عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني – العراق، يوم 18/3/2003 اجتماعاً استثنائياً، تدارست فيه الجديد في الاوضاع السياسية: الدولية والاقليمية والعراقية والكوردستانية.

وقد استهلت اللجنة المركزية الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تحية  لذكرى شهداء حلبجة والانفال والانتفاضة الاذارية المجيدة وشهداء الحزب والحركة الوطنية. كما وحيت جماهير شعبنا بمناسبات آذار ونوروز وتمنت لها مناسبات سعيدة وهادئة ودعتها الى السكينة والصبر والاستقرار في هذه الايام العصيبة والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها وعدم التفكير بالنزوح عن مدنها. كما ودعت القوى والاحزاب الكوردستانية والوطنية العراقية للارتقاء باليات عملها، وتوحيد جهدها ورص صفوفها، والتأهب لتعزيز دورها في مجريات الاحداث وفي عملية التغيير وما بعد التغيير، والسعي المشترك للدفاع عن أهدافها، ولتقرير مصير قضيتها بنفسها في بناء العراق الديمقراطي البرلماني الفيدرالي – السبيل الوحيد لانقاذ الشعب والوطن والمنطقة من مسلسل الكوارث والويلات والمآسي.

وفي مداولاتها السياسية لاحظت اللجنة المركزية ان العالم بشكل عام والمنطقة والعراق بشكل خاص، يمران بمنعطف تاريخي وبمرحلة غير عادية، خرجت من سياق الاحتمالات والممكنات، بعد ان اتخذ الرئيس الامريكي جورج بوش بخطابه يوم 17/3/2003، قراراً انفرادياً بعيداً عن الامم المتحدة والشرعية الدولية، حسم فيه موقف ادارته، ووضع حداً نهائياً للصراعات والنقاشات والجهود الدبلوماسية لحل الازمة العراقية، وحدد بشكل واضح وصريح مهلة ساعات قلائل للنظام العراقي، بالتنحي عن الحكم وترك البلاد، أو مواجهة الحرب المدمرة.

جددت اللجنة المركزية تأكيدها على أن الحرب هي أسوأ الحلول، لانها لن تأتي الا بالمزيد من الدمار والويلات والموت والمآسي للشعب العراقي، الذي عانى ولا يزال يعاني المحن والمعاناة الرهيبة من سياسات النظام وحروبه. اضافة الى التداعيات السياسية للحرب ليس على مستقبل العراق فقط، بل على مستوى المنطقة برمتها، انطلاقاً من الاهداف الامريكية المرسومة لها، في الاحتلال واقامة الحكم العسكري الذي نرفضه، وكذلك التدخلات الاقليمية التي ستنجم عنها. كما ان التخلص من النظام الدكتاتوري واقامة البديل الديمقراطي البرلماني الفيدرالي يمكن تحقيقه بطرق اخرى غير الحرب، تصون ارواح الناس وتستبعد الدمار والخراب.

اكدت اللجنة المركزية ان السبيل الوحيد في هذه اللحظات الحاسمة لتفادي كارثة الحرب وتجنيب الشعب والوطن الموت والدمار، هو ان يعلن الحكام الدكتاتوريون استقالتهم وتنحيتهم عن الحكم وتركهم البلاد، لتدار من قبل حكومة ديمقراطية تعددية فيدرالية انتقالية تعيد للشعب كرامته وحقوقه، وللعراق مكانته، ولدول المنطقة العلاقات الطبيعية والسلام. وهذا ماكان سيفعله حكام أي بلد في العالم، لو تعرضت بلدانهم الى مخاطر كالتي تتهدد العراق اليوم، وكانوا سيضحون بكراسيهم ومناصبهم في الاقل، اذا وجدوا في ذلك منقذاً لشعوبهم وأوطانهم من المخاطر. ان تنحية حكام العراق ومغادرتهم البلاد مطلب شديد الالحاح. ونحن لا نؤيده كونه الشرط الذي تطالب الادارة الامريكية بتنفيذه مقابل عدم شن الحرب، فمنذ عقود طويلة، والشيوعيون العراقيون والكوردستانيون يحملون راية النضال من أجل ازاحة الدكتاتورية، واقامة البديل الديمقراطي، معتبرين ذلك الشرط الوحيد لوقف  مسلسل الكوارث والمآسي الناجمة عن سياسات الدكتاتورية، ولتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي جانب آخر من مداولاتها، اكدت اللجنة المركزية على ضرورة تعزيز وتطوير العلاقات والتعاون والتنسيق بين الادارتين والاحزاب الكوردستانية، وتوحيد جميع الجهود والطاقات النضالية، لاداء المهام ومواجهة المستجدات والتطورات، ولضمان المستقبل وتحقيق تطلعات شعبنا العادلة. واهابت برفاق الحزب ومنظماته للارتفاع بادائهم الى مستوى المسؤولية واستحقاقات المرحلة الراهنة.

وفي دراستها لمجالات العمل الحزبية اتخذت اللجنة المركزية جملة من القرارات والتوجهات والتوصيات للعمل الحزبي والاعلامي والجماهيري.