الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية

وديع السرغيني

2006 / 4 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


خلال العقدين الأخيرين، عرفت الساحة الجامعية و حركتها الطلابية نوعا جديدا من الزعامات الكاريزمية و شكلا جديدا من الآليات التي يتم بها و من خلالها توجيه التابعين و المتعاطفين، آليات و إن كنا لا نقبلها لعدم ديمقراطيتها و لعدم جماهيريتها إلا أننا نقف مشدوهين أمام الرفض المطلق و العنيف للآليات البديلة التي أنتجتها تجربة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و طلائعه من مناضلي التيارات الديمقراطية الجذرية بما فيهم مناضلو الحملم، على طول الأربعين سنة الفارطة.
و من سلبيات و بؤس الكاريزمات الطلابية اليسارية و اليمينية، الماركسية و الظلامية، الإبداع الخطابي المطول و الممل، سرد المعطيات اليقينية بدون مراجع، رفض الملاحظات بدعوى الالتزام و عدم التشويش، تقويل الغائبين المنافسين ما لم يقولوه، تقديم نصوص مزورة لمفكرين بحذف التسطير أحيانا أو بإلغاء القوسين أحيانا أخرى، تلفيق مقولات لمفكرين و فلاسفة، إلغاء جزء من التاريخ، أو تاريخ حركة من التاريخ..الخ من السلبيات التي تصدم المتتبع أو المنخرط من الطلبة حين يتمكن من الحقائق عبر مصادر أخرى و من منابع أخرى أكثر مصداقية و أكثر جرأة على النقاش و متسلحة بما يكفي من المعرفة و المراجع.
و بسبب الإهمال الذي طال الجامعة و هو إهمال ساهمت فيه معطيات ذاتية و موضوعية، تكتفي أغلب التيارات التقدمية الفاعلة الآن بأنشطتها المكررة كل سنة أشكالا و مواضيع و مؤطرين، مؤطرون في غالبيتهم طلبة أو متخرجون جدد ما زالوا يرددون نفس الحقائق الصنمية المحفوظة.
من حيث الشكل تجد سيادة حلقات النقاش المعرضة للهفوات و لزلات اللسان و للمهاترات و الكلام الساقط حتى، دون أن تتوفر للمعارضين إمكانية النقد أو المحاسبة لا في حينها و لا في المستقبل.. يتواجه و يتعود الطلبة على نفس الوجوه و على نفس الخطاب و على نفس اللكنة لسنوات و قد تصل أحيانا لعشر سنوات في بعض المواقع.
يشحن الطالب و يعبأ بمعلومات عن أحزاب و تيارات و منظمات و مجموعات يلخص الموقف منها في جملة ركيكة و أحيانا يشار إليها بلفظ قدحي يعفي المؤطر من التحليل و الشرح و الإقناع..
و من داخل تجربة "النهج الديمقراطي القاعدي" تخرجت المجموعات و التيارات و الفعاليات.. مجموعات لا نشكك في نضاليتها و في تقدميتها شيئا، لكننا نعاتبها و نحاسبها على استمرار و تكريس هذه الثقافة و هذا الأسلوب في التأطير و التعبئة.. فللحركة اليسارية التقدمية أطر عديدة و مناضلين كثر عايشوا مختلف الأشواط التي مرت بها الحركة الطلابية و ساهموا بقوة في كافة التجارب اليسارية المنظمة وغير المنظمة.. مناضلون يعبرون على مختلف التقاييم المتباينة و الموجودة داخل الجامعة و خارجها، إعطاء الكلمة لمن يخالفني الرأي ليس استسلاما لرأيه و لأفكاره بل هو نوع من التسهيل و الشرح لرأيي فكلما قدم الشروحات باستفاضة لمشروعه تقوت أطروحتي و توسعت ثغرات الأطروحة الأخرى أو الأخريات ـ التقديرات نسبية طبعا و خاضعة للتأثير و التأثر و لقوة الواقع الموضوعي المتطور باستمرار ـ يجب أن تسترجع الجامعة مكانتها كفضاء للنقاش و للاختلاف و للمناظرة الفكرية، يجب محاصرة الفكر الظلامي اليميني و اليساري باسترجاع مدرسة الديمقراطية إوطم، يجب الإطلاع على مختلف المدارس الفكرية و التصورات السياسية من معتنقيها و ليس عن "أبي هريرة الراوي".
فهل يعقل أن نخطأ الآن في تواريخ مؤتمرات إوطم و في أسماء الرؤساء المتداولين على قيادة إوطم؟ هل يعقل أن نخطأ في تاريخ الانتفاضات الشعبية و في أسماء الشهداء؟ هل يعقل أن يستمر الجهل بمعطيات آخر المؤتمرات لإوطم مكانه، مدته، ظروف الانسحابات، توصياته، مشاريع المقررات المقدمة خلال أشغاله..الخ؟ هل يعقل أن يشطب الإرث القاعدي من أرضيات و اجتهادات ليتحول لنقط مجهولة المصدر لا تسمن و لا تغني من جوع و يعتبرها البعض برنامجا ماركسيا لينينيا!؟
أما قمة العجب العجاب هو أن يطلع بيانا باسم "القيادة السياسية" للمنظمة إوطم ـ النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش ـ بمناسبة يوم الأرض و يدخل فيه الرفيق جورج حبش ضمن لائحة الشهداء و الفضيحة فضيحتين، الأولى جهل و أمية والثانية تعري أمام الملأ على صفحات الأنترنيت.. فضيحة ذكرتني بتصريح لمفتي الزعماء لإحدى المجموعات الماوية بأن تروتسكي عميل لمركز الاستخبارات الأمريكية CIA و هو المغتال قبل استحداث هذا المركز.. أو أن ماو هو من أنتج مفهوم الكمبرادور و هو مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية..الخ
تصريحات تعبر عن فقر أصحابها و محدودية إطلاعهم و معطياتهم و العيب ليس في هذا، بل العيب هو في تقديمها بإطلاقية و صنمية غير قابلة للتعاطي و النقاش و المناظرة.. و من تجرأ و انتقد و ناقش سمي تحريفيا و عميلا وجب استئصاله بالعنف و الترهيب و التشهير..الخ من الأساليب الفاشية الظلامية المقيتة.
عبر هذه الملاحظات و هذه الإشارات نمارس جزءا من مسؤوليتنا التاريخية و سنستمر في النقاش الديمقراطي و الرفاقي مع مختلف الآراء التقدمية اليسارية و الماركسية اللينينية حول سبل العمل داخل المنظمات الجماهيرية و حول مهام الحملم و الأولى منها بناء حزب الطبقة العاملة المستقل نظريا، سياسيا و تنظيميا مع طرح سبل التنسيق في هذا الاتجاه و من داخل المنظمات الجماهيرية من أجل شعارات و برامج موحدة تدفع بالحركات الحليفة و المساندة للطبقة العاملة بأن تلعب دورها الإيجابي في مسلسل الثورة الاشتراكية محررة جميع الكادحين و المقهورين المغاربة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم