الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيرات في العالم

جواد الديوان

2019 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قادة الحرب العالمية الثانية قدموا مؤسسات لمساعدة العالم بعد الحرب، في التبادل التجاري، والتعاون وتجنب الحرب. ويشهد العالم في هذا القرن تغيرات كبيرة، وتظهر الحاجة الى نظام جديد لحفظ السلام والتقدم والتطور.
التغيير تجاوز الجيوسياسية والاقتصاد الى الثورة الصناعية الرابعة، وتعني الرقمنة digitalization الكاملة للمجتمع والسياسة والاقتصاد. فهذه الثورة تنخر النسيج الاجتماعي الحالي وتغير علاقات الاشخاص مع بعضهم ومع العالم كذلك. وبعبارة اخرى اقتصاديات الدول والاعمال والمجتمعات والسياسة تتغير بالكامل. ولن يكفي اصلاحات اليات عمل المؤسسات الموجودة لمواجهة التغيرات. وان انتظر قادة الدول حلولا او قدموا حلولا سريعة لاصلاح نواقص الانظمة القديمة، فان قوى التغيير ستظهر عزمها وقوانينها تلقائيا وتحد قابليات قادة الحكومات على تشكيل النواتج الايجابية للحياة.
وباختصار، الثورة الصناعية في بدايات المكننة وطاقة البخار (1784)، والثورة الثانية في بديات الانتاج بكميات ضخمة (1870) والصناعية الثالثة عند استخدام الكومبيوتر والاتمتة (1969)، والثالثة في استخدام انظمة الانترنيت في الصناعة (2010). وفي العراق اقتناء طابعة ملونة اشكالية كبرى تستوجب مراجعة الامن في التسعينات من القرن الماضي!!.
الفترة التي تلت 1945 (نهاية الحرب العالمية الثانية) شهدت اقتصاديات اليات التكامل، وقادت اوربا هذا الاتجاه الى نسب نمو غير مسبوقة، وبعدها الى اتحادات. اليابان والنمور الاسيوية وجدت مكانا في الاسواق العالمية، وسجلت نسب نمو عالية. وفي بدايات 2000 قفزت اقتصاديات البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا (BRICs) ووثبت في التجارة الى مستويات غير منظورة سابقا، وصادراتها تشكل خمس انتاج العالم، الرقم الاعلى في التاريخ. و ذلك رغم الدور القيادي الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية في المؤسسات العالمية وتعزيزها للنظام العالمي، وتامين طرق التجارة، وضخ الثروة الى الاسواق العالمية.
وتتباطا الماكنة الاكبر للعولمة، ومساهمة التجارة في الانتاج المحلي الاجمالي لا تنمو كالسابق. ورغم ان السوق الحر يحل الالغاز!. فان تاييد مذهب حماية الصناعة والزراعة وغيرها يزداد ويصنع طرقا داخلية، ويؤيدهم الغالبية ممن يعتقد ان النظام الحالي (العولمة) حجر عثرة امام تطورهم.
ورغم امكانية تفهم الاحباط، فان العولمة رفعت الملايين من الفقر، ولكنها ايضا سنوات طويلة من تاكل المدخولات، وشيوع احوال عمل غير امنة لاخرين. وللعمال الامريكيين فان العولمة انتهت قبل فترة. ولديهم فرص العمل بلغت ذروتها في الثمانينات، وانخفضت الفرص حالما دخلت الصين لمنظمة التجارة العالمية WTO. والغريب هناك اقتصاد مزدهر مع تراجع فرص العمل الانتجابية الى مستويات ما قبل الحرب العالمية الثانية.
وفي بلدان اخرى، تتدنى نسبة النمو، وارقام البطالة تتصاعد. وامريكا الاتينية ومنها الارجنتين والبرازيل وفنزويلا، تعاني التضخم وتناقص نسب النمو. واروبا تترنح بعد صدمة الازمة المالية. والصين تناضل من اجل توقعات بنسب نمو عالية.
يعتاش بعض الوطنيين ودعاة حماية الصناعة المحلية على الامراض المذكورة اعلاه، وحلولهم في اشاعة الحنين للماضي. الحياة لم تكن افضل قبل العولمة، ما عدا في بعض المجتمعات حيث يتمتع الناس بشعور امن اكبر، وتعود على رتابة الحياة في ترديد حكايات عبر الاجيال، ورسوم كمركية وحواجز للتجارة، وتعزيز مفهوم السيادة.
هذه المفاهيم بالضد من التكامل العالمي، وقد يعيد الحياة الى الصناعة المحلية للسيارات والالكترونيات والمنتوجات الزراعية وغيرها. والواقع ان الانتاج وتبادل البضائع يتناقص تدريجيا، وتختفي فوائد المنافسة من الانتاج قليل الكلفة والقابلية على الابداع واستخدام الروبوت والرقمنة.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام