الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111427 الوطن ،والدين.والإنسانية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 2 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111427
الوطن ،والدين.والإنسانية.
الوطن أكبر من كلِّ أبنائه ،ولكنه بدون المخلصين ، الأوفياء منهم ليس بوطن .
الله لم يره أحد قط.هكذا الوطن كقيمة أخلاقية .
الوطن ليس الأرض التي نعيش عليها ،الوطن هو عشق يسكننا ،يرتحل مع خلايا دمنا ، ويعيش كما نعيش لهذا نحياه حقيقة وفعلا، نترجمه سلوكاً إنسانياً، وقيمة خُلقية تجاه من يُشاركنا في العقد الوطني والاجتماعي للعيش بكلّ حرية ، وبكلّ إرادة مبدعة ٍ للخير والحق والجمال.وليس تلك الروح العفنة، النتنة التي لا ترى إلا نفسها بأنها الأحق فيه.
الوطن كجغرافيا .هو قطعة الأرض ،ذات الحدود المعينة اليوم وقد تتغير غداً ا .هكذا أقرأ الوطن كجغرافيا عبر الفعل التاريخي والاجتماعي للتطورات ،والتغيرات ،لكن الوطن قيمة وجدانية يحملها الشرفاء من أبنائه ،وإن رحلوا عنه لأسباب أغلبها تكون نابعة من التعاليم الدينية التي لاتحتوي إلا على نقيض الحياة، والروح الإنسانية السمحاء.
إن الوطن الذي نآمله ونُحبه، وقد نافحنا عنه لعشرات من السنين. لن يتعافى ولايستقر ذاك الوطن الجميل ، ولن يكون فيه الحق والعدالة والحرية .منفذة بسلوك أفراده .إلا حين تُعاد قراءة النصوص الدينية.ونخص تلك النصوص التي لا ترى إلا نفسها بأنها الأفضل منهجاً على الإطلاق ، وأن أبنائها هم خيرة البشر.وأنهم الأعلون. إن هكذا نصوص تحتمل كلّ التفاسيرات. من هنا فإنّ ما تُنتجه تلك النصوص من إرهاب ،سواء أكان ذاك الذي لايسفك دما، بل قهراً للأقليات القومية والدينية، أو ذاك الإرهاب الفكري المتمثل بشيطنة كل مبدع يُخالفنا في الدين والمذهب، أو بالإرهاب الدموي ،الذي يهدف إلى بقاء الأرض وماعليها وما تحتها لجماعة دينية ومذهبية بعينها.إن هؤلاء ، وهذه الأفكار هي الرائجة في الوطن الذي أسموه بالوطن العربي .وهناك دراسات توضح نسبة التطرف الديني والمغالاة في التعصب تبلغ في مصر على سبيل المثال 77% وفي الجزائر 48% وفي المغرب تصل إلى 39% وفي السعودية تصل إلى 88% وفي دول الخليج تصل إلى 50% وفي العراق تصل إلى نسبة 71% وفي سورية بعد الحرب إلى 63% ولبنان إلى نسبة 28% أما في فلسطين فالنسبة تزيد عن 85%.إن هذه النسب هي مؤشرات خطيرة تنتج بالأساس من خلال التعاليم الدينية التي تقود أغلب المجتمعات العربية .وأن نسبة الموت المجاني والقتل والحروب في العالم العربي والإسلامي تُعادل 67مرة عما يُقتل في العالم.
وترجع تلك الحالة في جوهرها .ليس إلى الفقر والجوع كما يُروج لها أصحاب النظريات المتطرفة بل يعود إلى التعاليم الدينية المغالية في محبة القتل الذي يصل بالشباب إلى الجنة حيث تكثر هناك الفتيات اللواتي لا تهدأ شهوتهن وكأن الله عنده دار بغاء.

إن النصوص الدينية ،والأحاديث هي المسؤولة عن كل هذا الشقاء للإنسان الشرقي على وجه الخصوص.وقراءة بسيطة للتاريخ سنرى .كم من محرقة حدثت في الشرق والسبب ليس الحاكم ،ولا الثروات .إنما تلك الدعوات التي لاتنقطع خلال الصلوات في تكفير الآخر وزندقة غيرنا ومغايرنا في المذهب.من هنا نرى إن قراءة الديانات الإبراهيمية .ومذاهبها ومدارسها هو ضرورة لوجود شرق طبيعي، وعادل أولاً . وهو ضرورة للبشرية جمعاء.
أما إذا بُلينا بعقول كالحجارة الصماء، وتعصب يصل لحد الكفر بالوجود. فلن نجد غير مجتمعات متخلفة لا تركض إلا وراء التدين غير الإيجابي .بل وراء تعصب أعمى..إن التدين حالة طبيعية ، وضرورة وجودية ولكن ليس الدين الذي ينفي سواه .إن التعصب الديني بحد ذاته هو من أخطر الأوبئة الفتاكة للمجتمعات المشرقية .
الشرق لن يقوم وينهض من موته السريري بدون وجود شباب يتصدون للمشروع الذي يدعو للموت دائما.الحياة نقيض الموت. وكل مذهب يدعو للموت .ستتم محاربته عاجلا أم آجلا…
رحم الله من وضع لبنة للبناء، وليس للهدم.ورحم الله ولياً نادى بالاعتدال وليس بالحقد وكراهية الآخر.رحم الله أوطاننا إن كنا لن نتغير.
اسحق قومي.
18/2/2019م

شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات.. قوةٌ استثماريةٌ تُهددُ نفوذَ أوروبا في إفريقيا #ب


.. -كان بصحة ممتازة-.. سيدة تبكي بعد رؤية ملامح ابنها عقب خروجه




.. سجلت العلاقات الإسرائيلية التايوانية تقاربا في الفترة الأخير


.. بايدن: قرار المحكمة العليا حول حصانة ترمب يمثل تغيرا جذريا ل




.. لحظة إنزال راكب من داخل مقصورة الأمتعة في طائرة تعرضت لمطبات