الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختلاط الواقع المرير بالفانتازيا في رواية: (خان الشابندر)

ريتا عودة

2019 / 2 / 13
الادب والفن


محمد حيّاوي، روائي عراقي مقيم في هولندا. حاصل على ماجستير في للتّصميم الغرافيكي. صدرت له ثلاث روايات: ثغور الماء، غرفة مضاءة للاطمة، طواف متّصل.
صدرت روايته: خان الشابندر سنة 2015 عن دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت.
بلغة سرديّة ماتعة، حروفها من حرير، نسج الروائي محمد حيّاوي روايته حيث أخذنا الصحفي علي العائد من الغربة الى العراق، في رحلة عبر الأزقّة الضّيّقة والمباني المهدّمة في لقطات ومشاهد مكثّفة لحياة بغداد السّريّة والمعتمة ، البائسة والمُحزنة، التي سبّبها الاحتلال الأمريكي.
يختلط واقع التفجيرات المستمرة ، القنابل، العصابات المسلحة، الميلشيات، النساء المغتصبة، الأطفال المشرّدون، بفنتازيا العَم مجر، ذلك الفيلسوف الصّوفيالغريب، لدرجة أن الأمور تختلط على القارىء: هل ما قرأ من أحداث هي حقيقة ام خيال؟
في محاولة منه ليثبت علي، بطل القصة، لصديقته الصحفية نيفين أنّ الاحداث والشخصيات حقيقية، يسالها أن تذهب معه الى العم مجر كي يخبرها ان الأحداث حقيقية، لكن العم مجر لا يبدو عليه ان قابل علي من قبل، مع هذا يسير أمامها الى بيت أم صبيح فنتأكد ان الشخصيات: ضوية، هند، ام صبيح، أم غايب، الفتيات هي شخصيات حقيقية..وندرك أنّ المجموعات المسلحة قامت بقطع رؤوس الجميع.
عندما سألت نيفين العم مجر متى حدث ذلك، اجاب: قبل عشر سنوات. يعود فيختلط الأمر على القارىء. كيف ذلك، والمفروض حسب رواية علي أن ذلك حدث بالأمس!
يظلّ القارىء في حيرة من أمره، هل الاحداث حقيقة أم هي وهم من صنع خيال علي!
الى ان يفاجئنا الراوي في قفلة الرواية بوصف نيفين كما رآها علي وهي تمشي: (قدماها لا تكادان تلامسان الأرض...ص172)، فيتداعى في ذهن القارىء تلك الرؤيا التي رآها علي بعدما سمع قصة قطع أعناق جميع من عرف من الشخصيات:
هالني منظر الناس وهم يسيرون باتجاه النهر بهدوء غير عابئين بالقنابل والرصاص ..كانوا ينسابون بنعومة وصمت، ولا تكلد أقدامهم تلامس الأرض. ولمحت بينهم جنيع من اعرف...الفتيات ومجر وأم صبيح والصبية الذين رأيتهم في بيت ام غايب وزينب واخوتها الصغار حتى نيفين وسالم. ص171.
هنا، ندرك أن جميع الشخصيات التي قرأنا قصصها بما فيها بطل القصة هم أرواح انتقلت بعد حادث التفجير الأخير وقطع الرؤوس من قبل المجموعات المسلحة التي سيطرت على الأزقة في بغداد.

هنا، يقفز للذاكرة كلمات العم مجر: الانهيار (في العراق)يحدث يوميا.
ثمّ، نتمهّل لنتأمل مونولوج العم مجر:(ص138)
الذي يضيء أمامنا فجاة ليشكّل الضوء الأحمر للقارىء ويحمل رسالة الرواية:
(لقد افقدتنا الحيلة المتسارعة قدرتنا على التأمّل. لم نعد قادرين على ذلك حتّى...أنظر الى ذلك المراب من حولنا..البيوت مهدّمة على أسرارها...لكن العشب ما زال ينمو ...يغتسل بضوء الثمر ليلا وينمو غير عابىء بما نفعله.)
قبل أن نقفل الكتاب على حكاية دمار العراق، يعلق في ذهن القارىء سؤال مجر:(ص138)
(لقد وُجد الكون قبلنا وسيبقى بعدنا بملايين السنين أيضا، لكن هل استفاد البشر من عمرهم القصير أم أفنوه بانتظار الموت؟)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ