الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب في الخارج

تميم منصور

2019 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سياسة العنصرية في إسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب في الخارج
تميم منصور
ان أكثر ما يقلق القوى اليمنية في اسرائيل ، تزايد عدد الاكاديميين من المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني ، والسبب واضح ومعروف ، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من الايديولوجية الصهيونية التي تمكنت من احراز الانتصار تلو الانتصار في تحقيق مخططتها في اقامة دولة كولونيالية على حساب الشعب الفلسطيني ، فقد سلبت ارضه وسيادته وتحاول مصادرة ثقافته وتاريخه ، لم يأت هذا الانتصار من فراغ ، فقد كانت مخططات الحركة الصهيونية ولا زالت مدعومة بأهم قوتي دفع وهما العلم والمال ، فقد وجد الشعب الفلسطيني في سنوات الانتداب وقبله نفسه يواجه غزو بشري ومدعوماً بالعلم والمال وهذا ما فعله الرجل الأبيض عندما غزا القارة الامريكية الشمالية والجنوبية ، والقارة الافريقية ، وقارة آسيا ، فالفارق الذهني والمالي تغلب على الفوارق التي تواجدت لدى الشعوب التي استعمرت وقهرت وأهمها الفرق العددي .
بسبب انتصار الرجل الأبيض تغيرت الخرائط الجغرافية والسياسية والطوبغرافية لعدة شعوب في العالم ، خاصة في الامريكيتين ، وفي استراليا وفي الشرق الأوسط ، ولولا نضال الشعوب الامريكية ، من العرب في مصر وشمال افريقيا وجنوب افريقيا والسودان وانغولا وموزنبيق لازدادت القارة الافريقية سودا في لونها وحكمها السياسي ولاقيمت بها أكثر من إسرائيل واحدة
من أهم المتغييرات في الشرق الأوسط ، حرمان غالبية الشعب الفلسطيني من وطنه ومن اقامة دولته المستقلة ، وقد نجحت الحركة الصهيونية من تشبثت هذا الشعب وسبب هذا التشبث باستمرار الصراعات الفلسطينية الفلسطينية. سواء كان الامر داخل العديد من مخيمات اللاجئين ، مثل مخيم عين الحلوة وغيره وهناك في الأراضي المحتلة ، الضفة الغربية وقطاع غزة .
والغريب ان هذه الصراع أنه يزداد حدة كل يوم ، رغم تواجد طبقة من المثقفين والاكاديميين الفلسطينيين ، ان وجود هذه الطبقة لم يمنع الصراعات والانقسامات ، ولم يمنع تكديس الساحة الفلسطينية في كل مكان بعشرات من الاحزاب والفصائل ، وبسبب هذه التعددية غير الطبيعية ، يستمر نزيف الانقسام ، وهذا ما انتظرته الحركة الصهيونية ، انشغال الفلسطينيين ببعضهم البعض ، كي تتمكن من اختراق صفوفهم .
وهناك من يعتبر هذه الانقسامات والصراعات استمراراً للانقسامات والصراعات التي دارت بين الفلسطينيين في فترة الانتداب ، فقد أدت هذه الانقسامات الى فشل ثورة البراق عام 1929 ، وأدت الى فشل وانهاء الاضراب عام 1936 ، فقد حدثت انقسامات وانشقاقات داخل صفوف الطبقة العمالية ، وانقسامات داخل القيادات الفلسطينية ، لأن هذه القيادة لم توفر البدائل لإضراب العمال المستمر ، ولم توفر الأسواق لمنتوجات المزارعين وبعض الصناعات المحلية .
وعندما اشتعلت الثورة بعد الاضراب ، بسبب رفض القيادة الفلسطينية لاقتراحات لجنة بيل الانجليزية استمرت الانقسامات فلم يكن للثورة قيادة مشتركة ، كان كل فصيل يعمل لوحده ، فحدثت تجاوزات كثيرة ، افقدت الثورة هيبتها وشعبيتها ، مما ساعد الانجليز على اختراقها ووقفها الى درجة ان بعض الاحزاب الفلسطينية كانت تقاتل الثوار ، وكانت تمنع وصول الأسلحة من شرق الاردن ومن سوريا ولبنان .
نتيجة هذا الانقسام توقفت الثورة دون أن تحقق أي هدف من أهدافها ، وقد تكرر هذا الفشل في حرب 1948 التي انتهت بالنكبة وبتحقيق أحلام الصهيونية .
لم ينته دور الحركة الصهيونية بانتهاء النكبة فقد أخذت تعمل على عدة جبهات ، أهمها جبهة الداخل بنقل أكبر عدد من المهاجرين اليهود وغير اليهود لتهويدهم كي تصبح اسرئيل امرأ واقعاً . فوق أرض فلسطين ، كما وضعت القيادة التي تولت الحكم في اسرائيل منهاجاً خاصاً للتعامل مع المواطنين الفلسطينيين الذين تركهم القادة والزعماء العرب مع جيوشهم رهينة بأيدي العصابات الصهيونية ، وعلى الرغم من أن اسرائيل الدولة والحكومة لم تلتزم بأي اتفاق من اتفاقات الهدنة الخاصة بالعرب الذين تشبثوا بارضهم ، خاصة مع الاردن ، الا أن الأنظمة العربية لم تهتم بهذه الشريحة ولم يقلقها مصيرها ، خاصة النظام الاردني الذي وقع على الاتفاقية المذكورة لكن هذا لم يمنع عرب الداخل الفلسطيني من الانطلاق والتصدي لكل الممارسات العنصرية ، في كافة المجالات ، العمل والتعليم والمساواة وغيرها ، فحققوا انجازات كثيرة وحاولوا ولا زالوا يحاولون تجاوز كل العقبات .
لم تترك المؤسسة الحاكمة ذريعة لإغلاق أبواب الجامعات في وجه الطلاب العرب إلا و استخدمتها ، لكن عشرات الآلاف من الطلاب العرب استطاعوا ايجاد طرقاً التفافية لدخول هذه الجامعات ، من هذه الطرق الدراسة في الجامعات الاجنبية ، لقد ارتادوا دولاً كثيرة من أجل تحقيق احلامهم بدراسة المواضيع التي يختارونها ، خاصة موضوع الطب والهندسة والصيدلة ومواضيع أخرى .
هذا الجيش من الاكاديميين العرب الذين درسوا على نفقتهم الخاصة اذهل المؤسسة الحاكمة ، فقد ذهلت من عدد الأطباء والصيادلة والمهندسين وخبراء المختبرات والعلاج بطرق مختلفة ، لأنهم تولوا غالبية الملاكات الطبية وغيرها في المشافي ، لذلك بدأت بوضع العراقيل أمام الطلاب الجدد ، لكنهم سوف يتجاوزونها .
لم يكن التعليم في الجامعات الاجنبية من قبل الطلاب العرب سهلاً ، فبالاضافة الى النفقات المضاعفة عن التعليم داخل المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية التي تحملها أولياء امور هؤلاء الطلاب ومعظمهم من محدودي الدخل ، بالاضافة الى ذلك وقعت حالات محزنة ومؤسفة ، فقد دفع عدد من الطلاب حياتهم ثمن غربتهم وداستهم، فقد قتل عدد من هؤلاء ، كان منهما شقيقان قتلاً في بلغاريا على يد عصابات المافيا وقتل طالب ثالث في ايطاليا نتيجة حدوث زلزال في المدينة التي كان يقيم فيها ، كما قتل وأصيب أكثر من طالب عربي واحد نتيجة حوادث الطرق وقعت في البلدان التي كانوا يدرسون بها ، أثنان منهما في الجامعة الامريكية في جنين .
وطالب آخر قتل في رومانيا وطالب في بلغاريا وبالتأكيد ان هناك عدد من الضحايا لم نذكرهم .
ولا يمكن ان ننسى آخر طالبتين من عرب الداخل الفلسطيني ، دفعا ثمن وجودهما في الخارج من اجل الدراسة وهمما المرحومة اية مصاروة والمرحومة سوار قبلاوي .
هذا يؤكد بان فلسطيني الداخل يدفعون مهور وجودهم في الدولة الوحيدة في العالم التي لا زالت تنبع نظام الابرتهايد ، الطلاب العرب لا يعنون اي شيء بالنسبة لها ، في رأي ان الاجابة يجب ان نكون حاسمة من قبل القيادات العربية ورؤساء السلطات المحلية وهي الاسراع في اقامة جامعة عربية في احدى المدن العربية او في مكان آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس