الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمر الرماد

هدى يونس

2019 / 2 / 7
الادب والفن


جمر الرماد
هدى يونس

أُيقظ غفوتى وأمرنى أن أعبر إليه..
عندما هممت بالكلام قال : لا أطلب ردًا إنصتى.. إنصتى إلىَّ إننى أُوشك على الرحيل، أحملك روحى وذاكرتى كى لا يوجعنى الفراق .. أطلعك سرى، أنت أقرب إلى نفسى من نفسى، أنفاسك تنظم ضربات قلبى الموجوع، وتخبطى يستعيد توازنه ، تدركين أننا جسدين وروح واحدة ..
لن أسالك بل أجيب على ما لم تسأليه يوما من أعوام مضت ..
أنت نسمة قيظ ، الآن أأتمنك على وجودى حين فناء جسدى .
موج جنونى نفذ رصيده ولن يجدى الشحن ..
قطعت مسافات ومسافات بلا هدف ، يرى البعض أننى حققت ما لم اعلنه ولا أتوقعه..
تدركين وتذكرين تصريحات أيام قوة غطرسة إندفاعى .. أعتدى وأسلب حقوقًا ليس لى حق فيها، وبالغتُ فى الغلط وتزوير الحقائق ..
اعترف أنى مجرم فى بعض الأشياء التى تشرين لها ولم تصرحى ..
كنت أحس باندفاع أمام فيوض أكبر من كل توصيف، فما بالك بانسان عانى دهورا من وحدته ، حلمه الوصول إلى أم لا يعرفها ولا يعلم عنها شيئًا ..
عبرت جسوراً بلا إكتمال ، وحين إكتمل عبورى محملاً بحرمان، وجدت مرسى لم أحلم ببهائه ، رائحته تلازمنى فى كل خطو وفكر، ولا أبوح بما أحسه، عقلى يطير حين تكمل ما لا اعلنه ، أشبعتنى بساطة بلا تكلف وطبقات غموض، حين تنظر تطوى وحدتى وتفر، حين تتكلم أصغى ولا أشبع، قدرتها على الفعل تُذهل .. بددت ظلامى الى عالم يمتلك آلاف الشموس ،
و أقمار لا تُحصى .. ذكاء فطرة تعبر أفق وأفق نحو عمق الرؤية . وإقتحم خلاء وجود مدهش ..
سكنها تجليات أولياء، سلاح أنوثة تملكه ولا تشهره، عند تخلى قيوده يظهر.. .
فكرها تجاوز حدود عقلى، جعلنى حائرًا أفكر فى الطبيعة وماورائها .
لا تتركنى أهيم وأبعد، ألهث لفك غموض ينتاب جُمل أجهلها، ولم أدرك عمقها حتى الآن .. حماقاتى تمجدنى، أكابر بجهل عن نفسى، تمحو غرورى بإشارة أو عبارة أو تعليق على شيئ آخر،تراقب ذهولى وتطمئن على بداية تصحيح ما أجهله، تتركنى وتنشغل..
غالباً لا تُكمل كلامها .. إنكارها توكيد، ومالم تعلنه متعة وعذاب لى .
دخلت دون أن أدرى مجال الخلق وتداعياته حتى إمتهنت الفكرة .
ربطنى رباط السحرة والعارفين بالله، والمكشوف عنهم حجاب الغيب ..
لا أملك غير الطاعة الذى لا أعلنه .. وأدعى عكسه ..
تواصل تبعيتى لصغيرتها التى لا تعرف نطق الحروف والكلام . أراقب وألاحظ سنوات وأرنو إليك بإعتزاز، تزيد المكانة حين تقدمين بلا مقابل، تواجهين الخيانة بالبعد عن مجالها، هجر المشين عبادة والصدق فرض وجوب، عالم خلق بريئاً، مكايدات حياة حملتيها برضا، حضور وردود فعل تؤكد معنى النبل ..
أخجل الآن من تصرفات لا أملك شجاعة الإفصاح عنها ..
لا أملك غيرك لحمايتى ومحاصرة وجع إقتراب رحيلى ..
تملكين غفران يفوق ما بحوزتى من آثام .
اغفرى ..
***
يشغلنى ألا تقع خصومة بيننا ..
نفور من تصرفات تحمل العذاب، وأهيم فى غربتى أغمض عينايي عن كل ما أراه..
أثناء غفوتى يمتلأ الفم مرارة وجفاف إستعصى اروائه ..
فى غياب الوعى النوم يجرح حلقى ..
أهرب بالصحو ويغلبنى النوم وأغفوا، أصحو وتتواصل أيام .
أهرب من وساوس شيطانى الماكر.. أبحث عن حماية ولا غيرك ، بعيدة ويأتينى قربك !؟
***

رايات غضب سخريتهم من خوفى أسقطها، تعانى الأعضاء انهيار وظائفها، ضمور ذاكرتى وعطبها يخلط الأحداث، أتعامل كطفل أبله ميئوس من شفائه، يدللونه أحيانًا، وأحيانًا يهزون الرأس دون إعتراض أو موافقة، وأسقط بين براثن جرح وهنى .
تهرب الأشياء وتتباعد، حين أنطق مظلوم أشكو من نفسى لنفسى. ولا أصل الى عذاب معذبى ومن سامحته .. قديما لم أسامح أو أغفر وحساب فورى بيد عفية قادرة لا تعرف السماح . تبدلت !! تصحرت ويجرفنى حنين إلى أيام أصابها عطب الإنكار .
سجين جدران تحجب وتنفى . وعيون تبحث عن ضوء ..
ذاكرتى تبحث عمن يحكى ويبوح .. خلخل توانى عواصف اقتحمتنى خارج شباكى ..
غيوم تحولت لدخان أسود ، أزرق ولا أميز، أمتلأ بإحساس خطر قادم .
***
التصقى اكثر بالسماعة حتى لا يسمعنى أحدًا .. أنتشل من غرقى عند سماع صوتك.. تملكين دخول جسدى المغترب، خطوى تراخى . دائمًا هم ينظرون ولا يدخلون..
أمام التلويح بالتخلى أبتلع خوف وغضب وحدتى ..
أنفر من صوتى حين يتلون بمزيد الطاعة .
***
أعترف كان أنسب مخلوق .. يدرك قيمتك، تمكنت من دخول أعمق أعمق أعماقه .
عرفت اكثر مما عرف عن نفسه، تمكنت بدأب من محو العقبات حتى تلاقيتما فى بؤرة التواصل .. أسمع الآن صوته ينتشلنى ربما أحس أن داخلى شيئ طيب ويطلب الغفران .
أدعو الواحد الأحد أن يحمى هذه العبدة الصالحة، أحس أنفاسك قلقة !
ولا أعطى فرصة للكلام ..
أسمع صوت أمى وأرى ملامحها إبتسامتها، خجلها، جسارته، حدتها، عصبيتها، هدوءها، صمتها، خفة روحها، تمردها، لينها، كبرياؤها، كرمها، تطهرها، براءتها، نظرات حائرة محيرة، وشجن . الله معك قولى لى من فيكما أكلمه !!! من فضلك تكلمى كى اسمع ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس