الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الفتاوي... سلاح دمار شامل...

غسان صابور

2019 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قوة الفتاوي... سلاح دمار شامل...
من ثلاثين سنة.. بالرابع عشر من شهر شباط ـ فبراير 1985 ... نشر الكاتب البريطاني سلمان رشدي.. ذو الأصول الهندية الإسلامية... ترجم لجميع اللغات العالمية.. ما عدا العربية أو ما يكتب بالحروف العربية.. كتابا اسمه الآيات الشيطانية.. كتاب تحليلي رومنسي متوسط... بيع بالعالم كله وجلب ثروة وشهرة طائلة.. ولكنه بقي مختبئا وما زال حتى اليوم تحت حراسة مشددة.. كأي رئيس دولة... بسبب فتوى خمينية تحلل دمه... مما أعطاه شهرة عالمية.. ودعي لمحاضرات تفسيرية بعواصم العالم الأوروبي والولايات المتحدة وأستراليا.. دوما بحراسة مشددة رهيبة.. ولم تزل على كتفيه هذه الفتوى المخيفة والتي تحرمه من الانتقال بكل حرية حيث يرغب... ولكنه نشر بعدها عشرات الكتب والقصص... بدون أية سهولة... لأن غالب دور النشر المعروفة.. كانت تتردد بنشر سلمان رشدي.. ولكن دور نشر تؤمن وتدافع عن حرية الفكر والنشر والعلمانية.. وخاصة إمكانية تحليل وتفسير وانتقاد سيطرة بعض الديانات.. على كل الحريات الطبيعية الإنسانية... وخاصة لـفـت أنظار العالم كله لأخطار تهديد الإرهاب الإسلامي وتفسيرات شريعته وفتاويها...
ــ غالب الصحف ومواقع الإعلام وعديد من الجمعيات الحقوقية والإنسانية... جددت يوم الخميس..البارحة 14 شباط ـ فبراير دعمها.. وتجديد دعمها للكاتب سلمان رشدي.. معيدة كل قصص الفتاوي الإسلامية الإرهابية المنددة بقتله... والتي ما زالت سارية المفعول... رغم مرور ثلاثين سنة على صدورها...

بسنة 2010 في الباكستان حكم على السيدة آســيــا بــيــبــي (المسيحية المعتقد) بالموت... لأن أحد جيرانها اتهمها زورا وبهتانا أنها شتمت الدين الإسلامي...
وكيف ننسى صحيفة شارلي هيبدو Charlie Hebdo الكاريكاتورية الفرنسية التاريخية.. والتي دعما لجريدة دانماركية نشرت صورا كاريكاتورية لمحمد بن عبد الله.. لم يجرؤ احد على نشرها.. مع فتاوى بالموت من الجاليات الإسلامية التي تعيش منذ سنوات بهذا البلد.. فنشرتها شارلي هيبدو.. وأعيد نشرها عدة مرات.. وخاصة عندما وصلتها تهديدات صريحة بالموت... تلاها بتاريخ السابع من شهر كانون الثاني 2015 الساعة الحادية عشرة وثلاثين دقيقة.. اغتيال جمع الصحفيين والرسامين والعاملين بهذه الجريدة التاريخية الفرنسية.. مع حرس حمايتها بالمدخل.. بواسطة جهاديين إسلاميين مولودين بفرنسا ويحملان جنسيتها.. وتربيا فيها.. الأخان شريف وسعيد كواشي.. كما تلت عدة عمليات إرهابية جهادية إسلامية بالعاصمة باريس ومدينة نيس السياحية البحرية... سببت مئات الضحايا الأبرياء... بفتاوي محاربة الكفار... محاربة الكفار.. ببلد آوى هؤلاء القتلة.. ورباهم... وأعطاهم كل الحريات... وأضافوا لها عشرات التعديات.. بمناسبات وطنية.. ومن غير أية مناسبة... ومن اعتقل منهم بعد اشتراكهم بهذه العمليات الإجرامية.. ملتحقا فيما بعد بمحاربي الخلافة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق... واشتركوا بالمئات مع الداعشيين الذين خطفوا وعذبوا عشرات الصحفيين.. بالعراق.. في سوريا.. وبالمناطق الكردية.. حيث اعتقلوا بعد تراجع داعش وحلفاء داعش وأبناء عم داعش... سوف تستعيدهم نفس هذه الدولة الفرنسية "الكافرة" والتي تعتبرهم أبناءها الضالين.. حتى تعالجهم.. نعم حتى تعالجهم وتعالج أولادهم ونساءهم الذين عاشوا بمناطق داعش وحاربوا معها.. سوف تستعيدهم لأحضانها.. وتعالجهم.. وتحاكمهم بكل اعتدال وحسب أنظمتها الديمقراطية "المطاطة".. بإشراف ومساعدة أشهر المحامين... والذين سوف يحاولون غسل وتنظيف جرائمهم... والأخطر والأهم.. عندما يوجهونهم لبعض السجون الفرنسية, والتي أصبحت من أشهر الجامعات الإرهابية الإسلامية... ورغم اعتراض العديد من أصوات اليمين واليسار الفرنسي...
مــشــروع قيد الدرس بجدية حكومية واسعة اليوم... بأعلى مؤسسات السلطة الفرنسية اليوم... وخاصة بجميع مكاتب ومؤسسات الإعلام...
غـــرابــة غــرائــب الأنــظــمــة الــديــمــقــراطــيــة!!!...
***************
عــلــى الــهـــامـــش :
ــ تفسير.. ولفت نظر... لمن يرغب...
أرجو ألا يفسر كائن من كان بأي شكل.. وأنا الفولتيري العلماني.. بأن كلماتي السابقة هذه.. تحمل أي عداء للمعتقد الإسلامي.. لأنني بالعكس أدافع عنه كما أدافع عن حرية جميع المعتقدات الدينية.. آملا وراغبا منها محاولة تطورها نحو الحريات الإنسانية.. والتآخي وقبول الآخر.. ونزع الفروقات بين الإنسان والإنسان.. وإزالة الجدران الباطونية العالية بين الإنسان والإنسان... واعتبار شريعة حقوق الإنسان.. أول الشرائع وأفضلها... لمستقبل أولادنا وأولاد أولادنا... وإبعاد الأمم عن الحروب وتجارتها.. والتي كانت السبب الأول لتفجير البلد الذي ولدنا بـه... وحتى نكون أوفياء لهذا البلد الذي آوانا وحضننا وعلمنا وحمانا.. وفتح لنا جميع مجالات التطور نحو الأفضل... وخاصة نحو هذا البلد فرنسا, والذي رغم تناقضاته يؤمن لنا انتقاد بعض سياساته.. أو حتى غالبها... بكل أمان.. دون أي ضيم أو أذى أو خنق حرية فردية أو جماعية... وأذكركم أن هذه الحريات الإنسانية تؤمن لنا هنا... والتي لم نتذوق منذ قرن كامل أي شبيه لها.. علينا احترامها... لا البحث عن تفجير حضاراتها ومعتقداتها وقوانينها وعاداتها التاريخية... متعربشين غالبا بشرائع وتفسيرات (ديــنــيــة) انتقامية شرسة غبية.. ترفضها اليوم جميع شعوب العالم المتحضر...
وأردد دوما بأنني أحب هذا البلد.. ولا أغير هذا البلد... لقاء أية جــنــة.......
بــــالانــــتــــظــــار...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي: مصر تقف ثابتة في محيط إقليمي مضطرب ولم تتخل عن دعم ا


.. الرئيس الفرنسي يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية المبكرة |




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أدائه الضعيف


.. الانتخابات الفرنسية.. الأجندات السياسية | #الظهيرة




.. لجنة الانتخابات في موريتانيا: الغزواني حصل على 54.87% من الأ