الذين يتغذون عن طريق شرب دماء الابقار بعد ثقب وريدها وهي حية ترزق اسنانهم بيض كانها الياقوت.هؤلاء التلاميذ بصرف النظر عن الومضات الاشهارية التي تبثها التلفزات العالمية ولن اقول المحلية فقط، يدركون تمام الادراك حتى من جداتهم كيفية غسل اسنانهم. تلاميذ أبناء العصر التكنولوجي والرقمنة ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزات الرقمية و...و..الخ يفعل بهم هذا في مثل هذا العصر!!!...و كأنهم متعمدون بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن قصد او عن غير قصد تصحير الذاكرة الطلابية من المعرفة بشتى مجالاتها وحب المطالعة بصفة عامة فكانت الحصيلة ناشئة هشة التعليم، فقيرة المعرفة هذا ان لم نقل معرفتها صفر...هزيل الزاد الثقافي. إلا من ناحية الميدان الكروي او المواقع التواصل الاجتماعية في هذا المجال ما شاء الله تجد التلاميذ كالناشئة بارعون براعة تفوق المهندس التكنولوجي ان لم نبالغ.
حيث أن طفل العاشرة يعلمك كيفية الإبحار عير هذه المواقع، وأصول العمل بها وكيفية الاحتراس منها وكأنك جاهل أمي وهو في الحقيقة يعتبر أمه وأباه المتعلمين وخريجي الجامعة جهلة في نظره ما داما بعيدين عن هذه المواقع التي خُزعبلت ان صح التعبير فكر الناشئة العربية وخاصة منها التونسية...
وللمقارنة و المقاربة أقول ان المربي الفاضل كان إبان الاستقلال مربيا فاضلا متمتعا بضمير يقظ واعيا تمام الوعي بالعهدة المنوطة إليه وبمدى وزر المسؤولية التي يحملها على عاتقه أمام الله و عباده وله وعي وحس تربوي فائق النظير. مع غرامه وولعه بمهنته. وزيادة على ذلك يعتبر التلميذ ابنه لذا تراه شديد الحرص على جعله لا يشرب ويحب القراءة و العلم و التعلم وحسب بل يجعله يكرع ويعب المعرفة عبا كما يعب الضمآن في الهجير الماء من الصنبور، ولا يكتفي من الارتواء. وان تعذر على التلميذ المعوز حضور مادة القراءة او أي مادة أخرى حتى وان كانت الرياضة البدنية. يكون المربي (المعلم او الأستاذ) هو اول طارق لمنزل التلميذ سائلا عنه ان كان مريضا عاده وانصرف لحاله. وان كان لقلة ذات اليد أعاده الى مقاعد الدرس مع التكفل بمصاريف تعليمه بالاستعانة ببعض التلاميذ الميسورين. و بعض المربين.
كما يكون هو الممول ماديا و معنويا، حق في هذا المربي ان يقال فيه ما قاله أحمد شوقي "قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا". كما كان الولي هو الآخر يقصد المربي الى حيث باب القسم ويقول له هذا ابني "لا تحاسبني إلا بالجلد" وهو لا يدري ان كلمة الجلد تعني الصبر و القوةَ، والاستماتةَ. كما تعني الضرب بالسياط وتعني أيضا حمله وإكراهه عليه. وهنا تعني القراءة والتعلم وحب المعرفة. والأب ينطقها بعفوية لأميته وجهله، ويضرب المعلم التلاميذ يمكن ان نقول ضربا رمزيا. ويعاقبهم بطرق مختلفة لكنها حضارية مثلا كوقوف المعاقب في آخر القسم على ساق واحدة ويداه مرفوعتان الى سقف القسم أو الوقوف بجانب السبورة ويداه مرفوعتان. او بالضرب بالمسطرة على الايدي او بمعاقبتهم معاقبة خطية وهي كتابة الكلمة التي كتبت خاطئة مثلا 50 مرة او 100 مرة. او بالحضور الى المعهد يوم الأحد والبقاء بقاعة المطالعة دون مغادرتها لمدة اربع ساعات ان لم تكن ثماني ساعات. وكان التلاميذ و الناشئة لا يغضبون بل يتقبلونها بأريحية وبكل روح رياضية. و يبذلون جهودهم حتى لا يعاقبوا مثل احد زملائهم الذي اتخذ عبرة لهم.
كان المعلم يشجع التلاميذ بطبع صور حيوانات او أزهار على الكراس الحامل لملخص القصة حيث كانت لهم حصة مطالعة وعلى الكراريس التي يملك صاحبها خطا رائعا او التي تحصل صاحبها على عدد 10 على 10 في آداء واجبه يجازيه المربي بقطعة واحدة من الشيكولاطة هذا ‘ن كان يشاركه في هذا العدد تلاميذ آخرين. وان كان التلميذ منفردا بهذا العدد المميز يناوله المعلم علبة شيكولاطة كاملة، او عددا من قطع الحلوى..او صورة لحيوان. و التلميذ المعوز يأمر المعلم او الاستاذ التلاميذ بمساعدته...كما كانت لهم حصة في الاسبوع مخصصة للمطالعة مع تلخيص الكتاب...وفي آخر السنة يقوم المعلم بتدريبهم على التمثيل و الصعود على المصطبة مع حفظ الادوار ويخيرهم في موضوع المسرحية وكان فعلا لهم راي فيها. وقبل حفلة نهاية السنة الدراسية يوزع عليهم المعلم قصصا عربية وفرنسية مختلفة العناوين للمطالعة ويأمرهم بتلخيصها اثناء العطلة. وعند رجوعهم الى المدرسة بعد قضاء العطلة السنوية الطويلة يطالبهم بالتلاخيص. اما في التعليم الثانوي كانت لهم عشيتان مخصصتان للابداع والابتكار وهي عشية يوم الجمعة و عشية يوم السبت تلعب دور النوادي الثقافية ويديرها اساتذة متطوعون. يقدمون للتلاميذ فيها عملية تدارك للدروس العلمية و الادبية كالحساب و الفيزياء و الكيمياء والعربية و الفرنسية والانقليزية وذلك للتلاميذ الضعفاء في هذه المواد. كما كان التلاميذ يتبارون فيها بقرض الشعر و كتابة القصة. اما هواة الفيزياء و الكيمياء و الرسم و الموسيقى لهم أقسامهم الخاصة و المشرفون عليهم أساتذتهم وكلهم متطوعون. اساتذة زمان هم من أنشأوا هذه النوادي الصغيرة داخل المدرسة و المعهد طوال السنة الدراسية والمشرفون عليها و التلاميذ كل منهم ومشربه وفي آخر السنة تلقى القصائد و تقرا القصص و تعرض اللوحات المختارة و العروض الموسيقية بدار الثقافة بقليبية اما اولائك المبتكرين او المخترعين الصغار لهم يوم خاص تعرض فيه باكورات أعمالهم. وبفضل تشجيع المربين نجحوا وتخرج منهم المهندسين و الأطباء و المحامين و العلماء و الفقهاء،ورجال تعليم وأساتذة جامعيين ودكاترة وفلاسفة وشعراء وأدباء منهم من تبوأ مناصب عليا في الدولة كالوزراء والسفراء...إلخ.، رغم أمية الوالدين و الإطار الأسري ككل أغلب العائلات مع شظف العيش و الفقر المدقع مع فقدان ابسط وسائل التدفئة و الإنارة قبل الاستقلال وابان الاستقلال. أما اليوم إن ضُرب التلميذ او عُقب حتى و ان كان عقابا يسيرا يهرع ولي التلميذ الى السلط المعنية رافعا شكواه. أو الى منظمة حقوق الطفل. فالأولياء هم أول المساهمين في تهميش أبناءهم. لذا لا يمكن ان نقول عن التلاميذ والناشئة أنهم في موت سريري. حيث لا موت والقلب ينبض، فالأحياء وحدهم من تدق قلوبهم، وهم وحدهم من تعمل أعضاؤهم وأجهزتهم التي في أجسادهم ولا يجوز أيضا ان نقول عنهم بأنهم في حالة موت دماغي لان الموت الدماغي يعني نهاية حياة. لذا لا ينبغي أن نقول عن عدم إقبال التلاميذ والناشئة و الشباب على المطالعة و القراءة بأنهم يتمتعون بعقول في نوم سريري بل نقول مُجمّدي العقول وهم ضحية المربين الفاقدي الضمير الحي و الوعي بمدى قيمة وقدسية العهدة التي أنيطت إليهم.
لقد كانت منهجية التعليم منهجية مدقعة، ضحلة تفتقر لأبسط قوائم وقواعد التأطير الناشئي. مع الفقدان المجازي للعائلة او البيئة الأولى الراعية و المراقبة والمسيّرة و الموجهة للناشئة. لذا نجد تفكير التلميذ و الناشئة سطحي لا عمق فيه وأحيانا بلا حكمة. لو وجد من يعيد تأطيره ويقوّم تفكيره لوجدناه نابغة عالمية.
من مجريات الأحداث على الساحة الوطنية نستخلص ان العملية مخطط لها مسبقا. هنا استحضر قولة ذاك الذي قال بعد الثورة مصرحا بكل أريحية : «نحن لا نريد الآباء او الأولياء إنما نريد أبناءهم وها هم اليوم بين أيدينا» إذا العملية ممنهجة للتصّحير الذهني والتفقير الفكري، والإبداعي، ولِلْخَلْق، والابتكار وبالتالي للجذب الى الوراء إلى عصور الظلمات عصور الجهل والعتمة الفكرية و العقلية. ولكن للأسف الشديد مد الولي والمربي او المؤطر التربوي كليهما يد المساعدة الى هؤلاء وطبق ما أرادوه بحذافيره. فتدفقت متطلبات نقابة المربين من الابتدائي الى الثانوي إلى الجامعة على مدى سنوات ما بعد الثورة كالطوفان الجارف والقاضي على كل من يأتي في طريقه من التلاميذ و الطلبة و الناشئة بصفة عامة ومن يكون في محيطه ألا وهو المستقبل الناشئي و الطلابي ووضعه على المحك و في دائرة المفاوضة وميزان المقايضة. إضرابات المدرسين (الأساتذة) متواصلة في نسق تصاعدي وامتحانات الناشئة، ومستقبلهم هو الرهان. إما الزيادة او سحقا لمستقبل الناشئة.
اذا عملية التصحر الفكري و التفقير المعرفي و الشح العلمي لدى الطفل او الناشئة بصفة عامة كانت وليدة البيئة الأولى أولا وهي العائلة وسوء تصرفها في تربية ابنها مع عدم ترغيبه في القراءة وثانيا البيئة الثانية ألا وهي المدرسة، غياب المؤطر الكلي فيها حيث أصبح المربي او المعلم كالآلة او الربو يصب المعلومات صبا فهم التلميذ او لم يفهم الأمر لا يعنيه بالمرة. وذلك قد يكون متعمدا لإجبار التلميذ و الولي على الاقبال على الدروس الخصوصية...حتى تلميذ السنة الرابعة والخامسة والسادسة ابتدائي يأخذ دروسا خصوصية بأجر معلوم. مع الفقدان المجازي للعائلة المؤطرة او البيئة الأولى الراعية و المراقبة والمسيرة للناشئة ورغم كل هذا الاهمال و التهميش و الاستهتار بالكفاءة العقلية والذهنية و الفكرية لدى الناشئة نرى او نسمع بين حين وآخر صعود بعض الناشئة والشباب المفخرة المتفوقة في مجالات الاختراع و الخلق و الابتكار والإبداع على الصعيد العالمي. ولما نستفسر مستغربين عن سبب التفوق و البروز نجد الأب المشجع الرئيسي لابنه ثم والدته في زمننا التعليمي الرديء رغم فقدان المربي للضمير الواعي و اليقظ مع زخم اِضرابات الاساتذة عن التدريس وغلق المعاهد والعبث بمستقبل التلاميذ. ووضع الزيادات في كفة والمستقبل الناشئة في كفة أخرى يعني مقايضة فعلية. فعملية كر وفر بين المربين ووزارة التربية.
كأني بهذه الإضرابات والاحتجاجات ومقاطعة الدروس و الامتحانات مفتعلة اولا كما قلت آنفا وثانيا لخوصصة التعليم بكافة مراحله ولمؤازرة المدارس الخصوصية وكذلك المعاهد و الجامعات الخاصة وخلق مدارس وجامعات ومعاهد أخرى في كافة الجهات لذا نرى أعدادها في نسق تصاعدي.
التلاميذ والناشئة وكذلك الطلبة كل له حقه الشرعي في مواصلة التعلم و المربي هو الآخر له حق في الاحتجاج للحصول على حقوقه المهنية ولكن ليس بطريقة غير حضارية. على المربي الحقيقي المتمتع بالضمير الحي أن لا يضع مستقبل التلاميذ او الطلاب او الناشئة في كفة المزايدة و المقايضة للحصول على حقوقه. لكن من الممكن ان يقوم بالاحتجاجات في العطل الرسمية. وما أشبه الأمس سنوات الاستعمار او الجمر باليوم عم التكروري البلاد حينها وما بعد الثورة غمرت الزطلة و المخدرات باختلاف انواعها البلاد كما ساهم المربي باختلاف درجاته في التهميش والتلاعب بحقوق التلاميذ والطلاب في التعليم المتواصل و الرمي به الى مطارق وزبانية مدرسة الشارع البيئة الثالثة فيتلقفه المارقون. فكان هذا السبب لغمره في المسكرات ((الزطلة و المخدرات)) فغرم بها الشباب و الناشئة وتلهوا بها عما هو أسمى وأرقى ألا وهو طلب العلم من المهد الى اللحد. حتى ينسى محنته التعليمية وأنا أقول إن أعددت ناشئة متعلمة ومثقفة أعددت شعبا واعيا طموحا للعلاء، راقيا ومتحفزا لتبوء أعلى مناصب العلم والاختراعات العظمى ولقيادة الأمم بحماس فياض.
بمناسبة ليلة القراءة حضرت أمسية راقية و شيقة كان موضوعها يدور حول القراءة و الطفل في موضوعها المتميز لكنه للأسف لم يفكك او يحلّل أو يُدرس كما ينبغي من جميع جوانبه. لقد كانت الآراء شبه سطحية او لنقل مرّ بها الحاضرون مرور الكرام، عله عدم الإلمام بالموضوع وربما هذا راجع لضيق الوقت. كنت أتمنى لو ان الحصة ابتدأت في الواحدة او الثانية بعد الزوال مع الاعلام بالموضوع قبل فترة كأسبوع مثلا ليلم بدراسته الماما جيدا من أراد الحضور و المشاركة حتى يكون النقاش معمقا أكثر وتتناول فيه كل الجزئيات و الحيثيات مع التبسيط وذكر أسباب انخرام المنهج التربوي و تداعياته. وانا اوجه لومي الى اولياء الناشئة و الى المربي لان العيب عيبه خاصة هو و اللوم اضعه على كاهل المربي ايضا لان الحل بيده انا اسمع ابي يقول لنا ونحن صغار التعليم ترهيب و ترغيب وفعلا التعليم وحب المعرفة الطريق اليهما يكون بهاذين الاسلوبين. كان لا بد من زرعها عند الناشئة و جعلها هواية مفضلة بل كالماء و الهواء لا مجال للعيش دونها وذلك كما قلت آنفا بالترهيب و الترغيب.
لا بد من مراجعة المناهج التربوية التي تهتكت حتى تشرذمت و تمزقت فبدت من أيدي الجهال او من بين أيدي من تعلموا القراءة في مدرسة محو الامية. سطرت فبدت كديباجة مسودة مفتقرة لابسط قواعد التربية و التعليم. ولا تفي بحاجيات الزاد التعليمي لطالبي العلم و المعرفة. ولا تلبي الطموح الذي يصبو اليه الناشة في زمننا زمن العولمة و الرقمنة حتى ظننا ان طريقة التدريس غدت ضحلة ليس فيها غير النزر لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يطفئ ظمأ العطشان الى العلم و التعلم و المعرفة، والى التطلع الى مستقبل أجيال منور.
ليلة القراءة في حد ذاتها بدعة حسنة. وتظاهرة محمودة في ظاهرها وباطنها ولكني اتمنى ان لا تكون موسمية كهجرة الطيور تلوذ بها العقول او المظاهر يوما في السنة ثم تختفي كأضغاث الأحلام تندثر دون أن يصدر منا قصور.
الاديبة و الكاتبة و الناقدة والشاعرة فوزية بن حورية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لوف أون ذو ران- حين يورط الحب سجّانة .. • فرانس 24 / FRANCE
.. عاجل | مراسلنا يؤكد نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية مقتل هاشم
.. مراسلة الجزيرة ترصد آثار الدمار والقصف على بلدة نيحا بالبقاع
.. 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف على بيت حانون
.. عاجل| سقوط صاروخ قرب ميناء حيفا