الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تستمع الى المسؤولين العرب فستجد أن حديثهم جميعا متشابها بدرجة مذهلة فهم يتحدثون عن التنمية والتقدم وعن المكانة التي تحتلها بلدانهم على المستوى الدولي وكيف أنه تحت القيادة الحكيمة للقائد الهمام والزعيم الملهم ووحيد عصره وأوانه أصبحت بلدانهم محورية وقوية وأن اقتصادهم يسير على الطريق الصحيح وأنهم قد حققوا بالفعل الرفاهية والحرية والأمان لشعوبهم، فما بال المواطن العربي يقرر انهاء حياته حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو ولا يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن حادثة انتحار مفزعة كان الدافع لها الظلم والقهر وضيق العيش!
فمنذ أنتحار بو عزيزي بسبب ما تعرض له من اذلال ومهانة على يد شرطية تونسية وأصبحت حوادث الانتحار في الوطن العربي شبه يومية، وإن كانت حادثة حرق المواطن اللبناني جورج زريق لنفسه اثارت المجتمع اللبناني وجعلته يشعر بالخطر ويتعاون من أجل التكفل بأطفاله، ففي مصر ينتحر في كل يوم المواطنون بكافة السبل وخاصة بالقاء أنفسهم أمام قاطرة مترو الأنفاق بدون ان يهتز لأحد جفن!
لقد اصبحت حوادث الانتحار اليومية تمر على المواطن المصري بدون أن يلقي اليها بالا وكأنه خبر عادي ويومي الى جوار اخبار مثل ارتفاع اسعار المحروقات والسلع الأساسية وحوادث التفجيرات الارهابية وحوادث القتل خارج اطار القانون وأحكام الاعدام، وانهيار التعليم ونقص الأدوية وانخفاض مستوى الخدمات وارتفاع مستويات البطالة، وغياب العدل والأمان، ناهيك عن ما تقترضه الحكومة يوميا من البنوك المحلية ومن الخارج، كل ذلك وهو مضطر في نفس الوقت أن يستمع الى رموز النظام وحملة المباخر وضاربي الطبل وهم يتغزلون في جمال الرئيس وكيف أنه وحده القادر على ادارة البلاد نحو بر الأمان، وأن ما قام به من انجازات لا يستطيع غيره استكمالها ولذلك علينا أن نخرج جميعا الى الشوارع مطالبينه بالبقاء في الحكم وحتى الممات!
بايعوا الرئيس من اجل رفع نسبة الفقر واعداد الفقراء .. بايعوا الرئيس من أجل اسقاط مصر في المزيد من الديون .. بايعوا الرئيس من اجل انهيار أكبر للعملة وزيادة أكبر في مستويات التضخم .. بايعوا الرئيس من اجل بناء المزيد من المنشآت التي لا يسمح للمواطن العادي بالمرور من أمامها .. بايعوا الرئيس من أجل تغول الأجهزة الأمنية أكثر وأكثر ولتصبح حياتكم الخاصة مستباحة وكرامتكم مستباحة وبيوتكم مستباحة، وثروات بلادكم مستباحة وأثاركم مستباحة.
بايعوا وحيد عصره الذي لا يعنيه تعليم ولا صحة ولا سياحة ولا انتاج بل أنه يحكمكم بالفقر والذل والقهر ويعاملكم بأسوأ ما يمكن أن يعامل الشخص الغير رحيم كلبه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط