الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-النزعة الذاتية بين الانتماء الوطني ومصالح الدول الأخرى-

رياض عبدالنبي العبادي

2019 / 2 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سئل جوزيف ستالين ذات مرة عن رايه بشخصية حليفه الزعيم الصيني ماو سيتوون. اجاب انه كالفجل الاحمر بمعنى انه شيوعي من الخارج لكنه قومي في الداخل وهذا يتقاطع في عمومياته مع وهم المبادئ والاهداف الماركسية ومشروعها الاممي العابر للقارات بحسب استراتيجيتهم السياسية آنذاك .
الذي اريد ان اقوله هنا ان النزعة الوطنية لدى الفرد لابد ان تطفوا منها بقايا ولو على اقل تقدير من باب الوفاء للوطن الذي انجبه لا ان ينسلخ بشكل كامل عن مسؤوليته الفطرية لحساب دولة اخرى او مشاريع سياسية تؤثر على مستقبل بلده الام فيبقى يرقص على انغام الخيانة الى امد غير معلوم.
لقد توافقت للأسف الرؤى الماركسية وتطابقت كثيرا مع برامج بعض الحركات السياسية الاسلامية اليوم خاصة منها الراديكالية فنجد داعش واخواتها يذهبون بهذا الاتجاه.
كذلك الحركات الاسلامية عندنا في العراق بشقيها السني والشيعي تذهب بهذا المنحى ان قلبنا الصورة التي رسمها الزعيم السوفيتي عن حليفه. وخير دليل على ذلك المحن التي مر بها العراق منذ ٢٠٠٣ حتى وقت قريب من صراعات سياسية تحوت الى نزاع عسكري مسلح في الخفاء والكل اصبح على علم بذلك.
ان ماجرى من تفجيرات في بغداد واغتيالات وتخندق مذهبي واصطفاف طائفي لسنوات حملت كل الوان القساوة بين طياتها للعراقيين كان واضحا كل الوضوح لدى الجميع ان هناك مشاريع دولية تقف وراء ذلك لكن السؤال هنا ايضا كيف للمراء ان تتشظى وطنيته وتنقسم ميوله الذاتية الى قسمين فيكون مواطنا في البلد الام وبذات الوقت يحافظ على مصالح الاخرين وينفذ برامج سياسية لدول اخرى تؤثر سلبا على مسيرة شعبه الذي انجبه وترعرع في ثنايا ربوعه.
ان هذا الامر بات ساطعا كنور القمر في ليلة داجية، ربما لم تكن الرؤية واضحة في السنوات الاولى لكنها تدريجيا صنعت قناعات لدى عموم الشعب ان هناك من يعبث بمقدرات ومستقبل بلده لحسابات خارجية.
فيتبين لنا ان ماذكره ستالين عن زميله الزعيم الصيني امر مسلم به في داخل فكر وثقافة الكثير من النخب السياسية العراقية اليوم دون وازع من حياء او مسؤولية اخلاقية وان الوعي الذي حصل لدى الجماهير سيكون لعنة ابدية على كل من كان يتعامل وفق تلك المعايير اللاوطنية في حقيقة امرها والتي باتت نتائجها اليوم تشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل اجيال ستولد من رحم المعاناة.

* صحفي من مدينة البصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا