الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيكا

محمد ليلو كريم

2019 / 2 / 12
الادب والفن



الثقافة تُصحِح وتُصلِح ..
أقيم معرض بغداد الدولي للكتاب قبل أيام وما زالت فعالياته متواصلة بجهود وحضور أكثر من ستمائة دار نشر وبرعاية حكومية لا بأس بها ، وقد عُرِضت آلاف الكتب والى ما يصل لمليوني كتاب بمشاركة ثلاثٍ وعشرين دولة ، ويمتد المعرض الى عشرة أيام حيث تُختم فعالياته ..
تنتهز الدول الجيدة الفرص التي تُتاح في المهرجانات الثقافية للتعريف بالتنوع الذي فيها وتبذل الجهود الكبيرة لعرض كل الألوان الإجتماعية ، ومعرض بغداد الدولي ومن دلالة أسمه حدث بإعلان ودعوة عالمية ولا يقتصر على جانب واحد بل هو شامل العرض ، وهكذا فعاليات كبيرة وواسعة المادة فرصة ثمينة لإضافة تخصيص مكاني وتعريفي بمكونات عراقية طالها التجريف والتصفية النوعية حتى غدت من ذكريات التأريخ وصفحاته القديمة ، ولأن الثقافة إرتقاء وتقويم لا بد من دورها الفعال في اعادة الاعتبار والحضور لمجتمعات عراقية مغيبة بفعل قرار حكومي جائر دفع بها الى الشتات والإغتراب بعد سحب هوية الأحوال الشخصية ، وأقصد بالتحديد المكون اليهودي ، فكم عراقي يهودي دُعيَ للمعرض ؟؟
كان الأجدى أن يأخذ حدث المعرض الدولي للكتاب في بغداد توسع أكثر في إبراز توجه جديد إيجابي يُعلن وبقوة ومصداقية ولادة مجتمع ثقافي يحتفي بالتنوع الإجتماعي بمختلف أوجهه ورعاية حضور مثقفي المكونات كافة كممثلين عن تاريخ وثقافة وفلكلور المكونات التي ينتمون لها لتكون هذه الخطوة نموذج المثقفين الوطني المصغر ونحن نعلم ما للثقافة من دور في تصحيح وتصليح وتنقيح الذهنية العامة ..
أنا لا أدعو لتحويل معرض الكتاب لمعرض للتنوع الديني ، لا ، لا اقصد ذلك ، بل أدعو ليضم المعرض الدولي طرحًا وطنيًا بداعم ثقافي يحتفي بالتنوع ، وكذلك أدعو لطرح التنوع من وجهة ثقافية فتُعرض النتاجات الأدبية والعلمية والفكرية لشخوص المكون ويُدعوْن للحضور كعراقيين من الشريحة المثقفة لتصير هذه العملية دعوة لإعادة تجميع العراق واسترجاع ما فُقِدَ منه فيما مضى من عهود دولة العراق التي قامت بدايات القرن العشرين ..
قبل أن يُغادر اليهود بغداد وأديرتهم البغدادية كان دجلة يتلألأ بأضواء الزوارق الصغيرة الحاملة لمشاعل صغيرة في كل يوم سبت المقدس عند اليهود ، وكما أطفأت فوانيس يهود بغداد كذلك انطفأت المسيحية والصابئية وأطياف أخرى تكاد تتحول الى ماضٍ يغادرنا تمامًا وتُطوى الصفحات ليطوى العراق الحضاري ويحل بالتمام عهد العراقات كحاصل تحصيل لوطن فاقد للذاكرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال